رواية كاملة بقلم ناهد خالد
بل قالت
_أنا محتاجه أنام الوقت اتأخر تصبح على خير.
أمسك يدها قبل أن تقوم وبالأخري أمسك وجهها يرفعه له يحاول تفحص ملامحها أكثر وهو يقول
_مالك يا داليا
نفت برأسها قبل أن تقول بخفوت
_أنا كويسه..
رد باستنكار
_كويسه أنت مش شايفه نفسك عامله ازاي! كنت بتعيطى لى أيه اللي حصل عشان تعيطى للدرجادى!
ذمت شفتيها تمنع الإنخراط في بكاء أعنف.. فما أصعب أن تتحكم بنفسك حين يسألك أحدهم عما بك وأنت تحمل الكثير...
تسائل بفضول
_حاجة أيه
تنفست بعمق وهي تقول
_مفيش أنا عاوزه أنام تصبح على خير..
ولم تعطي له فرصه للحديث بل سحبت نفسها عنوه وابتعدت متجهه لغرفتها..
__________ناهد خالد _______
مرت دقائق قبل أن يتجه لغرفتها لم يستطع أن ينام دون أن يطمئن عليها أثارت ريبته بمظهرها يعلم أن هناك شئ تخبأه ولكن يخشي أن يكون هو السبب بحالتها دون قصد منه...
استمعت لصوت مقبض الباب يدار فأغلقت عيناها وأخفت شهاقتها لتدعي النوم...
شعرت باقترابه منها ومن ثم جلوسه بجوارها وفجأه وجدت يده تحط علي كتفها..
لم يصدر منها سوي همهمه بسيطه جعلته يهتف بضجر
_بطلي استهبال أنا عارف أنك مش نايمه سمعتك وأنت بتعيطى.
اعتدلت في نومتها ونظرت أمامها تقول
_نعم يا سليم ..
لف حتي جلس أمامها وهو ينظر لعيناها المضجره بالحمره وقال بلوعه صادقه
_مالك بس أيه الي حصل عشان الي أنت عملاه في نفسك ده
_طب أنا زعلتك قولت حاجه تزعلك من غير ما أقصد
نفت بهدوء وهي تقول
_أنا بس افتكرت بابا..
زفر بنفاذ صبر وقال پحده
_داليا!
ضغطت علي شفتيها حين استشعرت عدم تصديقه لها قالت بهمس يكاد يسمع
_افتكرت ماما لما اتكلمت عن مامتك..
وهنا استشعر صدقها اضطربت أنفاسه وهو يدرك أنه ودون قصد منه عبث بذكريات حزنها قال بتوتر
قاطعته وهي تقول بحسره
_لا متعتذرش أنا بس... لما اتكلمت عن افتقادك لحضن مامتك.. حسيت أني مش عارفه أفهم شعورك.. يمكن لأني مش فاكره حضنها.. ويمكن ملحقتش تحضني..
شردت بذكريتها بعيدا وهي تكمل بحزن دفين
_في حاجات كتير أوي
افتقدتها.. حاجات كتير كانت المفروض تبقي جنبي فيها ومكانتش... بابا كان معايا دايما بيحاول يعوضني بس للأسف مش كل حاجه كان ينفع يحل محلها فيها احتاجتها كتير اوي بس ولا مره قلت.. عشان بابا ميحسش أنه فشل يعوضني عنها..
_طب تسمحيلى أجرب الي عمي الله يرحمه فشل فيه..!
قطبت حاجبيها بعدم فهم فأكمل
_محتاج فرصه أجرب فيها ولو فشلت..
صمت قليلا ثم قال بمرح
_نجرب تاني احنا ورانا حاجه!..
ردت بسخريه
_لي محسسني أننا هنفضل مع بعض كتير!
تنهد بهدوء وهو يتفهم حديثها وقال بحماس
_أيه رأيك ندي لبعض فرصه يعني أنا شايف إن الشهر ونص الي قضيناهم سوا كانوا لطاف أوي شايف أننا متفاهمين ولو كملنا يمكن تكون حياتنا ناجحه ونقدر نبني أسره سعيده..
نظرت له بتمعن قبل أن تقول
_عشان طلقت ريهام
نفي برأسه سريعا وقال
_لأ أنت مش بديل يا داليا أعتقد إننا قضينا أسبوعين من قبل حتي ما أعرف حقيقة ريهام معتقدش أن طريقتي كانت مختلفه معاك متغيرتش عن طريقتي لما عرفت حقيقتها وقررت أني مش هكمل معاها أنا بجد عاوز ناخد فرصه عشانا مش عشان اي حاجه تانيه وطبعا القرار ليك.
تسائلت بلهفه وقلبها يرقص من حديثه ومن تلك الفرصه التي يتحدث عنها والتي تمثل لها... حياه..
_أيه الي خلاك تغير رأيك يعني.. أيه الي جد عشان تقرر تكمل وناخد فرصه
أمسك كفيها وهو يقول بابتسامه سحرتها
_أتعودت.. أتعودت عليك مبقتش شايف البيت من غيرك لما بدخل الجناح أول حاجه بدور عليها أنت ولما بكون في الشغل ببقي عاوز أخلصه وأرجع.. حبيت البيت بوجودك فيه يا داليا... شوفته بعين تانيه.. عين أحلي وأجمل.. برتاح في الكلام معاك.. وبحس فيك عوض عن أمي يمكن ده حسيته من راحتي في الكلام ك ويمكن لأن من يوم ما توفت وأنا بطلت أعمل حاجات كتير رجعت أعملها معاك.. زي أني بقيت بتغدي في البيت وبفطر قبل ما أنزل.. وأرجع بدري ونسهر قدام ال TV ونتكلم وفي ايد تانيه بتعمل الي اتعودت أعمله من يوم ۏفاتها.. في حد بيهتم بيا وبهتم بيه... حاجات كتير أكتر من أني أقعد أعدهالك دلوقتي.. بس أنا عاوزك في حياتي وبتمني لو ننجح أننا نكمل مع بعض...وأنا واثق أننا إن شاء الله هننجح..
أغمضت عيناها تخرج نفسها من حالة الهيام التي أنتابتها أثر حديثه.. يكفيها ما قاله ويفيض.. لم تحلم يوما أن يقول ربع حديثه هذا.. بل وبهذه السرعه!
_لي واثق أننا هنكمل الحياه الزوجيه غير الحياه الي فاتت... الفتره الي فاتت مكنش حد مننا بيدخل في حياة التاني ومكناش بالقرب الي هنكونه لما نقرر نكون زوجين بجد.. في أمور تانيه كتير هتدخل حياتنا والأكيد هيدخل معاها بعض المشاكل..
هتف بإصرار
_كل ده طبيعي مفيش حياه ورديه بس أوعدك أنك لو وافقت هعافر لآخر نفس عندي في علاقتنا الجديده..
وهل لها أن ترفض! مسكين لا يعلم أنها منذ الكلمه الأولي كادت تخر خاضعه لحديثه وتعطيه ألف فرصه وليست فرصه واحده..
_موافقه..
_______ناهد خالد ___
وكانت نقطة البدأ..
... وضحكات تزلزل أركانه.. يغمض كلا منهما عيناه براحه ونشوه لم يعرفوها من قبل والأكثر أنهم يغمضون أعينهم وهم يتمنون أن يمر الليل بسرعة البرق ليستيقظوا فيروا بعضهما مره أخري... يشتاقون لفراقهم ليلا! ولهذا قرر سليم منذ أسبوعان دمج شركاته مع شركتها وأصبحوا تحت سطوة إداره واحده مكتب واحد يضم كلايهما....رغم تذمرها ورغبتها في مكتب منفرد لكنه لم يلتفت لها.. ولعله علم في الثلاثين يوما الماضيين أنه... أحبها.. استوطنت قلبه واحتلت حياته كغزو مفاجئ دون حسبان.. ولكنه مرحب..!
_____________ناهد خالد __________
_سليم!
همهم وهو ينظر للأوراق أمامه بدقه وتركيز.. ذمت شفتيها بضيق وقالت
_أنا جعانه..
رفع نظره لها وقال بابتسامه حانيه
_عنيا تاكلي أيه
قطبت حاجبيها بتذمر تقول
_أنت برضو هتطلب دليفري
تنهد قبل أن يسألها بحذر
_اومال عاوزه اي يا داليا
ابتسمت بحماس تقول
_تعالي ننزل ال rest area الاستراحه.. وناكل تحت..
ابتسم باقتضاب
_ياحبيبتي مانا هطلب الأكل من ال rest area!
_ايوه بس هنا!
قال بنبره حازمه
_مش هننزل نقعد في وسط موظفين الشركه كلهم وناكل يا داليا وأنت عارفه أني مش هوافق..
ردت پحده
_لي مالهم الموظفين!
_مالهمش بس احنا هنا بنبقي علي راحتنا مش هرتاح معاهم..
تمتمت بخفوت
قطب حاجبيه يتصنع عدم السماع وكبت ضحكته بصعوبه
_بتقولي حاجه يادودي
ابتسمت بغيظ وقالت
_لأ..
وكالعاده يفوز هو وينفذ ما يريد.. وكما توقعت.. لم يخلو الطعام حركاته التي تخجلها.. كإصراره علي إطعامها بيده من حين لآخر و مغازلته الصريحه لها والتي تجعل الحمره تنتشر في وجهها واقترابه المباغت لها يأخذ بعض القبلات البريئه كما يتدعي حين تنهره علي فعلته! رغم أنه علي هذا المنوال طوال الشهر المنصرم لكنها لم تستطع ألا تخجل! ورغم هذا إلا أنها ترفرف كالفراشات وقت الطعام ورغم تذمرها البادي له إلا أنها تحب ما يفعله... وبشده فصدق من قال يتمنعن وهن الراغبات..
_____________ناهد خالد __________
_سولي!
لم يجيبها هذه المره فربما تكون العاشره التي تناديه فيها.. لا تنفك كل دقيقه وتناديه لتخبره أنها...
_سولي مش قادره أمشي بقي تعبت!
هذا هو حالها منذ أن دلفوا للتسوق تتذمر.. لا تفعل شئ آخر..
وقف بالعربه التي يجرها ليضع بها المشتريات..
_بعدين يا داليا أنا لو واخد بنت أختي مش هتتعبني كده!
ردت بتذمر ك الأطفال
_ياسليم بقالنا ساعه بنلف في المول وفي الآخر.. ايه ده!
قالتها وهي تشير للمشتريات الموضوعه بالعربه
_شاور وبلسم وسبراي.. بس.. بقالنا ساعه بنلف في القسم وفي الآخر هم دول الي جبتهم .. بعدين أنت بطئ اووووي يا سليم أنت بتقف قدام كل رف وبتقف قدامه تفحص كل الي فيه! لي يا حبيبي أنت عارف أنت محتاج ايه هاته ونخلص..
نفخ بضيق يقول
_ياداليا قولتلك أنا ال التسوق عندي متعه وبعدين يمكن أشوف منتج جديد يعجبني أجيبه كمان أنا بفسحك..
_تفسحني!.
قالتها باستنكار وأكملت
_أنا تعبت من مشي السلحفاه دي..
نقل المنتجات للرف السفلي للعربه وفجأه وجدته يحملها ويضعها في العربه شهقت بخجل وهي تقول
_سليم ايه ده الناس هيقولوا عليا ايه نزلني..
تحرك بالعربه وهو يقول
_هشش خليك مكانك سيبك من الناس المهم مسمعش صوتك بقي..
صمتت رغم خجلها ممن حولها ثوان وتناست الجميع حينما بدأ ينتشلها لعالم لم يكن به غيرهما بدأت تضحك بإنطلاق حينما أصبح يضع الأشياء فوقها.. ويسرع بالعربه تاره ويبطئ بها تاره أخري..
أنتهوا أخيرا من جولتهم واتجهوا لسيارته...
هتف وهو يستقل المقعد جوارها
_اتبسطي
أومأت سريعا بإيجاب
_اووي.. شكرا ياسليم..أنا من زمان متبسطش كده.
لمعت الفرحه بعيناه لفرحتها هكذا وقال
_أولا مفيش شكر ما بينا أنا جوزك.. ثانيا بعد كده متعارضنيش لما أخدك مكان مش علي مزاجك عشان كل مره بتتذمري وفي الآخر بتتبسطي..
ابتسمت بصفاء تقول
_حاضر....
_مادام
رافض الشكر.. يبقي عالأقل تاخد مكافأه..
ابتسم بغبطه وهو يقول بسعاده ومكر
_اعملي حسابك كل يوم هتلاقي مفاجأه أو خروجه حلوه المهم اي حاجه آخرها مكافأه..
أنهي حديثه بغمزه عابثه جعلتها تتورد خجلا وهي تشيح ببصرها عنه...
_______ناهد خالد _______
في اليوم التالى..
ركضت تستقبله ما إن استمعت لصوت الباب يفتح فهي بالمعتاد تعود في الرابعه عصرا ولا يقبل أن تنتظر أكثر ليتولي هو الأعمال حتي التاسعه مساء ابتسم بإتساع وهو يطالع وجهها فتح ذراعيه ليستقبلها بأحضانه.. رغم أنه لم يمر سوي سويعات علي وجودها معه ولكن هذه عادته دوما خرجت من أحضانه تبتسم بسعاده وهي تقول
_أنا طبخت حمام..
اتسعت عيناه بدهشه طفوليه وهو يقول
_بجد!
صفقت بحماس وهي تؤكد
_ايوه وطلع شكله يجنن..
اتجه للمطبخ سريعا وهي خلفه رآه يتوسط طاولة المطبخ فهتف بانبهار
_ايه ده! شكله جااامد لا وكمان متفتحش منك في التحمير...
أتاه صوتها السعيد تقول
_لا محصلوش حاجه وشكله حلو زي الي بيبقي في المطاعم أو ال tv .
ابتسم بغبطه يقول بفخر
مطاعم ايه بس ده أحلي منه ألف مره دي الحمامه بترقص بالصلاه على النبي..
ضحكت بشده... ضحكه مرحه يتخللها الكثير من السعاده لإطراءه علي ما فعلت هكذا...
عندما تنجح بشئ ما مهما كاتت تفاهته.. يقف ويصفق لها مبديا إنبهاره وفخره بما فعلت.. وهي تبدو كطفل صغير رسم رسمه أشادت بها والدته فجعلته يحلق سعيدا بأن رسمته نالت إعجابها بهذا الشكل..
___________ناهد خالد ________
باليوم التالي..
_يعني ايه يا داليا علاقتكوا دلوقت شكلها ايه
قالها محمد باستفهام وهو لا يعرف ما وصلت إليه علاقتهما.. فقط قد أخبرته منذ فتره أن سليم قرر