رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي
!
انتبهت لوضعهم لتنهض مسرعة لتنظر حولها بلهفة تنفست الصعداء حين لم تجد أحدا بذلك الجزء الهادئ البعيد عن الزفاف الذي دمرته نهض ليقول بأمر صارم وټهديد
بعد 10 أيام سيتم زفافنا وأقسم ان رفضتي او تذرعتي بأي حجة للتأجيل سأخطفك ليلي...وأتزوجك رغما عنك !
ضحكت بخفوت وهي تطلع عليه بنظره عاشقة تخصه وقلبها أصبح يضاهي الطبول في ضجيجها وصخبها... ! أيمكن ان تصل لدرجة أعلي من العشق ! ...
ابتسمت ابتسامة دافئة وهي تغمض عيناها لتبدأ الطائرة بالإقلاع ف يوسف قد قرر قرارا نافذا بأن يسافر كلاهما في جولة في أوربا من أجل حالتها النفسية طالعته بحب لتقول بعتاب رقيق
أمسك كفها وهو يقول بحنان
متقلقيش يا روحي انا مشدد الحراسة عليها والرحلة دي احنا محتاجينها اوي..
اومأت له بإيجاب لتغمض عيناها وتسند رأسها علي كتفه وتذهب في نوم عميق...
استيقظت مساء بعد ان خلد كلاهما للنوم ما ان وصلوا الي باريس العاصمة الفرنسية دلفت الي المرحاض لتغتسل تذكرت انها لم تحضر ثيابها خرجت وهي تلف جسدها بمنشفة قصيرة وهي متيقنة من عدم وجود يوسف فقد أخبرها أنه سيرتب بعض الأمور ويعود فتحت خزانتها لتغير ثيابها صدمت بأن خزانتها فارغة تماما ! لكن كيف وهي وضعت الثياب بيدها ضيقت عيناها لتقول بتوعد
فتحت الجزء المخصص له لتأخذ قميصا له علي مضض وترتديه ولج الغرفة بعد قليل ليقول بمرحه المعهود
حبيبي الي واحشني !
نظر بأنحاء الغرفة ليجدها تجلس أمام النافذة تحتسي قهوتها وهي ترتدي قميصه الأسود ازدرد ريقه بصعوبة ليقول بصوت ممازحا
يا مساء القشطة يا مزة مشوفتيش مراتي
رمقتها بنظرات مشټعلة لتقول بضيق
انت مش هتبطل حركاتك دي هدومي فين
اقترب أكثر وهو يطالعها بنظرات مظلمة تضرجت وجنتيها بحمرة الخجل التي نادرا ما تظهر لتنزل القميص في محاولة فاشلة لمداراة ساقيها ليقول بابتسامة
نهضت لتقول بارتباك
بطل قلة ادب يا يوسف...ولو سمحت رجعلي هدومي !
شهقت حين جذبها لتصدم بصدره ليقول بتسلية
بتتكسفي يا بيضا
زفرت بضيق حين لم تستطع التحرر من أسر ذراعيه لتخبأ وجهها بصدره وهي تشعر يميل ويحملها برقة وهو يهمس ببطء
بمۏت فيك يا ضبش !
ضحكت بخفة علي هذا اللقب الذي لا يكاد يتوقف عن مناداتها به ضبش لتسكت شهرزاد عن الكلام المباح...
بما انك أول مرة تيجي فرنسا إعتبريني مرشدك السياحي من هنا يا هانم...
قالها وهو ينحني بطريقة درامية لتضحك بخفة وتلحق به حتي وصل كلاهما الي أحد الجسور المشهورة بباريس ليشرح لها باستفاضة
ده يا روحي أسمه جسر الفنون pont Des arts....
تجولت ببصرها علي هذا الجسر الرائع لتقول بفضول
وايه الاقفال دي
ابتسم ليقول بحنان وهو يطالعها بحب
دي بقي اسمها lovers lock بالعربي اقفال الحب...عادة فرنسية ان العشاق يجيوا هنا ويكتبوا اساميهم علي الاقفال دي ويحطوها علي الجسر الاسطورة بتقول ان ده معناه انهم هيفضلوا مربوطين ببعض للأبد...
ابتسمت لتقول برقة
عادة جميلة بس يا تري الاسامي الي علي الاقفال دي لسه مربوطة ببعضها ضحك بخفة لتقول
يلا بينا انا عايزة أشوف شارع الشانزيليزيه بيقولوا تحفة...
نظر لها بغموض ليخرج قفل باللون الأسود منقوش عليه أسمائهم شهقت بفرح ليردف بمرح
مش معقول نيجي عند اقفال الحب من غير ما نحط القفل بتاعنا وجبته إسود لونك ولوني المفضل !
التقطته وعيناه تلمع بفرح لم يراه من قبل كفرحة فتاة صغيرة لتغلقه علي الجسر وتمسك المفتاح قائلة بتساؤل
طب والمفتاح بناخده معنا
احتضن كفها ليلقيه بالنهر وهو يهمس
ده بنرميه في النهر ومستحيل حد يلاقيه علشان القفل ده ميتفتحش تاني أبدا...
أغمضت عيناها تستمع بقربه في هذا الجو الهادئ مساء امام نهر السين...افاقت علي همسه
مش معقول هنقضي الليل هنا ! مش يلا بينا لسه في حاجات كتير عايز أوريهالك...
اومأت له ليغادر كلاهما اخذا يسيرا بالطرقات بعد إصرار منها علي الاستمتاع بهذا الهواء المنعش لتقطع الصمت قائلة
عارف باريس بيسموها أرض العشاق ! الحب فيها مقدس موضوعه بسيط اوي مش زي ما احنا بنعقدها ونادرا لو جوازة قامت علي أساس الحب...
ليرد بنبرته الهادئة التي يتخللها المرح
كل بلد ليها عاداتها وتقاليدها وبعدين مين قالك اننا مش بنهتم بالحب مش لسه امبارح قبل ما ننام قولتلك بحبك يا ضبش ! انكري بقي !
ضحكت وهي تلكم كتفه بغيظ قائلا
ده أخرك في الرومانسية ضبش !
رفع حاجبه ليقول بتحدي