السبت 23 نوفمبر 2024

رواية للكاتبة دعاء خالد

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجه زى الالف .. يعنى الموضوع مش بس متعلق انك متغلطيش علشان صحه مريض او كده لا ده ممكن بس لو اتأخرتى عشر دقايق و مكنش وراكى حاجه و هتيجى تقعدى فاضيه يبهدلك طول اليوم على ال 10 دقايق دول 
__ توترت ندى أكثر و لكنها عقدت العزم ان تلتزم بكل شىء حتى لا تضع نفسها فى مواقف مع دكتور جاسر
ثم نظرت ندى فى ساعة يديها فوجدتها 220 فعلمت انها تأخرت على جاسر 20 دقيقه ففزعت و شبه قفزت من مكانها إثر توترها و خۏفها من جاسر حسب حديث ياسمين عليه و على طباعة 
ندى انا مضطره أقوم انا اتاخرت 20 دقيقه قالت هذا و هى تلملم اشياءها فى عجاله من أمرها 
ياسمين روحى حبيبتى بسرعه ربنا يهديه عليكى
_ اسرعت ندى الخطى حتى وصلت غرفه جاسر فدقت الباب و انتظرت 
يعلم جاسر ان هذه المتدربه من المفروض ان تكون تنتظره امام المكتب فى تمام الثانيه فجن جنون جاسر و لم يستبشر خيرا 
دقت ندى الباب و انتظرت 
جاسر و هو فى أقصى مراحل عصبيته و ناظر فى ورق أمامه أدخل 
دخلت ندى و هى ترتجف 
جاسر و هو مازال ينظر فى الورق المفروض معادك هنا الساعه 2 بالظبط و دلوقتى الساعة 225 دقيقه 
ندى بصوت مرتجف انا اسفه بس و الله انا كنت 
__ منذ ان نطقت ندى بأول كلمه رفع جاسر وجهه لانه تعرف على نبره صوتها نبره الصوت التى طالما سهر ليالى من أجلها التى طالما دعا الله ان يلتقى بصاحبتها مره أخرى تلك النبره التى تحدث مع يوسف بشأنها فى اليوم السابق ...
كان ينوى جاسر ان ېعنف تلك المتدربه على عدم التزامها و لكنه حقا قد توقف عقله عن التفكير عندما نظر لملاحها و تعرف عليها و لكن ندى بالطبع ناظره أرضا وأحمر وجهها و لكن هذه المره خوفا و ايضا خجلا من فعلتها منذ البدايه و بالطبع لم تتعرف هى على جاسر لانها يوم السياره لم تنظر لجاسر قط و هو يعلم ذلك يعلم انها لا تعرفه  
جاسر اقعدى و استنى هنا 
و خرج جاسر خارج غرفته ليفكر بهدوء كيف يتصرف معها و توصل للقرار بالفعل فطبع جاسر يغلب عليه دائما 
عاد لغرفته فهبت واقفه فرح جاسر داخليا لاحترامها له بالرغم انها بالتاكيد لاحظت فرق السن الصغير جدا بينهم فهو فقط عامين اشار لها جاسر ان تجلس فانتظرت حتى وصل هو الى كرسيه و جلس ثم جلست لاحظ جاسر موقفها و عجبه ايضا و لكنه اراد ان يعودها ان تنفذ ما يقوله بالظبط دون إضافه
فجلس ثم قال 
جاسر أعتقد شاورتلك تقعدى و انا عند الباب ليه استنيتى كل ده !
ندى صمتت فهى لم يعد لديها ما تقوله 
جاسر سألت سؤال يبقى تردى 
ندى كنت مستنيه حضرتك تقعد الأول 
جاسر طيب بعد كده اللى اقوله يتنفذ من غير رأيك فيه يعنى من الآخر متتصرفيش من دماغك أوكى 
ندى حاضر يا دكتور
__ اعجب جاسر جداااا بردها التلقائى بالرغم انه يحدثها بطريقه عڼيفه جدا فهو بالاساس يختبرها و لا ننكر ان هذه فى الاساس هى معامله جاسر فى مثل هذه المواقف 
جاسر اسمك ندى صح 
ندى ايوه يا دكتور 
جاسر ماشى يا ندى دى اول و آخر مره تتاخرى فيها متتكررش تانى 
ندى حاضر يا دكتور 
جاسر تمام و بدأ جاسر يباشر عمله أمام ندى و يعطيها تعليماته و ندى نظرا لاجتهادها كانت تسجل بعقلها كل كلمه ينطق بها جاسر و اعجب جاسر بتركيزها الشديد معه و تجاوبها و اخذها الامور بالفعل على محمل الجد 
مر هذا اليوم و عاد جاسر الى منزله يكاد يطير فرحا انه ألتقى بندى اخيرا 
دخل غرفته و لم يخرج منها و اخذ يسترجع كل ما حدث و كل تصرفات ندى و خجلها و احترامها و قد زاد على فرضه ركعات شكر لله أنه التقى بندى و دعا الله أن ييسر الخير له و يرشده للصواب و تمنى أن تكون ندى خيرا له و أن يجعلها الله من نصيبه ثم استمر بالتفكير حتى غلبه النوم وكان قد أخبر ندى أنه يتوجب عليها ان تكون امام غرفته بالمستشفى فى تمام الساعه الثامنه صباحا كل يوم 
فى صباح اليوم التالى ذهب جاسر و كان امام غرفته بالمستشفى الساعه الثامنه إلا عشر دقائق وجد ندى تقف بمفردها و تنظر فى ساعتها فى ركن بعيد عن المكتب فدخل مكتبه و ترك الباب مفتوحا ليرى ماذا ستفعل ندى 
وجد ندى لا تفعل شى سوى النظر فى ساعتها كل نصف دقيقه الى ان اصبحت الساعه الثامنه بالدقيقه توجهت الى المكتب لم يفهم جاسرفعلتها فهى رآته و هو يدخل لمكتبه و هى واقفه لا تفعل شىء فلماذا لم تدخل 
دقت ندى الباب المفتوح و انترت ان اشار لها بالدخول ثم الجلوس و بالطبع تركت ندى الباب مفتوح 
جاسر صباح الخير
ندى صباح النور يا دكتور 
جاسر انتى كنتى واقفه بتعملى ايه مدخلتيش ليه لما شوفتينى جيت 
ندى حضرتك قلتلى امبارح متصرفش من دماغى و انفذ بس اللى حضرتك تقول عليه و حضرتك قلتلى امبارح تكونى ادام المكتب 8 بالظبط فانا كنت مستنيه لحد ما تبقى الساعه 8 بالظبط 
___ اعجب و اندهش جاسر ان ندى فهمته لهذا الحد فهذه التفصيله لم تات حتى على بال جاسر و لو كانت دخلت وراءه قبل المعاد ما كان عاتبها على ذلك فتعجب لسرعه استيعابها لطريقته الذى يعلم جيدا أن الكثير لم يحتملها و بالاخص الفتيات فاندهش لمدى طاعه ندى له فهى بالمعنى الحرفى تمتثل لأؤامره 
فضحك لها جاسر لاول مره و قال اه برافو عليكى 
ابتسمت ندى و احمر وجهها خجلا على هذا الثناء البسيط و نظرت ارضا و كل هذا يلحظه جاسر بالطبع 
جاسر طب يلا انتى هتدخلى معايا عمليه النهارده لم يفعلها جاسر ابدا أن يصطحب متدربه لتشاهد عمليه بعد اول يوم فقط فهو يكره دخول متدربين معه غرفه العمليات و لكن بالرغم انه أدخل ندى و هذه خبره و فرصه كبيره لها و لكنه لم يفعل هذا الا لشعوره بإجتهاد ندى و حرصها الشديد كما انه أطلع على الملف الخاص بها و تقديراتها التى دائما ما تكون امتياز على مدار السنوات فى جميع المواد و نادرا ما كان يرى تقدير جيد جدا فالغالب على شهادتها تقدير الامتياز بإكتساح و مع ذلك هو أدخلها لتشاهد فقط بالطبع لن تشارك فى العمليه فجاسر لم يسمح بذلك ابدا حرصا شديد منه على سلامه المړيض و عدم حدوث اى خطأ ولو كان لا يذكر 
انهوا العمليه و خرجوا و طمأن جاسر اهل المړيض و لكن كانت ابنه المړيض تبكى بشده فهدأت ندى من روعها و كان الحوار كالاتى 
خرج جاسر و خلفه ندى من غرفه العمليات فهرولت باتجاه زوجه المړيض و أبنته 
زوجه المړيض خير يا دكتور . زوجى هيقوم بالسلامه 
جاسر الحمد لله العمليه نجحت يا فندم مفيش داعى

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات