السبت 23 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 4 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


الثانوية بعد ان انتهوا من تناول الغذاء صنعت هبة لها ولوالدها الشاي وله كوبا من القهوة وهى تقدمها اليه ضحك وهو يقول 
انت منسيتيش مش كدا عموما كويس هفضل عليها لغاية كوباية بكرة الصبح ان شاء الله انا اتعودت عليها شكلي كدا ومش هستطعم أي قهوة من حد تانى!! 
جلست هبة وهى تبتسم فرحة بداخلها من كلامه لها بعد قليل استاذن أمجد وذهب تاركا هبة وهى بداخلها تهتف بسعادة 

هيبقى علم انا حاسه انه باذن الله هيبقى علم!! 
بعد ان وصل أمجد الى بيته صعد الى الطابق الثانى حيث غرفته الخاصة سألته مديرة منزله ان كان يريد تناول الطعام فأشار لها بيده رافضا قائلا لها 
لالا يا ام محمود انا اكلت الحمد لله هنام ومش عاوز حد يصحيني لغاية ما اصحى لوحدى مفهوم 
هزت ام محمود براسها فيما اكمل هو طريقه صاعدا الدرج حتى وصل الى غرفته فاغتسل في الحمام الملحق بها ورمى بنفسه فوق الفراش فيما المنة لا تزال ت به وغرق في سبات عميق ما ان لمست رأسه الوساده 
مرت ثلاثة ايام وهما على نفس الروتين يتقابلا صباحا في المكتب وبعد ان يتناولا القهوة يذهبا حيث الوفد ثم يعيدها الى منزلها ولم تكرر دعوته للغذاء ثانية فقد استشعرت الحرج منه 
في نهاية الثلاثة ايام تكلل جهودهما بالنجاح وتمت الصفقة مع الوفد الفرنسي وبعد ان انتهيا من الاجتماع قال لها 
انا بأه عازمك على الغدا بمناسبة نجاح الصفقة بتاعتنا عندهم هنا شيف بيعمل احسن سي فوود تاكليه 
ما ان همت بمقاطعته حتى أشار لها بسبابته مقاطعا قائلا بنبرة آمرة 
مش هقبل أي ! تقدري تعتبريه غدا بالأمر المباشر من رئيسك في الشغل ها 
نظرت اليه مبتسمه واومأت براسها ايجابا ذهبا الى المطعم المر باكلاته البحرية المتميزة في هذا الفندق وما ان جلسا حتى استأذنته في ان تحدث والدها لتخبره باضطرارها للتأخر لاصرار أ أمجد لدعوتها للغداء بمناسبة انتهاء المفاوضات مع الوفد ونجاحهم في الحصول على الصفقة بعد ان اغلقت الهاتف تكلم امجد قائلا
ما شاء الله عجبني اووي طريقتك انت ووالدك سوا في بينكم نوع غريب من الصداقه والصراحه وهو مديكي حرية مطلقه وأعتقد أنك بردو فاهمة الحرية دي صح وبتتصرفي ع الاساس دا! 
نظرت اليه وأجابت بابتسامة صغيرة 
فعلا حضرتك عندك حق بابا مش بس والدى لا! دا ابويا واخويا وصاحبي بعد ۏفاة ماما الله يرحمها وانا في تانية اعدادى حاول يكون لي كل حاجه ويبقى صاحبي علشان ما اتكسفش واحكيله كل حاجه خصوصا انه ماما كانت وحيدة وانا لا ليا جده ولا جد ولا عم ولا خال ماليش غير بابا ربنا يخليهولي يارب مافيش غير اقارب لبابا من بعيد مش بشوفهم غير لو سافرنا البلد ودا مش بيحصل الا نادر اووى 
سألها عن دراستها فاجابت 
طبعا زى ما حضرتك عارف انا تجارة انجليزي نجحت بتفوق والكلية كانت عاملة منحه للمتفوقين كورس كومبيوتر والحمد لله اجتزته وبتفوق وانا بحب اللغات جدا وبابا دايما يقول لي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ما معناه من علم لغة قوم أمن مكرهم فكنت في الاجازات اقدم على كورسات لغة لغاية ما بأه عندى 3 لغات فرنساوي والمانى وايطالى غير الانجليزي طبعا والعربي علشان انا اصل دراستي بالانجليزي 
قال أمجد 
اللى فهمته ان باباكى طلع على المعاش على درجة وكيل أول وزارة ما شاء الله فعلا ربنا يخليهولك 
تبادلا االحديث اثناء تناولهما الطعام ثم ما لبث ان دق جرس هاتفه المحمول فأجاب قائلا 
اهلا اهلا ازيك يا امى عاملة ايه وازى علا و علاء استمع قليلا وما لبث ان أجاب بعصبية خفيفة 
انا مش عيل صغير يقولى اعمل ايه وما تعملش ايه !! ايوة عارف انه جدى وانه تعبان وانك مربيانا اننا منهربش من المسؤوليه صمت قليلا ثم انفعل متابعا
ومين قال انى بهرب منها هو لو عاوز يشوفني اجيله من بكرة لكن انه يتدخل في حياتى ويقرر امور خاصة بيا أنا دا اللي انا ما اسمحشي بيه 
استمع قليلا ثم قال بهدوء وهو يغالب نفسه محاولا تمالك غضبه القوي فهو لا يريد أن يصب ما يعتمل في نفسه من حنق وڠضب على أسماع والدته فهي اولا واخيرا لا ذنب لها وهو يعلم تماما أن جده هذا الثعلب العجوز الماكر يعلم جيدا مقدار حبه ومعزته لوالدته ولذلك هو على يقين أن أتصالها به بأمر غير مباشر من جده تنفس بعمق وهو يتابع
حاضر يا امي حاضر هفكر قلت هفكر سلميلي على علا و علاء اشوفكم على خير محمد رسول الله 
أغلق الهاتف ووضعه في جيبه وهو شارد لم تتكلم هبة مراعاه له فمن الواضح ان المكالمة سببت له بعضا من الضيق الټفت لها قائلا وهو يحاول ان ينسى المكالمة حاليا
اطلبلك حاجه تانية حلو مثلا ولا شاي 
وافقت على الشاي وطلب هو القهوة ما ان اتت الطلبات وارت ره من قهوته حتى وضع الكوب على الطبق وهو يعقد حاجبيه هاتفا تنكار 
ايه دا ! لالالا مش اللي اتعودت عليها!! اعمل ايه بأه هو انا مش هعرف اشرب قهوة تانى ولا اييه 
ضحكت هبة وأجابت 
بسيطة بطل القهوة! او لو عاوز اعملك ترمس قهوة تفضل تشرب فيها طول اليوم او بلاش ادي الطريقة لمديرة المنزل بتاعتك يعني في كذا حل 
نظر اليها أمجد فجأه بتركيز شديد وهو يقول في نفسه 
ايوة هي دي! بس لالالالالا بس انت ماعرفتهاش الا من اقل من اسبوع لكن اه هى شكلها عملى وممكن توافق وفي نفس الوقت ترضي والدتك وتسكت جدك لغاية ما تستلم شركة جدك حلمك اللي كنت بتحلم بيه ورفضت انك تشتغل فيها من البداية علشان كنت عاوز تثبت نفسك بعيد عنه علشان ما يقولش انه هو اللى علمك وان شركته لها الفضل عليك دلوقتى هو اللي بيتحايل عليك انك تمسكها اي نعم شرطه مستفز وهو مش هيتحكم في حياتي لكن وماله هلعبها بطريقتي وصح!!
ومالبثت اساريره ان ارتاحت ونظر الى هبة ببسمة ساحرة قائلا 
انا بأه عندى حل احسن من كل اللي قولتيه دا بخصوص قهوتك اللي ما حصلتش!! 
نظرت اليه مبتسمه وهى تقول 
حل ايه بأه اه وضحكت متابعه 
اقولك انت على الطريقة وانت تعملها صح 
اجابها بضحكة خافته جعلت قلبها يرقص بين اضلعها 
لا غلط!! ثم نظر اليها ومال باتجاهها وهويقول مركزا عينيه عليها 
الحل انك انت اللي تعمليلي القهوة دي من ايدك على طوول في الشغل وفي البيت!! 
استغربت هبة قائلة 
ايه ازاي دا طيب في الشغل ممكن لكن البيت ازاى 
نظر اليها وأجاب بابتسامة غامضة 
عادى زي اي زوجة ما بتعمل القهوة لزوجها!! 
فغرت هبة فمها دهشة ولم ترمش بعينها الى ان ناداها بصوت عالى 
هبة هاااي انت روحت فين طلبي غريب اووي كدا 
نظرت اليه واجابت وهى لا تزال مذهولة مما سمعته منه 
احنا في حلم ولا علم 
أجاب مندهشا قاطبا بحيرة 
نعم اعادت عليه السؤال فقال 
علم! انما ايه السؤال الغريب دا! 
هتفت 
طيب ممكن هعمل حاجه اخيرة علشان اتأكد انه علم ممكن 
اشار يده موافقا ومستغربا مما عساها ستفعله وقال 
اتفضلي اتاكدي براحتك استأذنته
 

انت في الصفحة 4 من 67 صفحات