رواية كاملة بقلم منى محمود
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
لبارت الاول
الفصل الاول
كلنا وحيد منفرد كلنا سر خفي كلنا محجوب بالف نقاب و نقاب و ما الفرق بين مستوحد و مستوحد سوي أن الأول يتكلم عن وحدته و الثاني يظل صامتا
جبران خليل جبران
في ليلة ممطرة كان الشارع مظلما إلا من ضوء بسيط من القمر كان يجلس في مكتبه يشعر بالملل يوما يمر من عمره مثل كل يوم بلا أي هدف لا يشعر بالمتعة و لا يشعر بالألم مجرد فراغ داخلي ينهش في روحه كل ليلة
تذكر تلك الحاډثة المشؤومة التي كانت سببا في نقله من قسم شرطة الهرم إلي قسم شرطة بإحدي المناطق النائية بمدينة السادس من اكتوبر شرد بفكره إلي ذلك اليوم الذي أستطاع فيه بلطجي شهير بالمنطقة الهرب و تم نقله إلي هنا ك جزاء له علي تقصيره و أهماله في تأدية واجبة و ها هو الآن يجلس مثل كل يوم لا يفعل شيئا سوي التحسر علي حاله و الټدخين بشراهة
صالح .... الحق يا فندم في مصېبة برة
مؤمن بتركيز ... في ايه يا صالح
صالح ... في واحدة ست غرقانة في ډمها برة و عمالة تخرف بكلام مش مفهوم كل اللي الناس و انا قدرنا نفهمه أن جوزها قتل ابنه و هرب
مؤمن بدهشه ... نعم
صالح مؤكدا ... و الله زي ما بقولك كدة يا باشا
مؤمن ... ډخلها يا صالح لما نشوف حكايتها ايه
_ خرج صالح و بعد ثواني سمع مؤمن طرق علي باب مكتبة و سمح للطارق بالدخول ظهر اولا صالح يدخل و من بعده أمراة عندما نظر إليها أحتار في تحديد عمرها لوهله رأها فتاة في مقتبل العمر و لكن حين دقق النظر في وجهها و رأي الحزن استوطن في كل ملامحها تملكتة الحيرة في تحديد عمرها ف الحزن جعلها عجوز في عمر الشباب كانت ملابسها ملطخة بالډماء ترتدي عباءة سوداء بيها نقوش بيضاء كثيرة و طرحة بيضاء اللون بإهمال ترتجف بشدة و دمائها التي تسيل من رأسها قد اختلطت بدموعها التي لا تتوقف و تقبض علي أصبع الإبهام بداخل كفها كأنها تحتضنة بشدة و شفاها ترتعش و تتمتم بكلام غير مسموع تحدث مؤمن وهو ينظر إليها بتفحص
حاول تهدئت روعها قائلا ... ممكن تهدي و تفهمينا ايه اللي حصل مين قتل
مين
وعندما لاحظ أزدياد أرتجافها أشار إلي صالح قائلا ... صالح هات كوبايه ميه بسرعه و أي عصير من عندك في الثلاجة ثم عاد بنظره إليها مرة أخري .. ايه اللي حصل احكيلي بهدوء عشان أقدر اساعدك
نرجس پبكاء ... ج جوزي منه لله قتل ابني قتل حبيبي اللي انا عايشة في الدنيا كلها عشانة منه لله منه لله
أصابتنه الدهشه فالقي بتسألاته دفعه واحدة ... ازاي ازاي و لية و انتي كنتي فين
نرجس ..
_ و دخلت مرة أخري في نوبة بكاء و هي تردد بهذيان
مؤمن .. تعالي افتح محضر يا صالح ... اسمك و سنك و عنوانك
نرجس ... اسمي نرجس عبد الهادي اسماعيل عندي ٢٣ سنة و انا معرفش احنا فين و لا انا ساكنة فين انا خرجت من بيت ابويا في الدقهليه علي هنا في بيت محمود جوزي معرفش حتي عنوانة اللي قاعد فية مع مراتة التانية كل اللي اعرفة اسمة و رقم التلفون اللي سيبهولي عشان اكلمة للضرورة أو ارد علية بس اللي برة دول جيراني اكيد عارفين العنوان
مؤمن متهكما ... كمان متجوز أتنين طيب قولي اسم جوزك و هاتي رقمة و بعدين هتروحي مع الأمين صالح علي المستشفي عشان الچرح اللي في راسك دا و انا هاخد قوة و هطلع ع مكان شقتك مع جيران ال برة دول
ارجوك يا بيه رجعني معاكم مش عايزة اروح مستشفيات انا كويسة
مؤمن ... كويسه ازاي بالچرح اللي في راسك دا
نرجس پبكاء ... و النبي رجعني معاكم مش هعرف ارجع لوحدي
يمكن الواد يكون عايش و رجع اكيد هيكون محتاجني دلوقتي ارجوك يا بيه
_ لم يستطع الرفض أمام إصرارها و اشفاقه علي حالتها و ما تمر بة و بالفعل اخذ منها رقم هاتف زوجها و أسمة بالكامل و أوصي أحد زملائه بالقسم بالقبض علي المدعو محمود و ذهب هو معها و معه قوة صغيرة اللي مسكنها مرة أخري و معهم الجيران الذين أتوا بها إلي القسم و هي لا تزال ترتجف بين الحين و الآخر كانت عينيها السوداء تنظر في جميع الاتجاهات بطريقة سريعه كأنها تبحث بين الوجوة علي وجة تعرفه وجة ترفض تصديق
أنة من الممكن أن يكون فارق الحياة و تركها وحيدة للابد ...
_ بعد مدة قليلة كانو وصلو اللي العنوان الذي كان في مكان نائي خالي من السكان و الخدمات الا قليل ك حال باقي المنطقة كانت هي أول من تهبط من عربة الشرطة و تهرول نحو المنزل بخطوات سريعه و الباقي ورائها وصلت إلي الدور الاول و دفعت باب الشقة بقوة و اخذت تدور بها و هي تنادي بعلو صوتها
نرجس ... علي علي انت رجعت يا حبيبي علي انت فين رد علي ماما انا جيت اهو انت فين بقا يا علي
_ نظر مؤمن في أرجاء الشقة ... كانت شقة بسيطة للغاية مكونة من غرفتين و صالة صغيرة و مطبخ و حمام الاثاث بها كان بسيط للغايه و قليل جدا نظر لها بحزن لما هي فيه
مؤمن ... قوليلي اللي حصل بالظبط يا نرجس احكيلي كل حاجة و متقلقيش في ناس دلوقتي بتدور علي جوزك محمود و هنجيبو مكان ما يكون اهدي بس و احكيلي عشان نقدر نتصرف بسرعه وحقك ميضيعش
نرجس و هي تشير اللي أحدي الغرف ... علي كان نايم هنا كان سخن يا ضنايا من امبارح و اتصلت برقم الصيدلية اللي محمود سيبهولي و الدكتور عزت يشكر بعتلي خافض للحرارة و اديتة بس بردو متحسنش اتصلت بمحمود كتير اوي مردش عليا و ساعات كان يديني الخط مشغول و يرجع يرن و بردو مفيش رد و علي الساعه ١٢ كدة لاقيت محمود داخل عليا و عينيه بتطق شرار فرحت و قولت هينجد علي و يلحقة بس ملحقتش اتكلم سبقني هو و قعد يزعق و يقول أنه عايز يطلقني و مش عايز اي حاجة تربطة بيا و لما اترجيتة يودي الواد المستشفي الاول و بعدين يعمل فيا اللي هو عايزة جري على علي و قالي انا هخلصك منة خالص جريت عليه مسكتة منبس هو و اخر حاجة شوفتها قبل ما يغمي عليا
البارت التاني
الفصل الثاني
كان الوضع يزداد غرابة بمرور الوقف
إين أختفا الطفل..
هذا هو التساؤل الذي ظل يدور في ذهن مؤمن طوال الوقت...
ولم يوقف استرسال تساؤلاته
سوا قدوم أحدا العساكر بالمدعو محمود بعد ان مرت ثلاث ساعات منذ بداء التحقيق بقضية اختفاء علي
وقف محمود امام مؤمن وقد أعتلا وجهه علامات الخۏف والفزع تعمد مؤمن الصمت لفترت طويلة وهو يدقق النظر إليه....
في محاولة لأرباك المشتبه به وكي يستطيع الوصول إلي اعماقه و معرفة ما قد يدفع أب ل رتكاب هذه الچريمة التي أقل ما يقال عنها أنها بشعة بكل المقاييس..
وبعد صمت داما خمسة عشرة دقيقة تحدث محمود بتوتر بالغ..
محمود ... يا فندم ارجوك فهمني انا هنا ليه و ايه اللي المچنونة اللي برة دي بتقولو علي مين اللي انا واقف بقالي ربع ساعه علي اعصابي مش فاهم اي حاجة
مؤمن بهدوء ... مش عارف علي مين علي ابنك اللي بدل ما تروح تلحقة و تودية مستشفى وقفت بكل جبروت
محمود . علي ابني انا انا هقتل ابني بايدي ازاي و ليه و الله يا فندم تلاقيه تاه منها و هي خاڤت ف قالت كدة انا استحاله اقتل ابني
مؤمن ... تاه منها تبقي في الحاله دي ! و الإصابة اللي في رأسها محمود متغلبنيش معاك و
انطق
محمود بصوت مخڼوق ... و الله يا باشا ما عملت حاجة و لا شوفتها هي و لا الواد من شهر هي اه اتصلت بيا كتير بس انا مردتش و كبرت دماغي و الله ما قټلت ابني ولا اعرف هو فين يا باشا
مؤمن ... كنت فين طول اليوم انهاردة
محمود ... زي كل يوم نزلت من البيت علي ثمانيه عشان شغلي و رجعت علي ستة كدة و منزلتش تاني من البيت
مؤمن ... ممممم و عندك
شهود بقا علي كدة
محمود ... هبه مراتي يا باشا كانت معايا في البيت
مؤمن ... غير مراتك في اي حد زاركم اي شهود علي كلامك غير مراتك يا محمود
محمود ... لا يا باشا بس و الله هتلاقي الواد تاه منها و هي خاېفة بس صدقني هي أصلها مقفلة شوية و خيبة في نفسها و مبتعرفش تتصرف و قالت كدة من خۏفها بس
مؤمن و هو بيضرب الجرس ... هنشوف
دخل صالح ... أوامرك يا باشا
مؤمن ... دخلي نرجس يا بني لما نشوف اخرتها ايه
صالح ... تمام يا باشا
دخلت نرجس وكانت ب حاله يرثي لها ف قد جفت الډماء علي رأسها ووجهها وكان احمرار عينيها يحاكي لون الډماء التي تلطخ وجهها ك علامتة تركت اثرها بعد انخراطها ف البكاء المتواصل لمدة ليست ب
هينة
كانت تمشي بخط ثقيلة مھددة بالسقوط في أي لحظة
نرجس ... علي فين يا محمود وديتة فين يا مفتري حرام عليك دا ابنك
مؤمن ... تعالي يا نرجس .. محمود بيقول أنه مشافكوش من شهر تقريبا و بيتهمك أن الولد تاه منك و انتي من خۏفك بتقولي كدة
نرجس بدهشه ... نعم شهر ايه يا بيه و تاه مني فين انا مبنزلش من البيت من يوم ما دخلتة غير كام مرة و كانو مع محمود انا حتي معرفتش اقولك العنوان هنزل اروح فين انا مبتنقلش يا بيه و الله ما خرجت من باب الشقة الا عشان اجي القسم و الله ما خرجت في حتة ولا اعرف اروح اي مكان لوحدي حسبي الله ونعم الوكيل منك لله يا ظالم يا