رواية رائعة بقلم الكاتبة نيرة وائل
حاجه
اخباره اتقطعت كلها
حتى في الاجازات منزلوش مصر
بيتهم اتباع و سكنه ناس غيرهم
و اختفى بهدوء كأنه مكنش موجود في حياتي قبل كدا
هو غاب لكن جه مكانه طارق و محاه
_ خديجة انتي كدا بتعكي
اتنهدت و انا بحط فنجان القهوة على الترابيزة
_ طارق خلاص نساني وعاش حياته و انا كمان عايزة اعيش
_ رامي كويس تمام مش هنختلف عليه
بس انتي لسه بتحبي طارق... رامي دا كان شغل عيال و مراهقين
_ مريم انا عايزة امسح طارق من حياتي ممكن تساعديني في دا
_ قوليلي اعمل ايه
_ تقومي تختاري معايا فستان الخطوبة يلا
قلت كلامي وانا بشدها من ايديها و بجري
نيرة وائل
القاعة الديكور الفستان والبدلة
لكن انا الوحيدة اللي مكنتش كويسة
فكرت كتير اسيب كل حاجة و امشي
بس دا محصلش و اليوم كمل
لبست دبلة رامي و نهيت كل خيط
ممكن يوصلني بطارق
بس تقريبا كان للقدر رأي تاني
بعد مرور خمس سنين
_ خديجة يبنتي مفيش خطوبة بتقعد 5 سنين
_ لما رامي يكون نفسه هو لسه متخرج من 3 سنين
يعني ملحقش يابابا
_ هو راجل لو اتجوز على ال محدش ليه عنده حاجه
لكن انتي هتعنسي جمبه
_ يا بابا انا...
_ بلا بابا بلا زفت.... متحاوليش تقنعيني انك متعلقة بيه
انتي مشفتيهوش في الخمس سنين دول غير 3 مرات أصلا
دا احنا بنبعد ندا اختك عن التليفون بالعافية
ردت ندا والموبايل على ودنها
_ نعم يابابا بتنادي
_ اقفلي مع المحروس خطيبك وتعالي احضرينا هناا
قالها بابا بغيظ منها
_ يابابا يعني انت متضايق من ندا عشان مش بتبطل كلام
مع محمود خطيبها وانا متضايق مني عشان مش بكلم خطيبي
_ خديجة انا كلمت
رامي وقالي انه انتي اللي بتأجلي الفرح
الجملة دي طلعت من ماما خلتني فقدت النطق
كلهم كانوا بيبصوا ليا مستنين مني اي تبرير لكني مقدرتش اتكلم
_ ليه يا خديجة... ليه وانتي عارفه ان بابا مأجل جوازي انا محمود
لحد ما تتجوزي انتي الاول... ردي عليا ليه كدا
وانا برضو مش عارفه ارد اقول ايه
مش عارفه ادافع عن نفسي ازاي من الھجوم دا
انا اصلا معرفش بأجل الفرح ليه كل دا
_ الكلام دا صح يا خديجة
_ بابا انا....
قاطعني بعصبية بيحاول انه يكتمها
_ لييه
ملقتش اجابة على اسألتهم
بس كان الندم بياكلني
مش عشان اتخطبت لرامي لأ
عشان معطتش نفسي فرصة اني احزن على طارق
واتعافى منه.. عملت فيها جامدة و قولت مش هقف مكاني
و هبدأ من جديد بس الحقيقة اني كنت محتاجة هدنة
اتعافى فيها مكنش ينفع اشقلب حياتي كدا ف لحظة
_ ما تردي يا خديجة ساكتة ليه... فهمينا يا بنتي
_ ماما انا مش عايزة اسافر و رامي عايز العكس
_ ما احنا متفقين من زمان انك هتسافري معاه
_ وانا غيرت رأيي ومش عايزة اسافر
_يبقى الخطوبة دي تتفسخ
قالها بابا بعصبية وهو بيقوم من على الكرسي
مسكت ايديه بسرعه وانا بهز راسي بنفي
_ لا يا بابا ايه اللي انت بتقوله دا
_ مادام وصلت انه يقول لأمك كدا يبقى انتوا
مش عارفين تتفقوا و طالما وصلتوا لكدا
يبقى بلاها الجوازة دي
_ يا بابا استنى بس...
_ بتحبيه
سألني بابا بنبرة غريبة كأن السؤال دا اللي هيحسم كل حاجه
مردتش في الاول لكن هزيت راسي ب ايوا
_ مش بتحبيه يا خديجة... مادام اترددتي كدا يبقى محبتهوش
بابا واجهني بالحقيقة اللي كنت بحاول انكرها طول الفترة اللي فاتت
الحقيقة اللي كنت بهرب منها
مقدرتش اتكلم ودخلت اوضتي
اترميت على سريري وانا بعيط
انا اتخطيت كل اللي حصل زمان لكني مش سعيدة
كنت فاكره اني كسبت و رسمت لنفسي حياة جديدة
لكن الواضح ان كل دا كان وهم
نيرة وائل
قاطع تفكيري رنة موبايلي كان رامي
مردتش لأني مكنتش لاقيه كلام اقوله كالعادة
لبست و نزلت اتمشى شوية على البحر
اصل اسكندرية حلوة اوي في الشتاء
الدنيا كانت بتمطر و الناس كلها بتستخبى
الا انا كنت مكملة مشي وانا حاسة بمتعة غريبة
كأن المطر بيغسل قلبي من جوا
وقتها جت على بالي ذكرى قديمة
_ يا بنتي اثبتي تحت الشمسية بقا هنغرق بجد
جريت قدامه وانا بضحك
_ انت مش عارف انا بحب المطر قد ايه يا طارق
_ مش كل بنحبها لازم نجري وراها كدا
_دا مبدأك في الحياة يعني
_ دا مبدأي اللي بلغيه وانا معاكي
قالها وهو بيرمي الشمسية على الارض
وبيجري ورايا تحت المطر
فوقت من الذكرى دي وانا شايفة انعكاسي على ازاز الكافيه
اللي كنا دايما بنقعد فيه انا و طارق
كان شكلي غريب و على وشي ابتسامة مکسورة
دخلت الكافيه و طلبت قهوتي
كانت اول مرة ادخل فيها هنا من 5 سنين
كل حاجه هنا اتغيرت الديكور و العمال وكله
كنت فاكرة اني اتغيرت انا كمان لكن دا محصلش
لما سعيت عشان اكسب سعادة اضافية
كنت بهلك نفسي من جديد وانا مش حاسة
________________________
_ يا رامي ارجوك افهم انا مش عايزة اسافر
_ هو انا ليه كل ما اقولك عايزين نحدد الفرح تتحجي كل مرة
بحاجة شكل
_ يا رامي افهم انا ايه اللي يخليني اسيب بلدي و اهلى وصحابي
واروح اعيش في بلد غريبة مش هعرف اعيش ولا اتأقلم هناك
_ طيب ما دا كان اتفاقنا من الاول ايه اللي اتغير دلوقتي عايز
افهم
_ انا