رواية كاملة بقلم فاطمة أحمد

كنت أحلم بالتخلص من رائحة السمك 
فأبي يعمل صيادا ومنذ ڠرقت اخر مراكبه أصابه الوهن وتمزقت شباك صيده 
كل فجر يخرج إلي البحر بشبكة ممزقة علي امل ان يصيد بعض الأسماك تعيننا لتستمر الحياة يوما اخر 
منذ شهور لم يصد ابي سمكة واحدة 

اقضي صباح كل يوم في تنظيف السمك ثم اقضي باقي النهار في محاولة للتخلص من رائحة السمك التي تلتصق بملابسي واظافري 

وكلما زارتني صديقتي تعجبت من حالنا قائلة في سخرية كيف تقولي ان البحر ضن علي ابيكي بالصيد وبيتكم يضج برائحة السمك 

خجلت ان اخبرها عن عملي في تنظيف السمك 

واحتميت بالصمت أمام لومها 

ارسل لي حبيبي خطابا يخبرني انه عائد غدا وينتظر لقائي 

طرت فرحا ورتبت ملابسي وتهيأت للقائه 

تزينت ووضعت بضع قطرات عطر كنت اخفيها لهذه المناسبة 

وذهبت للقائه 

كان يجلس متململا وعندما سئلته ما بك 

اجابني بما أخشى

اني اشم رائحة سمك ولا ادري من اين 

اتضايقك رائحة السمك 

جدا لشد ما اكره السمك ورائحته 

شعرت بالحرج يبتلعني حتي ان خاتمه انزلق من يدي فقدمته له قائلة اعتذر منك فأنا مصدر الرائحة ولا حيلة لي فيها 

عدت إلي بيتي مكسوة بالقهر  

لأجد ابي يحتفل 

الم اقل لك يا ابنتي البحر صديقي واهداني اكبر سمكة رأتها قريتنا حتي ان ثمنها سيكفينا شهورا كما وجدت بالشباك محارات كثيرة ممتلئة بالؤلؤ وسأشتري  لك اكبر زجاجة عطر لتتخلصي من رائحة السمك  وفستان غير ذلك الذي اخدته صديقتك 

مر يومان وذاع صيت سمكة ابي والثروة التي هبطت عليه نظير بيع اللؤلؤ 

وياللعجب عاد حبيبي معتذرا  وتعلل  بمرض أصابه في ذاك اليوم  جعل انفه  تتحسس  

وقد صدقت اعتذاره  على مضض  وجاء ليتمم  زواجنا  بالاتفاق مع ابي 

قصدت بيت صديقتي الوحيدة لادعوها  

فوجدتها باكية تحكي لي عن ذلك الوغد الذي خطب ودها بخاتم  تفوح منه رائحة السمك وكيف انه تركها فجأة كما ظهر فجأة  

عدت لبيتي وانا افكر في الأمر 

اتصل حبيبي  يسأل  عن حالي اجبته تغير حلمي 

قال كيف 

قولت كنت احلم بالتخلص من رائحة السمك والآن احلم بالتخلص منك 

عاد ابي للبيت يحمل زجاجة عطر يسألني ان كانت تعجبني  

اجبت باسمة 

لا يا ابي رائحة السمك عطر البحر والبحر صديقنا المخلص لا حاجة لي بالعطر