رواية رائعة بقلم الكاتبة بنوتة اسمرة الجزء العشرين
الرجل الى بيت المزرعة كان الرجل هو عميل من عملاء عمر الذين يشترون ما تنتجه المزرعة من ألبان رحب عمر بالرجل وقدمت لهم الخادمة أقداح الشاى الساخن تحدث الرجل قائلا :
بصرحة أنا كنت عايز منك خدمة يا بشمهندس واتمنى انك متخذلنيش
أسرع عمر قائلا :
طبعا يا أستاذ شاكر اتفضل
أنا ابنى الصغير فى آخر سنة له فى كلية الطب البيطرى وانت عارف ان أى شغل بيتطلب خبره الولد معندوش أى فكره عن أى شئ انت عارف ان فى مصر للأسف بندرس فى الجامعه حاجة والشغل العملى بيكون حاجه تانية خالص فأنا كنت حابب بما انه فى آخر سنة انه ييجي يتدرب عندك هنا فى المزرعة أنا عارف ان عندك دكاترة ممتازين جدا وانك مش بتشغل عندك الا ناس كفائتها عاليه أنا بس عايزه يكون تحت ايديهم وكمان ده هيفيده فى امتحاناته السنة دى لان عندهم جزء كبير عملى وهو زى ما قولت ميح خالص
أسرع عمر قائلا :
طبعا يا أستاذ شاكر يشرفنا وجوده فى المزرعة وهنا عندنا دكاترة ممتازين وان شاء الله يستفاد منهم
متشكر جدا يا بشمهندس وهو ده كان العشم
انتهت المقابلة وانصرف شاكر . حان معاد استراحة الغداء عندما تركت ياسمين ما بيدها لتذهب لتتناول طعامها لمحت عند البوابة فلاحه بسيطة كبيرة فى السن تتحدث مع الرجل الواقف على البوابة والرجل يحاول اخراجها وهى تأبي أن تخرج لفت المشهد نظر ياسمين خاصة وأن الرجل كان يتعامل مع السيدة الكبيرة بغلظة وخشونة اقتربت من البوابة فسمعت تلك السيدة تقول :
أبوس ايدك يا ابنى دخلنى أنا زى أمك
رد عليها الرجل وهو يدفعه لتخرج خارج المزرعة :
لا أمى ولا أبويا ممنوع يامه محدش بيدخل هنا غير اللى بيشتغلوا بس
يا ابنى ما انا كنت بشتغل هنا أبوس ايدك دخلنى
يا ست امشى بأه الله يسهلك
تقدمت ياسمين منهما قائله :
خير فى ايه
قالت السيدة بسرعة وكأنها تستنجد ب ياسمين :
الهى يكرمك يا بنتى خليه يدخلنى أنا ورايا عيال اعمل ايه بس يا ربي
وجهت ياسمين كلامها الى الرجل قائله :
حضرتك مش عايز تدخلها ليه
عشان ممنوع حد يدخل الا اذا كان بيشتغل فى المزرعة ودى مبتشتغلش فيها
اڼفجرت السيدة باكية وقالت :
طيب أعمل ايه بس يا ربي
رق قلب ياسمين لحال تلك السيدة وأخذتها وخرجت من البوابة لتتحدث معها ربتت بكفها على كتف السيدة قائله :
خير يا حجه مالك فى ايه
قالت السيدة وهى مازالت تبكى :
أنا يا بنتى كنت بشتغل هنا بس عندى عيل تعب وكنت عده جمبه فى المستشفى بعيد عنك وعن السمعيين جاله التهاب جامد فى الرئه وكان يا حبت عيني بيتوجع أوى دخلت بيه المستشفى وغبت فترة رجعت لقيتهم حسبي الله ونعم الوكيل فيهم طردونى من الشغل عشان غبت فترة طويله
طيب وليه مشرحتلهمش ظروفك
هما يا بنتى مدينى فرصة أشرح حاجه أنا ورايا كوم لحم أعمل ايه فيهم بس يا ربي
واڼفجرت مرة أخرى فى البكاء وأمسكت يد ياسمين قائله :
انشاله ينجيكى ويكفيكي شړ المړض ساعديني أدخل أتكلم مع رئيس العمال يمكن يرضى يرجعنى تانى
كاد قلب ياسمين أن ينفطر لحال تلك السيدة المسكينة وقررت أن تساعدها فقالت لها :
طيب أنا هساعدك يا حجه وهشرحلهم ظروفك تعالى بكرة فى نفس المعاد وأنا أقولك عملت ايه
حاولت السيدة تقبيل يدها فسحبتها ياسمين بسرعة قالت لها :
ربنا يباركلك يا بنتى ويكفيكي شړ طريقك أنا كل يوم باجى هنا هاجى بكرة ويارب أسمع خبر حلو
ابتسمت لها ياسمين فى حنو وربتت على كتفها قائله :
ادعى ربنا وان شاء الله يرجعوكى الشغل تانى
تركتها ياسمين ودخلت وهى متأثره بشدة كيف يطردون سيدة مثلها وهى فى أمس الحاجة للمال توجهت الى المبنى الإدارى حيث مكتب عمر طرقته طرقات خفيفة سمعت صوت من الداخل :
اتفضل
دخلت رفع عمر رأسه ليجدها أمامه هز رأسه لتتقدم تركت الباب مفتوحا كما المرة الماضية ودخلت وقفت أمام المكتب قائله :
صباح الخير يا بشمهندس
رد عمر :
صباح النور
نظر عمر الى الباب المفتوح ثم نظر اليها قائلا :
هو مينفعش الباب يتقفل لازم اللى رايح واللى جاى يتفرج علينا
ارتبكت ياسمين نظرت الى الباب ثم اليه كان يرقب ردود أفعالها قالت بتوتر :
آسفه مش هينفع أقفله
همت بالإنصراف ثم قالت :
خلاص مفيش مشكلة شكرا
أوقفها عمر قائلا :
استنى
الفتت اليه فنظر اليها قائلا :
انتى على طول متسرعة كدة
صمتت ولم تجب أشار برأسه الى الكرسي أمام المكتب قائلا بصرامة :
اعدى
تقدمت ياسمين وجلست نظر اليها كانت تحاول استجماع قواها وترتيب