الجزء الثاني من رواية سارة الحلفاوي
انت في الصفحة 1 من 11 صفحات
واقف قدام برج عالي و عينيه على شقة إتفحمت..حاطت إيده في جيبه و على عينيه إنعكاس ل سواد كان شبه السودا اللي سابتهوله في حياته..عينيه كلها جمود مش طبيعي..تربيت على كتفه صحاه من شرود في ماضي كان هيبلعه! بص ل عابد بنظرات مافيهاش حياة..ف قال الأخير بأسف..
..ماس كهربي ول ع في الشقة كلها و للأسف هي كانت جوا.. ال..البواب بيقول يعني إن كان في حد معاها..بس إحنا مش لاقيين خالص!
بصله للحظات من غير ما يرد..لحد م نطق بهدوء تام..
..الله يرحمهم!!
وربت على دراعه بخشونة و قال..
..يلا..تصبح على خير!!
و ركب عربيته تحت أنظار عابد المصډوم في ردة فعله الهادية تماما!..ساق زين العربية بهدوء تام..و للحظة شرد..شرد في طفل قاعد على كرسي مربوط بيتفرج على كل ما هو ق ذر..بيتفرج بإشمئزاز لإنه لو بس لف وشه هيضرب!! مشهد مرعب بيلاحقه من عشرين سنة! نفسه إبتدى يعلى و مشافش العربية النص نقل اللي جاية في وشه ضاربة نور عمى عينيه..و في آخر لحظة شافها..حاول يتفاداها و نجح في ده في آخر لحظة..وقف على جنب صدره بيهبط و يعلى..نزل من العربية و سند عليها مميل نحيتها..حط إيده على قلبه و غمض عينيه مافيش حاجه بتدور في دماغه غير ليه..ليه مكانش عنده أم طبيعية!
..القميص ده بدل اللي قطعتهولك..و البرفيوم اللي بتحبه عشان بتاعك قرب يخلص..و بالنسبة للخاتم ف ده عشان حسيته شخصيتك أوي..أنا بحبك يا زين..و عمري ما هسيبك!!
..بعد الشړ..ألف بعد الشړ عليها! يارب إجعل يومي قبل يومها..مش هقدر أشوف فيها حاجه وحشة!!
إتنهد و رجع ساق بسرعة مهولة للبيت..مش ل الڤيلا..! لما وصل ركن العربية و نزل منها و معاه الكيس..و لإن الوقت كان متأخر ف لقى الڤيلا ضلمة..طلع على السلم لجناحه و لما دخل لاقاها صاحية بتجوب الأوضة ذهابا و إيابا..أول ما دخل مشيت نحيته و قالت بعصبية خفيفة..
..إنت كنت فين! بكلمك و مبتردش يا زين! يرضيك تعب الأعصاب اللي أنا فيها دي!
محياه و
الإرهاق اللي على وشه..حست ب قلبها مقبوض عليه..ف نفذت اللي قال عليه..قربت منه أكتر مغمضة عينيها بتهمس بحنو..فيك إيه
مكانش بيرد في البدايةلحد ما سمعته بيهمس بصوته الرجولي..أنا مش كويس!
حاولت تبعد عنه لكنه تمسك بقربه منهوبعدين قال بتعب..لاء..خليك!!
مسحت على شعره وهمست برفق...أنا جنبك يا حبيبي!!
و إسترسلت بتمسح على شعره من الخلف..انا جنبك ديما!
لتردف بحزن....قولي عايزني أعمل إيه عشان تبقى كويس و أنا هعمله!
..متمشيشقالها بتلقائية و هو مغمض عينيه..و كمل و هو حاسس بنغزات في قلبه...متمشيش و تسيبيني زي ما عملت معايا و أنا صغير و محتاجلها!!!!
..مش همشي و أسيبك أبدا!
غمض عينيه و قربها منه أكترللحظة حست إنه مش زين..مش دة زين الرقيق الحنين معاها خصوصا فهمست بحزن..زين..بتوجعني!!
و كإنها إدته بالقلم على وشه..إتخض وهو بيقول بلهفة..
..إيه واجعك يا حبيبتي
و ردد بلطف....أنا أسف!!
فتحت عينيها..ورفعت عينيها لقته صاحي شارد في نقطة ما قدامه..فقالت بصوت ناعس...منمتش
نفى براسه..و نزل بعينيه بيتفحصها بإهتمام و هو بيسألها..
..حاجه ۏجعاك
قالت له بهدوء...لاء يا حبيبي!
ف همست يسر بهدوء..زين..كنت فين إمبارح
قال بهدوء...كنت بشوف شقتي اللي ولعت!
شهقت بخضة و رفعت وشها ليه پصدمة و هي بتقول...شقتك إنت!! إزاي!
سندت بكفها جوار معدته بتبصله پخوف ماسحة على خده..
..إنت فيك حاجه حصلك حاجه!!
قال بهدوء و هو بيتأمل الخۏف في عينيها عليه..
..مش أنا اللي حصلي! ريا كانت فيها و..و ماټت!!
شهقت پصدمة بتبصله للحظات عاجزة عن الكلام..لحد م همست بضيق..
..ربنا يرحمها!!
إستوحشت ملامحه و في لحظة كان قابض على ذراعيها وبيهدر بحدة في وشها..
..لاء!! متترحميش عليها!!! أنا مش عايز ربنا يرحمها!!!
إتخضت خصوصا من مسكته لدراعها بشكل ..حاولت تهديه و هي بتتكلم برفق...حاضر..إهدى طيب!!
غمض عينيه ..وملى رئتيه بأنفاس عميقة و زفرها بهدوء و هو حاسس براحة مش طبيعية في قلبه..إبتسم مش قادر يفسر إزاي بنت في سنها تقدر تحتوي راجل ملو هدومه زيه و يبقى عندها الكم ده من الحنان!! قدر ينام بعد ساعات كان صاحي فيها..نام بسلام غريب و بعمق كإنه منامش من سنين!!
دقات قلبها بتتسارع و هي واقفة قدام مراية الحمام في إيديها إختبار حمل منزلي حاسة إن رجليها مش شايلاها و هتقع في أي لحظة! إيجابي!! تصببت عرقا بتاخد أنفاسها بصعوبة من شدة الفرحة..طلعت من الحمام و قعدت على أقرب نقطة ليها على السرير في إيديها الإختبار..نزلت بعينيها ل بطنها و ڠصب عنها دمعت و هي بتمشي بإيديها على معدتها ب بطء حنون..و ڠصب عنها إنهارت في العياط محاوطة وشها بإيديها مش قادرة تصدق إنها و أخيرا حامل! حاولت تهدى و تفكر هتفاجيء زين إزاي..لبست الروب بتاعها و
نزلت ل رحاب اللي جابتلها
الإختبار المنزلي مخصوص و قالتلها إنها بالفعل حامل..و إديتهم أجازة النهاردة..لما مشيوا دخلت المطبخ و تملتله الأكل اللي عارفة إنه بيحبه و حطته على السفرة..نثرت جنبها ورود حمرا و شموع عطرة..بصت في الساعة ف لقت إن فاضل ساعة على ميعاد رجوعه..قطبت حاجبيها بضيق و قررت تكلمه!
مسكت تليفونها و كلمته..قعدت على الكرسي و أول ما الخط إتفتح و رد بهدوء..
..أيوا يا يسر!!
..زين..بطني ۏجعاني أوي يا زين و تعبانة!!
قالت بصوت مرهق زائف..إبتسمت بمكر لما لقته بيقول بقلق شديد..
..مالك في إيه!!
همست ب صوت مهزوز..
..مش عارفة يا زين..تعبانة أوي!!
..طيب أنا جايلك!!
قال بلهفة و قفل معاها..إبتسمت بنجاح مخططها وسقفت بفرحة..لتشهق بخضة مدركة إنها لسة مجهزتش..كانت هتجري على السلم إلا إنها مشيت خطوة خطوة و هي بتقول بشكل مضحك..
..يسر..إعقلي كدا و إمشي تاتا تاتا بالراحة!!!
و طلعت على السلم بهدوء وصلت لجناحها..خدت شاور على السريع و لبست فستان أحمر غامق مفتوح من الجنب اليمين..لبست كعب و حطت خلخال و إبتدت تحط لمسات خفيفة من المكياچ على وشها..رتبت خصلاتها سريعا و فردتهم على ضهرها..نثرت عطرها المفضل و مسكت إختبار الحمل في إيديها و نزلت على السلم..خبته تحت مفرش السفرة..سمعت صوت عربيته برا ف ربتت على قلبها و هي بتقول..
..إهدي يا يسر و خدي نفسك!!
و إبتسمت بفرحة مش طبيعية..قرت من الباب و فتحتله هي قبل ما يدخل..مخدش باله من شكلها و أسرع محاوط وجنتيها بيقول بلهفة قلق عليها..
..في إيه! حاسة بإيه!!!
إبتسمت و هميت بلطف...حاسة إني بحبك!
عينيها نزلت لفستانها و طلعت تاني ل شعرها و وشها..بص وراها لقى السفرة و الشموع و أكل ريحته واصلاله..إتنهد و بعد عنها بيرجع خصلات شعره ل ورا بإيديه و هو بيقول بضيق....طب و ليه وقعة القلب دي!!
قالت بصوتها الأنثوي....عشان وحشتني! و مكنتش هعرف أجيبك غير كدا!
إبتسم..ف إبتسمت له و مسكت إيده شدته للسفرة و قعدته على الكرسي المترأسها.. ومسكت المعلقة بتمليها بالأكل و بتأكله..و بعد أول معلقة مسك إيديها و شال منها المعلقة وباس كف ايديها و إبتدى هو يأكلها..أكلت و هي مبتسمة وهمست ب حب..كنت واحشني النهاردة أوي!!
همس في أذنها بحب...أنا شايف إننا نطفي الشموع دي و نطلع أوضتنا!!
إزدردت ريقها و بعدت وشها عنه و همست مغمغمة..
..أنا عايزة أقولك على حاجة!
..قولي على عشر حاجات!
قال و عينيه بتمشي على ملامحها ب بطء..ف مسكت كفه و حطتها على بطنها و قالت ب رجفة...زين..أنا حامل!!!
إتصدم..لدرجة إن الصدمة ظهرت على ملامحه و نزل بعينيه لبطنها و رجع بصلها و هو مش مصدق اللي سمعه..إبتسمت بسعادة و هي بتومئ براسها..و سرعان ما لفت و رفعت المفرش و خدت الإختيار و حطته قدام عينيه و همست بفرحة حقيقية..
..أهو..النتيجة
Positive!! لما نزلت بعت الحجة رحاب
تجيبهولي و لما جربته لقيت إني حامل!!
مسكه بين صوابعه و همس بعيون مصډومة..
البتاع دة حقيقي نتبجته حقيقية يعني ولا إيه!!
همست بإبتسامة..
..هو مش أكيد بنسبة كبيرة..بس لما نروح لدكتور هنتأكد!!
و رجعت قالت بإبتسامة..
..بس يا زين أنا حاسة إن في بيبي هنا!!!
وبصتله بسعادة..إبتسم لفرحتها و في شعور جواه غريزي بينمو..فكرة إنه أب مخلية في حنين جواه لقطعة لسه بتتشكل في بطنها!
جذبها و همست مبتسمة...مبسوط
..طبعا..قال بحنان..ثم همس بجدية...بكرة هنروح نشوف دكتورة تطمن عليكي و عليه!
..ماشي.. قالت.
ثم قام بحملها فقالت له..نزلني انا تقيلة عليك.
قال ساخرا...تقيلة إيه إنت لحقتي.. و طلع على السلم بيها و هو بيقول بتوعد...فكري بس يا يسر تدلعي الواد ده أكتر مني..و لا تهتمي بيه أكتر م تهتمي بيا هيبقى يومك إسود إنت و هو!
ضحكت من قلبها لدرجة إن راسها رجعت لورا و غمغمت بمكر..
..إنت ليه واثق إنه ولد يعني! م يمكن تبقى بنوتة!!
قال بإبتسامة و هو بيبصلها..يبقى أحسن تصدقي!!
و إسترسل بخبث..و أدلعها أنا بقى براحتي!!
..بقى كدا!!
وعندما وصل إلى الغرفة قال بعشق..إنت بنتي يا يسر..و لو اللي جاي بنت لازم تفهم إنك كنت بنتي قبلها!!
همست بحب..إنت حبيبي!
عادت تهمس بعشق....و إبني!
فإبتسم..لتردف بنفس النبرة الحنونة المحبة....و أبويا!..إنت كل حاجة ليا يا زين!
قال بعد تنهيدة....اللي بتعمليه فيا دة غلط عليكي و عليه..أنا لولا إني عارف إن غلط..كان زماني بحبك
واقفة مميلة على الحوض بتستفرغ كل اللي في بطنها..ألم شديد أسفل معدتها..تآوهت پألم و هي حاطة إيديها على معدتها..غسلت وشها و نشفته و هي بتمشي بصعوبة و أول حاجة فكرت فيها تكلمه..مسكت تليفونها و إتصلت بيه و هي بتتألم..مردش عليها..إتصلت تاني و مردش..رمت التليفون على السرير و خرجت من الجناح بصعوبة و هي بتتآوه پألم رهيب..
..آآآآه!!! حجة رحاب!!! آآه!!
خرجت من الجناح بتنادي عليها بصعوبة..جات رحاب تطري بلهفة..مسكت يسر درابزين السلم و هي بتقول ب أنفاس سريعة..
..حجة رحاب كلميلي الدكتورة..بطني بتتقطع مش عارفة في إيه!
..حاضر يا حبيبتي!
هتفت الأخيرة و ذهبت ركضا تحادث طبيبتها..يسر محستش ب رجليها و هي بتفلت من على السلم اللي كانت بتحاول تنزله..حاولت تمسك في الدرابزين لكن الأوان فات..وقعت من على السلم نزلت على آخره مغشيا