رواية كاملة بقلم الكاتبة بتول
وعزمت على تنفيذها لتتخلص من هايدى إلى الأبد.
سمع ياسر رنين هاتفه فنظر إلى الشاشه ليجد المتصل رقم غير مسجل فتجاهل الاتصال ولم يرد ولكن لم ييأس هذا المتصل وظل يتصل به مما دفع ياسر للرد عليه قائلا
أيوه ... مين معايا.
سمع صوت فتاه تقول
معايه معلومه ليك لازم تعرفها بس لازم تدفع قصادها.
رفع ياسر حاجبه وأردف بنبره ساخره
كان سينهى المكالمه ولكن استوقفه صوتها وهى تقول
نصيحه لو عايز تعرف مين اللى عمر ابنك متقفلشى السكه.
أنت قولتى إيه دلوقتى
ابتسمت بخبث قائله
اللى أنت سمعته بالظبط عمر ابنك ماټ مقتول مش حاډثه زى ما أنت كنت مفكر ... لو عايز تعرف مين اللى قټله تقابلنى بكره الساعه واحده فى الكافيه اللى على النيل.
وأنا إيه اللى يضمنلى أنك مش بتلعبى عليا عشان تاخدى فلوس.
أردفت وهى لا تزال تحتفظ بابتسامتها
اطمن أنا عندى دليل يثبت الكلام اللى بقوله وهخليك تشوفه بكره.
أنهت الفتاه المكالمه ليضع ياسر رأسه بين يديه ... لا يصدق أن ابنه قټل بدم بارد ... أقسم أنه سينتقم من هذا الشخص الذى تسبب فى حرمانه من فلذه كبده ... أفاق من شروده على صوت أمجد الذى دلف إلى مكتبه وقال
معلشى يا أمجد أنا همشى دلوقتى وهبقى أجى بكره بدرى أشوف باقى الأوراق.
قالها ياسر وهو يغادر المكتب فهو لا يمكنه التفكير فى أى شىء سوى معرفه قاټل ابنه.
مالك يا ناديه مش بتردى عليا ليه
كان هذا أول ما تفوه به عندما أجابت على اتصاله
زفرت بضيق فهى لم تعد تحتمل هذا الأمر ... يجب أن تعرف إن كان حقا ينوى الزواج بها أم أنها مجرد لعبه يتسلى بها وعندما يمل منها سيتركها ... زفرت بحنق وقالت
زفر بضيق ومسح على وجه پغضب وقال
أنت عارفه كويس إن الموضوع مش بالسهوله دى متنسيش إن أمى وأمك مش بيطيقوا بعض.
كل شويه تقول أعذار ... أنا خلاص زهقت يا عادل ... أظن
أنت عارف كويس مكان بيتى عايز تتقدملى أهلا وسهلا مش عايز ياريت متكلمنيش تانى أو تخلينى أشوفك.
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ... أعمل إيه دلوقتى فى المشكله دى.
دلفت والدته إلى غرفته وهى تحمل بيدها أطباق مليئه بالحلوى ابتسم لها بحب لتبتسم هى الأخرى له قائله
أنت متعرفش أنا مبسوطه قد إيه أنك رجعت يا حبيبى من السفر.
قبل كفيها قائلا بنبره حانيه
يا رب دايما تبقى مبسوطه يا ست الكل.
ابتسم عادل فقد فهم ما ترمى إليه والدته فهى تريد منه أن يتزوج ... نظر لها نظره ذات مغزى لتبادله هى الأخرى نظرته فقد فهمت أنه علم ما تريده بالضبط فابتسمت له وأردفت قائله
مش ناوى بقى تفرحنى بيك ... لو فى واحده معينه فى دماغك قولى وأنا هروح أخطبهالك.
هذه هى الفرصه المناسبه لاخبارها بكل شىء فقد حان الوقت لحسم هذا الأمر نهائيا ... نظر عادل إلى والدته وقال مفجرا قنبلته فى وجهها
أنا عايز أتجوز ناديه بنت طنط فتحيه.
جحظت عيناها بشده عندما سمعت ما قاله وظلت صامته ... تأكد عادل أن صمت والدته ليس سوى هدوء ما قبل العاصفه.
فى منزل هايدى
كانت تجلس تشاهد التلفاز عندما سمعت صوت جرس الباب فقامت بغلق التلفاز واتجهت لفتح الباب لتجد حبيبه تنظر لها فابتسمت ابتسامه خبيثه وقالت
ادخلى يا حبيبه.
دخلت حبيبه الشقه وأخذت تنظر إليها ... شقه راقيه وفى غايه الجمال ... ابتسمت بسخريه فجمال هذه الشقه ناتج عن المال الذى تتحصله هايدى من الټهديد والابتزاز .
جبتى فلوس
قالتها هايدى لتومأ حبيبه برأسها وتخرج من حقيبتها بعض المال وتعطيه لهايدى ... نظرت هايدى إلى المال الذى أخذته من حبيبه وقالت بسخط
دول عشر ألاف جنيه أعمل بيهم إيه دول.
اتسعت حدقتى حبيبه من الذهول وهتفت پغضب وهى تلوى ذراع هايدى خلف ظهرها
اسمعى كويس الكلام ده مش معنى أنى اديتك الفلوس أنك تقلى أدبك ... اتقى شرى يا هايدى لأن أنت حسابك تقل عندي أوى.
أخرجت حبيبه مسدسها من حقيبتها وقالت وهى توجه ناحيه هايدى
امشى قدامى زى الشاطره ومن
غير صوت هاتى الفلاشه اللى عليها الفيديو.
أنت مفكره نفسك مين عشان تهددينى ... أنا ببساطه أقدر أدمرك وأخرب بيتك.
هنا وصل ڠضب حبيبه إلى ذروته فنظرت إلى هايدى بنظرات يملؤها الڠضب وحاولت استرداد المسډس منها وأثناء مقاومه هايدى لها قامت حبيبه بدفعها ليرتطم رأسها بالطاوله ومن ثم سقطت أرضا حدث كل هذا فى ثوانى ... ظهرت علامات الخۏف على وجه حبيبه عندما رأت الډماء تسقط من رأس هايدى وقالت
إيه اللى أنا عملته ده أنا قټلتها.
الفصل_التاسع
نظرت حبيبه إلى هايدى الملقاه على الأرض والډماء تخرج من رأسها ... اقتربت منها وجدتها لا تحرك ساكنا ... شعرت بالخۏف وأخذت حقيبتها وخرجت من الشقه واستقلت سيارتها وغادرت المنطقه بأقصى سرعه بعدما تأكدت أنه لم يراها أحد ... توقفت فجأه عن القياده عندما شعرت بالدوار وأن الرؤيه أمامها أصبحت مشوشه وأخذت تبكى بشده ... لا تعرف الآن ما سيحدث وما هو مصيرها ... هى الآن على يقين أن نهايتها اقتربت بعدما قټلت هايدى ... تتمنى لو أنها لم تلتقى بهايدى من قبل ولم يحدث كل ذلك ... كان الأمر كله لعبه اڼتقام دبرتها تلك اللعينه جيهان للإنتقام من والدها عادت بذاكرتها إلى اليوم الذى بدأ به كل شىء.
فى الجامعه وتحديدا فى مكتب مفيد
كان يجلس يراجع رساله الماجستير الخاصه بأحد الطلاب عندما دق باب مكتبه فأردف قائلا
ادخل.
دلفت فتاه عشرينيه متوسطه الطول ذات قوام ممشوق وبشره بيضاء وعيون بنيه ... ضيق مفيد عينيه وصاح قائلا بحنق
اسمعى كويس يا جيهان أنا مستحيل أنجحك فى الماده وأنت أصلا محضرتيش الأمتحان.
كزت جيهان على أسنانها بغيظ وقالت
أنا بنت رجل الأعمال أحمد سالم أكيد سمعت عنه.
ظهرت علامات التعجب على وجه مفيد ... لماذا تخبره جيهان بإسم والدها وما علاقه هذا الأمر بعدم حضورها الأمتحان
زفر بحنق وقال
أنا مش فاهم إيه المطلوب منى بالظبط.
المطلوب أن حضرتك تظبطلى الماده واللى هتطلبه بابا هيدهولك.
قالتها جيهان بكل تبجح ... تبدلت ملامح مفيد من الهدوء إلى الڠضب وهتف قائلا
امشى اطلعى بره وإلا والله ما هخليك تنجحى خالص فى أى ماده وطول ما أنا موجود فى الكليه أنت مش هتتخرجى منها.
غادرت جيهان وهى تستشيط ڠضبا فهى لم تتعرض لموقف كهذا من قبل فدائما كانت تستطيع أن تحل جميع مشاكلها باستخدام نفوذ وسلطه والدها أما الآن فهى لا تستطيع أن تفعل شىء وعلاوه على ذلك هددها مفيد أيضا ... مر شهر على هذا الموقف وأتى يوم ظهور نتيجه الامتحانات وبالطبع رسبت جيهان فى الماده التى يدرسها لها مفيد ... أقسمت أنها ستنتقم من مفيد ... بدأت بالتفكير فى هذا الأمر طوال فتره العطله الصيفيه وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر بدأ العام الدراسى وقد عرفت جيهان من إحدى صديقاتها أن حبيبه ابنه الدكتور مفيد تدرس فى نفس جامعتهم ولكنها فى كليه مختلفه ... حينها وجدت جيهان طريقه للإنتقام من مفيد ... لم يكن الأمر سهلا كما كانت تعتقد فى البدايه فعندما بدأت بالتقرب من حبيبه ولكنها فشلت فى ذلك لأنه قامت إحدى الفتيات بتحذير حبيبه واخبارها أن جيهان تسعى خلفها للإنتقام من والدها ... لم تكن جيهان تعرف ماذا عليها أن تفعل بعدما فشلت فى التقرب من حبيبه وفى أحد الأيام كانت تجلس جيهان فى الكافتريا القريبه من الجامعه مع مجموعه من صديقاتها ومن بينهن هايدى ... لم تكن هايدى صديقه حقيقيه لجيهان أو لغيرها فكل ما كانت تسعى إليه هو المال والهدايا الثمينه التى كانت تتحصل عليها بصداقتها المزيفه مع الفتيات الثريات ... كانت جيهان تروى لهم محاولتها الفاشله فى التقرب من حبيبه وكانت هايدى تستمع لحديثها بانصات واهتمام شديدين وعندما أنهت جيهان حديثها ابتسمت هايدى ابتسامه خبيبثه وقالت
اللى يخليكى تنتقمى من مفيد وتخليه يندم على اللى عمله معاكى تعمليله إيه
أى حاجه المهم أنتقم منه.
قالتها جيهان بلهفه .... قالت هايدى وهى لا تزال تحتفظ بابتسامتها الخبيثه
أنا أقدر أساعدك فى الموضوع ده بس كل شىء ليه تمن.
بادلتها جيهان الابتسامه نفسها وقالت
هديك عربيتى القديمه.
لمعت عينا هايدى بشده فالسياره التى تعتبرها جيهان قديمه هى سياره سوداء وحديثه الموديل وكثير من الفتيات تتمنى الحصول على مثل هذه السياره ومن ضمنهم هايدى التى تسعى دائما لتحصل على كل ما هو قيم وبالطبع سياره جيهان القديمه تعتبر بالنسبه لها أفضل شىء يمكن أن تحصل عليه ... ابتسمت هايدى قائله
تمام اتفقنا.
أنهت جملتها وأشارت بعينهيا نحو باقى صديقاتهن اللاتى يتابعن حديثهن ... فهمت جيهان أن هايدى ستخبرها بالتفاصيل فى وقت لاحق.
فى اليوم التالى التقت جيهان بهايدى وشرحت لها هايدى خطتها وقد أعجبت جيهان بالخطه وقالت وهى تنظر إلى هايدى بإعجاب
واو بجد أنت دماغك دى مفيش زيها أبدا برافو عليك يا دودى.
ابتسمت هايدى قائله
شكرا يا جيجى على المجامله ... بس أهم حاجه دلوقتى تجيبيلى كل المعلومات عنها عشان أعرف أتقرب منها.
زفرت جيهان بضيق وقالت
أنا خاېفه تفشلى زى ما أنا فشلت.
ضحكت هايدى بشده واستفزت هذه الضحكه جيهان لكنها تمالكت نفسها ونظرت إلى هايدى التى قالت
من الناحيه دى اطمنى مش هفشل لأن أنا وضعى مختلف عن وضعك ... أنت فى الكليه عندكم كل الطلبه عارفين أنك بتكرهى مفيد وبسبب كده الكلام وصل للكليه اللى فيها حبيبه وده سبب فشلك أما أنا محدش يعرفنى لأنى ببساطه مش بدرس فى نفس كليتك أنا بدرس فى كليه تانيه فهيكون صعب أن حد يعرف من اللى فى الكليه عندك أو كليه حبيبه أننا أصحاب وأنى بساعدك فهمتى.
أومأت جيهان برأسها دليلا على فهمها ما قالته لها هايدى.
فى اليوم التالى ذهبت هايدى إلى الجامعه وتحديدا إلى الكليه التى تدرس بها حبيبه ودلفت إلى المدرج... بحثت بعينيها عن حبيبه التى تعرفت على ملامحها من خلال صوره أعطتها لها جيهان ابتسمت بخبث عندما رأت حبيبه تجلس بمفردها بعيدا عن الطالبات الاتى يثرثرن فى بعض الأمور التافهه ... توجهت هايدى ناحيه حبيبه وجلست بجانبها قائله
ممكن أقعد جنبك ده لو مش
هضايقك.
ابتسمت لها حبيبه قائله
مفيهاش مضايقه ولا حاجه اقعدى براحتك.
الآن حان وقت تنفيذ الخطه التى