رواية كاملة بقلم دينا احمد
تفهم سبب لتغيره معها فهي اعتقدت أنه مختلف عن باقي أفراد تلك العائلة وأنه فارسها المغوار وأنه الشخص الوحيد الذي اهتم لأمرها واهتم لحالها لكنها كانت مخطئة فهو حتى لم يساعدها شفقة لحالها بل لأن أفراد عائلة الهلالي يجب أن يكملوا تعليمهم وضعت يدها تربط علي صدرها پغضب فهي تشعر بخيبة أمل كبيرة به
الفصل الثاني
إذن هل أفهم من كلامك إن هناك إحساس خاص تشعرين به تجاه ابن خالك سامر أوس الهلالي !!
ضحكت حور وقالت بخجل شديد لسلمي زميلتها
فقط أنا ممتنة له فبسبب تدخله بحياتي صرت الآن هنا بهذا المكان المقدس
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
فقط عليك الاعتراف بأنك وقعت بحب أوس فأنا لولا أن لدي حب حياتي خورشيد لكنت وقعت علي الفور في حبه وأصبح غريمتك
ضحكت حور أكثر فهي لا يمكنها الإنكار إن مشاعرها تصل لمرحلة الغليان بمجرد رؤية أوس بالرغم أنها لا تراه تقريبا سوي بالكاد مرات تعد علي الأصابع لذ قالت لسلمي
لا أعرف ولا يمكنني الجزم فربما مشاعري تحركت تجاهه لأنه الشخص الوحيد الذي أبدي اهتماما لي هناك بالدوار فمن يعرف ربما إن التقيت بشخص أخر أستطاع تحريك قلبي وقتها سيمكنني أن أجزم إن كان حب أم افتتان
ربما تكونين محقة فهم يقولون إننا الآن لازلنا بمرحلة المراهقة بما تتميز به هذه المرحلة بفوران بالمشاعر لكني لا أعرف بشأنك لكن بالنسبة لي أعتقد أنني تخطيت هذه المرحلة لأن حبي لخورشيد دائم للأبد
وهكذا علي هذا الحال مرت ثلاث سنوات من الدراسة الجامعية بسرعة البرق فهكذا الأوقات الجميلة تنتهي دوما كحلم جميل نخشى أن نستيقظ منه لكن للأسف نجد أنفسنا استيقظنا سواء شئنا هذا أم أبينا وطبعا كالعادة لم تري أوس سوي مرات قلائل ويكون بها دوما مشغول وقد تجاهلها تماما كباقي أفراد العائلة تذكرت تلك المرة عندما عادت للقصر بأجازة منتصف العام ووجدته كان يتحدث مع أحدهم علي الهاتف في حديقة الدوار وقد بدا لها غاضب ويتجادل مع أحدهم فخفق قلبها پعنف لرؤيته والابتسامة البلهاء ارتسمت علي محياها لكن هو عندما رآها أنهي حواره الهاتفي وقال لها وغضبه لم يختفي
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
نظرت له بدهشة من سؤاله وقالت ببساطة
لقد ركبت الأتوبيس كعادتي دوما
وجدته يضغط علي أسنانه بحنق قائلا
امرأة من عائلة الهلالي تسمح لنفسها بركوب الأتوبيس المزدحم المليء بالمتحرشين
نظرت له پغضب حقيقي فهي منذ العام الأول بالجامعة تعود إما بالأتوبيس أو مع سلمي بسيارة عائلتها إذا لماذا يسألها أوس هذا السؤال الغريب !! وكيف عرف إن الأتوبيس كان فعلا مزدحم أكثر من العادة اليوم فقالت له بحنق
وماذا تريدني أن أفعل لأعود للمنزل إن كان
الأتوبيس يعتبر إهانة لعائلة الهلالي
قال لها پغضب
كان بإمكانك الاتصال بجدي لطلب سيارة تأتي لاصطحابك
وجد السخرية المريرة ترتسم بملامحها وهي تقول
وهل تعتقد أنه كان ليفعل لو اتصلت أطلب شيء كهذا
قال بثقة شديدة
بالتأكيد كان ليفعل
نظرت له حور بغيظ وقالت له وهي تشعر بالرثاء لحالها
معذرة لكن يبدو إنك لم تدرك بعد أهميتي بالنسبة لجدي فهو يمكنه أن يرسل أسطول سيارات لو طلبت منه هذا أحدي بنات أخوالي لكن أنا لن يكلف نفسه عناء الرد علي اتصالي
دمعت عيناها علي حالها ووجدت بعض الشفقة ترتسم بملامحه لوهلة لكنها اختفت بسرعة وهو يقول لها بحسم
لا تتخذي هذه الأمور مبرر لك كي ترتكبي الأخطاء
أخطاء !! هل يمزح معها فنظرت له بغيظ عندما أكمل
حتى إن لم يكن جدي يعاملك بطريقة ملائمة أنا أعرف جيدا إنه لا يقصر في إرساله لمصروفك الشهري وأعتقد بخبرتي أنه يكفي ويزيد لذا لا مزيد من الأتوبيسات بعد اليوم وأعتقد لن يضرك لو ركبت تاكسي
ثم تركها وابتعد وكانت هذه أخر مرة تتحدث معه منذ وقت طويل شعرت بالآسي علي حالها فهي تأكدت من حبها له فهي تفكر به طيلة الوقت وكانت تتمني وتحلم دوما أن يهتم لمرة بها ويأتي للجامعة ليراها لدرجة أنها ذات مرة تخيلت أنها رأته من بعيد واقفا ينظر لها فجفلت بسرعة و أغمضت عيناها وأخذت تفركها جيدا بيدها وهي متأكدة إنها تتخيله موجود بالجامعة لقد جنت تماما و عندما فتحتها بالطبع لم تجده فهى كان تحلم كباقي أحلامها وأفكارها المړيضة قد جسدته لها كيف لها أن تقع بحب شخص لا يطيقها ويتعامل معها ببرود كم ودت لو تتقرب منه قليلا لكنه لم يعطيها فرصة أبدا لهذا وأيضا هي تهابه والمرات التي رأته بها خلال السنوات المنصرمة قد تجاهلها لذا فضلت الابتعاد حفاظا علي كرامتها لذا فقط ركزت بدراستها وقد تفوقت هي و سلمي في الدراسة والتحقوا بقسم هندسة الاتصالات وفي الأجازة الصيفية اضطرت حور للرجوع إلي القصر لكن سلمي قالت لها بتصميم
عيد مولدي أخر هذا الأسبوع وأنت ستأتي برغبتك أو رغما عنك
ظهر الحزن علي وجه حور وقالت لها بحزن
أنت تعرفين أنني يجب أن أعود للدوار يوم الجمعة صباحا ولن يمكنني الحضور لعيد مولد أبدا جدي لن يقبل بل أنا لا أريد أن أطلب منه
ظهر الحزن علي وجه سلمي التي قالت له بحزن
لقد وعدت والدتي أنني سأعرفها بك بهذا اليوم لذا لا تغلقي الأمل بوجهي أسمعي لدي فكرة
قالتها بحماس شديد وأكملت لحور
ما رأيك لو غادرت معي من بيت الطالبات يوم الخميس صباحا وتحضرين يوم ميلادي وتبيتين تلك الليلة معي بمنزلي وبالصباح تعودين للدوار ولن يعرف أحدا أبدا بما حدث ذلك اليوم
كانت
حور حقا تود الاحتفال مع سلمي وفكرة سلمي رائعة حقا وعلي الرغم من أن حور لا تريد العودة للدوار من الأساس لكنها لا تستطيع الخروج لأي مكان غير الدراسة فجدها حقا يود تصيد لها الأخطاء فهي منذ أول يوم بالجامعة لاحظت وجود سيارة زجاجها أسود وبها شخصان يبدوان كالحارس الشخصي كانت دوما تري تلك السيارة في مرآي من نظرها عندما تنتهي من المحاضرات وذات يوم بينما كانت تجلس بحديقة الكلية مع سلمي وكانوا يتسامرون سويا لاحظت سلمي ذلك الأمر معها فافتعلت سلمي موقف بالاتفاق مع حور للتأكد أن كانوا بالفعل مرسلون من قبل جدها لمراقبتها أم لا وبالفعل عندما تحركت حور بعيدا متظاهرة بالخروج من الجامعة وغير متجهة للمدينة الجامعية اتصلت بها سلمي علي الفور قائلة لها
لا تنظري للخلف لقد كان شكنا في محله إنهم يتبعونك فقد نزل الرجلان من السيارة علي الفور للحاق بك
أغلقت حور الاتصال وكانت حزينة جدا فجدها بالفعل يراقبها لذا هي من اعتقدت أنها أخيرا ابتعدت عن محيط تلك العائلة الكريهة اتضح إنها ما زالت محاطة بها وبعدها تظاهرت دخولها المكتبة واشترت بعض الأغراض وخرجت وعندما لفت وجهتها لتعود للجامعة وجدتهم ورائها وتصنعوا التحدث لبعضهم حتى لا يثيروا الشك داخلها فرحلت من أمامهم غير عابئة بهم ومن وقتها وهي تأكدت لذا قررت أن تعطي جدها تقرير مشرف حول حياتها الجامعية و كانت تحرص علي إنهاء محاضراتها حتى تذهب مباشرة للمدينة الجامعية فهي لن تعطي الفرصة لجدها لعقابها أو التقليل من أمرها مرة أخري فقالت حور بحزن
الفكرة رائعة وأريد فعليا بتنفيذها لكن أنا مراقبة وإن فعلت كما تقولين سيحدث لي متاعب أنا بغني عنها
وقفت سلمي تفكر قليلا ثم قالت
يمكننا خداعهم صدقيني بذلك اليوم يمكننا أن نعود للمدينة الجامعية كما اعتدنا بعد الامتحان وسيظنون أن الأمور علي ما يرام ثم
تخرجين أنت وأنت ترتدي نقاب يمكننا أن نستعيره من أحلام زميلتنا المنقبة وتخرجين ببساطة دون أن تثيري الشك بنفوسهم
قالت حور بتوتر
ما الذي تقولينه يا سلمي أخاف أن يكتشف أحد هذا وسيعاقبني جدي وتلك المرة لن أتحمل أن يمنعني من إكمال الدراسة بعد أن قطعت شوطا طويلا فيها
فقالت سلمي بثقة
وكيف لهم أن يعلموا لا تكوني جبانة وتشجعي
فكرت حور بتلك الفكرة المچنونة ولما لا ستعيش مغامرة جميلة فهي لم ترفه عن نفسها يوما وأيضا لا بأس أن عادت الخميس بدلا من الجمعة وإن فشل الحراس في العثور عليها يوم الجمعة سيرون إن هذا تقصير منهم في المراقبة وهذا ما سيفهمه جدها عندما تعود بموعدها مبكرا يوم الجمعة فلن يعلم أحدا من القصر حول ذلك أبدا لذا نظرت لسلمي وابتسمت قائلة
أنها فكرة مچنونة لكن أنا معك بها
صاحت سلمي بسعادة من موافقتها أخيرا فها هي حور سليلة عائلة الهلالي تفك أول قيد لها من القيود الملتفة وفكرت سلمي بقلق عليها تري هل ستتمكن يوما من التخلص من كل قيودهم أم ستظل بهذا القيد حتى النهاية
وفي اليوم الموعود خرجوا بنجاح من الجامعة
دون أي مشاكل فلم يشك بأمرهم الحارسان وعندما خرجوا من باب الجامعة بعد الامتحان مباشرة قالت حور بحماس شديد لسلمي
يا الهي أشعر بالحرية تدب في عروقي فمنذ وقت طويل لم أشعر بالانتعاش هكذا لذا دعينا نستمتع باليوم كاملا يا سلمي فاليوم يوم تاريخي بالنسبة لي
فقالت سلمي لها بابتسام
لا تقلقي سوف نستمتع لقد اجتهدنا كثيرا بالجامعة في السنين السابقة لذا دعينا نحتفل
وما أن نصل للمنزل الساعة الواحدة ظهرا سوف نذهب للتسوق وشراء فساتين لحضور الحفل والاستمتاع تماما بوقتنا ووالدتي قد قامت بترتيب الحفل وقد دعت أفراد العائلة وبعض الأصدقاء لذا فقط لن نحضر سوي أنفسنا لنجهز للحفل
شعرت حور بالخۏف يدب بها بسرعة وقالت بقلق
ماذا لو وجدت أحدا يعرفني وأخبر جدي
ضحكت سلمي