الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية نوفيلا الظن بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

معها كلمة واحدة غادرها مختليا بنفسه ناكسا رأسه بعبوس حزين بعد ما انقلبت الطاولة فوق رأسه فالمفترض أن يكون جوار حبيبته لكن سيدرا عازفة عن رؤيته وتحتاج لراحة خاصتا النفسية منها ولديها كل الحق أما شقيقه أديب فعلم من والدته انه ذهب لمنزل صديقه يمكث عنده بضعة أيام.
فيصل.
لم يرفع عينه إليها محتفظا بهدوء ظاهري وداخله حمم تفور لتستأنف والدته وهي تجلس جواره بعتاب لا مفر منه 
انت اتسرعت يا ابني وشكيت في أقرب اتنين ليك وسلمت نفسك للشيطان..بقى تشك في اخوك ومراتك كان فين عقلك يافصل فهمني. عارفاك بتغير عليها بس الغيرة يا ابني ليها حدود لو خرجت عنها بتخرب بيوت. وتهدم علاقات كتير.
بنظرة مهزومة رفع بصره لها ثم عاد مطرقا رأسه من جديد متشبثا بحبال الصمت.. فرغم صحة ما تقول هناك جانب لثورته لم يدركه أحد شيء يجعل الڠضب محفور على وجهه المظلم.. هما من دفعوه لهذا المسار بنظراتهما المختلسه ورفض زوجته أن تطلعه علي هاتفها. وتمسكها بعناد لعين.
رايح فين يافيصل
أوقفته قبل ان يرحل ليغمغم باقتضاب 
هنزل تحت وحضرتك خليكي هنا مع سيدرا. 
ثم همس برجاء فطر قلب والدته 
أوعي تخليها تمشي يا أمي عشان خاطري.
قالها ثم تبخر من محيطها تماما.
فهذا أكثر ما يحتاجه الآن.
لتهمس خلفه بعين دامعة لا حول ولا قوة إلا بالله. عين وصابتكم يا ولادي. ربنا يهديك يا ابني ويعدي الأزمة دي علي خير ومراتك واخوك يسامحوك. وماتضيعش فرحتنا باللي جاي. 
كيف يشك بها ومع من أخيه 
أديب الذي تعتبره أخ لها. كيف تغفر له هذا الجرم بحقها أفكارها تتصارع برأسها دون راحة و الجنون يكاد يفتك بها لكنها تستقوي بالصبر فليس لطفلها القادم ذنب أن تزهق روحه بطيات حزنها الشديد. فقد أخبرتها والدة زوجها وهي تترجاها ألا ترحل. . وهذا ما لا تقدر عليه لذا ستتماسك لأجله أما رحيلها وترك منزلها. فلن تفعله وتكسر كلمة والدته. 
زوجها نادم أخبرتها بهذا أيضا. 
لكن ندمه هذا لن يثنيها عن ڠضبها منه.
ولن يطيب جرحها الغائر. 
وبعدين معاكي يا بنتي لازم تاكلي
عشان تقدري تصلبي طولك أنتي بتاكلي لاتنين دلوقت.
قالت بضعف كئيب ماليش نفس يا طنط.
دنت منها وأحاطت كتفيها برفق هاتفة سيدرا أنا عارفة انك مصډومة وحزينة من اللي عمله فيصل وليكي ألف حق في زعلك بس انتي عارفة بيحبك قد ايه صح
نظرت لوالدة زوجها بنظرة دامعة دون جواب لتواصل الأخرى يابنتي مفيش إنسان مبيغلطش وتيجي عليه لحظات تهور يفقد فيها أعصابه ڠصب عنه وجوزك غيرته اتحكمت فيه ولغيت عقله.
صاحت بحدة الغيرة حاجة والشك والطعن في أخلاقي حاجة تانية يا طنط.. مكنتش اتصور ابدا ان فيصل يشك فيا ومع أديب! ده أخويا. ازاي يفكر فيا كده فين ثقته في الست اللي اتجوزها 
هتفت والدة زوجها بتفهم لثورتها الغيرة عامية وعيونها معصوبة يا سيدرا.. بتسحب الواحد لطريق الڼار من غير ما يحس لحد ما يلاقي نفسه پيتحرق بيها وېصرخ بعد فوات الأوان وبعدين انتي غلطانة يا سيدرا.
حدجتها باستنكار مشيرة لصدرها أنا يا طنط غلطت في ايه بقا
هقولك يا أديب غلطان في ايه بس مستعد تتقبل كلامي مهما كان
صمت برهة ينظر لصديقه الذي لجأ ليقيم لديه ثم قال اتكلم يا زين أنا غلطت في ايه عشان اخويا يشك فيا ويتهمني بالاتهام المخيف والفظيع ده.
تأمله هنيهة قبل أن يضع ڼصب عينه الحقيقة كما رآها بكل حيادية أنت عارف إن أخوك بيغير زيادة على مراته صح ولا لأ 
عارف بس... 
قاطعه جاوبني على قد سؤالي وبس. 
تنهد أديب برضوخ أيوة فيصل فعلا بغير پجنون على سيدرا. 
ورغم كده قاعد قدامه وتحت عيونه تبعت لمراته رسايل وتبتسموا من تحت لتحت مع نظرات مريبة ومش مفهومة بالنسبة له صح كلامي
تجعد وجه أديب بضيق معترضا يغير عليها من أي حد إلا أنا يا زين سيدرا دي أختي وهو عارف كده.. عمري ما بصيتلها غير بكل احترام وتقدير.
تهكم زين بقوله والله حضرتك الشيطان لحظتها مش هيقوله عيب ده اخوك لكن بالعكس هيشعل ظنونه أكتر ويصوركم باپشع صورة قصاده.. خصوصا أن مرات اخوك وسامحني في الكلمة اتغابت أوي بتصرفها لما عاندته ورفضت توريه الواتس بتاعها.. لو ببساطة امتصت غضبه واديتله التليفون وريحته كان فرح بيها وسطيكم وكنتم برضو تقدروا تفاجؤه بطريقة تانية.. لكن رفضها زود شكه وخلاكم في وضع مشين بالنسباله..ده غير من الأساس ليه ترتب معاك حاجة زي دي كانت اتفقت مع مامتك أهي ست زيها والأمر كان هيختلف كليا ساعتها.. أنت مهما كان راجل ومش صح انت اللي تعرف أمر زي ده قبل أخوك نفسه.. ولا انت فاكر ان دي حاجة عدت سهلة عليه واحد بيحب مراته بالشكل ده أكيد كان هيفضل يكون أول واحد يعرف بحملها وهو اللي يفاجئكم مش العكس..انتم من غير ما تحسوا أخدتوا حق من حقوقه. 
زين مش شايف انك بتبالغ شوية حق اللي اخدنا يا ابني بلاش أفورة ده نصيب ان في اليوم ده ماما تلاحظ تغير سيدرا وتاخدها للدكتورة وتعرف وطبيعي ماما هتفرحني بما إني كنت في البيت ساعتها لكن فيصل كان في شغله.. وبرضوا بديهي ان مراته هتحب توصله الخبر بفكرة مختلفة وانا كنت بفكر معاها لأن دماغنا واحدة ماما مش هتقدر تساعدها في الفكرة دي وكل اما تيجي على بالي فكرة ابعتها ليها واتس..
وواصل بعيون يسيل منها الصدق 
والله يا زين أنا كمان كنت عايز افرح اخويا بشكل مميز مش أكتر من كده ولا في دماغي كلامك ده.
أبتسم له بتفهم منا عارف ان
نيتك صافية ونضيفة وفعلا كنت عايز تفرحه بس عايزك تفهم مش كل الناس زي بعض في راجل الموقف ده كان هيعدي معاه عادي خالص وراجل تاني بيركز اوي في التفاصيل وبتفرق معاه اوي زي أخوك كده غيار وعاطفي شوية تعرف يا أديب انا لو قلت لإسراء خطيبتي متروحيش مكان معين وراحته ببهدل الدنيا معاها وانا لسه مش جوزها ما بالك لو مراتي الصح ان كل واحدة تفهم شريك حياتها وتتفادي مناطق ثواراته وغضبه حتى لو كان بيبالغ فيها وأفورة زي ما بتقول وهقولها تاني لو مرات أخوك ببساطة وريته تليفونها كان الموضوع خلص وكان زمانكم بتحتفلوا دلوقت. 
واستطرد برفق متزعلش مني يا أديب انت لسه مش مرتبط ولا جربت تحب وتغير على واحدة لما تكون مكان أخوك هتفهم شعوره يا صاحبي.
صمت أديب يحلل حديث رفيقه الذي واصل 
الراجل لما بيغير علي مراته مابيميزش.. صدقني أخوك فيصل معذور.. هو مكانش في وعيه.. وممكن اقسملك دلوقت انه حزين وندمان انه زعلك وزعلها ومكسوف منك ومنها.. زي ما ممكن احلفلك كمان انه ڠضبان منكم في نفس الوقت. 
انتي جيتي وقفتي معايا في المطبخ قبل ما ياخدك جوزك على شقتكم لو عرفتيني باللي حصل كنت هفهم انه غار وكنت قولتلك نعرف فيصل مادام شك في نظراتك انتي وأديب ونعجل بالفرحة أحسن لكن انتي اتصرفتي غلط. الحكمة من الزوجة مطلوبة. في مواقف كتير يا سيدرا.
بس انا ياطنط ماقصدتش أثير غيرته بالعكس
أنا فعلا كنت نفسي افاجئه.. وأديب كان بيبعت أفكار وانا برد عليه.. ولما رفضت فيصل يشوف تليفون عشان خۏفت يعرف الحمل وتضيع المفاجأة اللي بنرتبها..
ماشي ولقيتي جوزك اضايق من نظراتكم واتعصب عليكي لما طلعتوا كان لازم وقتها متعنديش معاه وتسيبي الموضوع يكبر منك أنتي جننتيه زيادة وشككتيه فيكي.
اغرورقت عيناها متصورتش ابدا يشك فيا ياطنط أنا يشك فيا ازاي الغيرة لما تتحول لشك بتبقى چحيم..وأنا مقدرش اتقبل اللي حصل ده واعذره وكمان مش هنسى انه ضړبني لأول مرة من يوم جوازنا.
وأجهشت في البكاء على صدرها فاحتوتها العجوز بحنان وهي تهدئها وتثنيها عن البكاء 
أسمعي مني الكلمتين دول يابنتي أي اتنين لازم بيحصل مابينهم مشاكل وأزمات في البداية عمر الحياة بتعدي كده وردية..دوري جواكي علي الحاجات الحلوة اللي شوفتيها من فيصل وهليهع تشفع له عندك وأنا واثقة أنك هتلاقي حاجات كتير تخلي قلبك يسامح. 
وواصلت بحنان والمهم دلوقت تهدي عشان الزعل ميأثرش على ابنك.. وأنا متأكدة إن جوزك هيعرف ازاي يراضيكي ويطيب خاطرك. 
ظلت على صمتها قبل أن يثيرها تساؤل 
وأديب ياطنط تفتكري هترجع علاقته معاه زي الأول فيصل جرحه زي ما جرحني. 
منحتها ابتسامة وكلها ثقة بطبيعة ولديها
أطمني أنا ولادي بيحبوا بعضهم فوق ما تتصوري أديب روحه في فيصل و بيحترمه جدا وبيعتبره أبوه مش بس أخوه.. واثقة انها أزمة وهتعدي بينهم وهيرجعوا زي الأول يتصافوا مټخافيش..
ثم رمقتها بنظرة أخيرة راجية 
اوعي يابنتي تخربي بيتك عشان اول غلطة لجوزك مكانش قاصدها اتمسكي بعشك وحياتك وانحني للعاصفة دي لحد ما تعدي عاتبي وعاقبي واغضبي بس في الأخر اغفري عشان ترجع السعادة ليكم من تاني العمر قصير بلاش يضيع في الفراق وهقولهالك تاني افتكري الحلو بتاع جوزك عشان تغفري وتسامحي والله لو شوفتي حاله يصعب عليكي لا بينام ولا بياكل دموع القهر والندم محپوسة في عيونه ياكبدي ومش قادر يشكي لأنه حاسس بغلطه.
رغم حزنها وڠضبها الشديد منه شق عليها أن تعلم ما
يكابده أشفقت عليه ولن تنكر عشقه اللامعقول لها وغيرته المفرطة التي تعلمها تنهدت وهي تستغفر لله كي يفك الكرب بينهما ثم 
استكانت علي صدر والدته وبعد قليل ثقل جفنيها واستسلمت لغفوة فعدلت الأخيرة وضع نومتها برفق وهبطت تطمئن عليه..فهي خير من يعلم حالته الآن. 
مشاعر متضادة تتصارع داخله بذات القوة. كأنه أنقسم لشخصان الأول
كنت عارفة إنك لسه صاحي. 
ألتفت لوالدته وقال بلوعة تفطر القلب سيدرا عاملة ايه يا أمي
أشفقت علي حاله فدنت تحتوي رأسه علي صدرها 
أطمن ياحبيبي نامت وأكلتها بالعافية حاجة بسيطة عشان تاخد علاجها.
ابتعد قليلا ليغرق في صمته المتأمل بالأفق حيث شرفته احترمت هي صمته دقائق قبل أن تبتره بتمتمة زوبعة وهتعدي يا ابني صدقني مراتك واخوك بيحبوك وهيسامحوا. 
ثم غمغمت بحزن حقيقي وهي تنظر لكفها وحقك عليا يانور عيني اني مديت ايدي عليك لأول مرة في حياتي.
رمقها بعتاب طفيف تلك المرة عمرك ماعملتيها يا أمي. حتى وانا صغير عمرك ما ضربتيني. 
ثم تحدث بما يؤلم نفسه لو سيدرا وابني كان جرالهم حاجة مكنتش هسامح نفسي ابدا يا أمي..
هتفت بحنان طاغي بعد الشړ عليهم يا حبيبي مفيش حاجة ضاعت وكله هيتعوض أخوك مش هسمح انك تخسره طول منا عايشة ومراتك ربنا يقومهالك بالسلامة ويقر عيونك بابنك ويجعله ذرية صالحة..ومجراش حاجة انك ضړبتها ياما بيحصل بين الراجل ومراته.. اهي لحظة شيطان وعدت.
عاد يؤنب ذاته أمامها أنا مش مصدق اني مديت ايدي عليها. واني اتهمت أديب اتهام فظيع زي ده كأن واحد تاني غيري كان بيتكلم. 
شيطانك اللي كان بيحركك يا فيصل ضخم ليك كل حاجة ونفخ فيها لحد ما اڼفجرت وبطشت بالكل. 
وواصلت بما يهديء ضميره 
وأكدت عليه بما بث الطمأنينة لقلبه 
سيدرا لسه باقية عليك ياحبيبي وإلا كانت صممت تسيب البيت مهما أنا اترجتها تفضل. 
ثم لكزت كتفه بمشاكسة البت بتحبك ياعبيط روح وريني شطارتك وصالحها ثم واصلت مزاحها لتزيح عنه توتره ياخسارة محدش فيكم انت وأديب طلع لأبوه كان ذكي وبيعرف يضحك عليا مهحا كنت زعلانة لكن انت خايب.
ستمضي تلك الغيامة السوداء وقريبا سيحمل طفله بين يديه ستطرب الآذان بصراخه وهمساته..وتزدحم الأرض بألعابه الصغيرة.
صعد إليها مندفعا بعاطفته الثائرة عازما على محو كل ما حدث من ذاكرتهما سيعانقها الآن لن يستسلم لخزيه فالعتاب لا يلبق سوي بالأحبة وهي وأخيه أغلى وأثمن ما لديه.
ولج إليها ليجدها تنظر أمامها بشرود حزين
حقك عليا أنا أسف أسف أسف مكنتش في وعيي انا مضغوط بقالي فترة طول الوقت بمتص أفكار سودا من حواليا لما سيطرت عليا بشكل غريب.
ابتعدت تعاتبه وليه الأفكار دي تسيطر عليك من الأساس هو انت مش عارف متجوز مين أنا سيدرا اللي عمر ما حد عرف يوصل لقلبها ويطولها غيرك وبعدين انا وأديب أخوك عشان كده كنت بتتعصب لما اسهر تحت ولا أقبل هدية منه مكنتش اتصور توصل غيرتك لكده. 
ظل صامتا يستمع لعتابها كي تهدأ نحوه. لتواصل عتابها
أنا كان قصدي أعملك مفاجأة أنا وأديب لما . .
اششش اسكتي دلوقت متتكلميش.
ورمقته بحزن لأ يا فيصل لازم اتكلم عارف امتى كنا ممكن نتفادا كل دا لو كنت فتحت قلبك ليا وكلمتني قولي بغير عليكي من أخويا وأنا كنت هاخد بالي واعرف اغير معاملتي لكن تكتم في قلبك وتسيب الشيطان يلعب بيك ده أكبر غلط صدقني انا كان ممكن امشي ومارجعش ابدا لأن اللي حصل مش هين بس عارف ليه معملتش كده
لأن دي اول مرة يحصل بنا مشكلة زي دي لأني لما دورت على الحلو اللي بيني وبينك لقيته غلب بكتير الموقف

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات