الجمعة 15 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة بنوتة اسمرة الجزء العشرين

انت في الصفحة 18 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

فى حدوث مشاكل بينه وبين أحد عملاءه المهمين ظلت الأسئله تدور فى رأسها بدون توقف بعد مضى ساعة تقريبا لم تستطع تحمل هذا الكم من التوتر شعرت بأنها ترغب فى الدفاع عن نفسها وأن تشرح ل عمر بأنها لم تكن لتقصد أن تؤذيه وأن تتسبب فى أى مشكلة لكن هذه طبيعتها ومبادءها ولن تغيرها نهضت وتوجهت الى مكتب عمر طرقت الباب فأتاها صوته : 

 اتفضل

فتحت الباب وأخذت تتطلع الى وجهه لعلها تتبين انفعالاته نظر اليها ولم يتكلم دخلت وتركت الباب مفتوحا لم يعلق على الباب المفتوح هذه المرة وقفت أمام المكتب قليلا ثم تحدثت بصوت هادئ : 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

 أنا أسفه 

نظرت اليه فوجدته ينظر اليها بدون أى رد فعل فأكملت قائله : 

 مكنش قصدى أعمل مشكلة بين حضرتك وبين العميل بس حضرتك عارف انى مبسلمش على حد

ساد الصمت لبرهه وجدته ينهض من مكتبه ويلتف حوله ليصبح مواجها لها التفتت اليه نظر اليها قائلا : 

 عايزة تفهميني انك مبتسلميش أبدا على أى راجل حتى لو كان كبير فى السن زى الاستاذ خالد 

قالت بجديه : 

 أيوة مبسلمش على أى حد مهما كان سنه 

نظر اليها نظرة غامضة ودت لو دخلت رأسه فى تلك اللحظة لتعلم فيها يفكر سألها قائلا : 

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

 يعني زوجك أقصد لما كان خطيبك هو الوحيد اللى لمس ايدك 

دهشت لسؤاله صمتت ياسمين للحظات ثم قالت دون أن تنظر اليه : 

 لأ حتى هو لما كان خطيبي مسمحتلوش ېلمس ايدي

رفع عمر حاجبيه فى دهشه ونظر اليها بإمعان قائلا : 

 أبدا ملمسش ايدك أبدا 

هزت رأسها بالإيجاب 

شعر بشعور غريب يجتاح قلبه ويتوغل فيه ببطء نظر اليها قائلا بصوت خاڤت : 

 ليه ليه مكنتيش بتخليه ېلمس ايدك 

 قالت ياسمين بدون تردد وهى لا تزال لا تنظر اليه : 

 عشان مش من حقه

شعر عمر بخفقة فى قلبه لم يعتاد الشعور بها من قبل خفقه قوية عميقة نظر اليها فشعر بحنان جارف يملأ قلبه تجاه تلك الفتاة التى تقف أمامه والتى تطرق بوجهها فى خجل ود لو توقف الزمان حيث هما أخذ ينظر اليها بحنان ممذوج بدهشة وحيره وكأنه طالب يدخل المدرسة لأول مرة ويقف أمام معلمته شعر بأن تلك الفتاة الواقفه أمامه تتحكم به بطريقة أو بأخرى شعر بأن لها تأثيرا قويا عليه لم يألفه ولم يعتاده من قبل شعر بالخۏف يدب فى قلبه بسبب هذا الشعور الغريب الذى كاد أن يغمر كيانه كله شعور بالإستسلام والتسليم قطعت ياسمين الصمت قائله : 

يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.

 أنا بس حبيت أوضح لحضرتك موقفى وأعتذر ان كنت سببت أى مشكلة . بعد اذنك

التفتت لتنصرف فمد عمر يده ليمسك ذراعها ليوقفها لكنه تذكر هى ليست كغيرها ممن عرفهن هذا الذى سيفعله غير موجود فى قاموسها سحب يده قبل أن ټلمسها نظر فى عينيها كان يخشى اغضابها وقفت حائرة قال بصوت رخيم : 

 أنا مزعلتش منك انتى أنا اضايقت منه هو من الكلام اللى قالهولك

صمت لبرهه ثم قال : 

 أنا وقفت التعامل معاه تماما

رفعت نظرها اليها فى دهشة وكأنها لا تعى ما يقول قالت له بعدم فهم : 

 يعني ايه اللي حضرتك بتقوله مش فاهمة

ابتسم لحيرتها وقال : 

 يعني اللى يهين دكتورة بتشتغل فى مزرعتى ميشرفنيش أبدا انى أتعامل معاه

تلاقت نظراتهما فى صمت نظرة حنان منه ونظرة عدم تصديق منها أفعل هذا من أجلها حقا أخسر عميلا مهما من أجلها أمن أجلها هى تحديدا أم أن لو كانت مها أو شيماء أو غيرهما فى نفس موقفها هل كان ليتصرف بهذا الشكل أيضا خرجت من شرودها لتتمتم فى خفوت : 

 بعد اذنك 

ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها 

ظلت طول الليل تتقلب فى فراشها كأنها نائمة على جمر كانت تجاهد لمحو صورته من رأسها تجاهد لإعادة انتظام ضربات قلبها تجاهد لنسيان كلماته وابتسامته الساحره أخذت تردد لنفسها قائله لا لن أقع تحت تأثير سحره أنا لست كفتياته لن أكون واحدة منهن ليتي لم أءت الى المزرعة ليتي لم أراه لن أدع مشاعرى تتحكم بي لن أحلم بما هو صعب المنال حتى لا يتحطم قلبي الصغير يجب أن أقتل مشاعرى تجاهه وهى فى مهدها قبل أن تكبر وتصبح وحشا مفترسا يلتهمنى ويقضى على الأخضر واليابس . ظلت تستغفر ربها وهى مغمضة العينين حتى استسلمت لسلطان النوم.

حاولت ريهام الاتصال ب ياسمين لكنها وجدت هاتفها مغلق فارتدت ملابسها وخرجت لتبحث عنها فى مكان عملها دخلت لتجد شابا طويل القامة نحيل يمسك كتابا وقلما أمامه ويدون شئ ما مسحت المكان بعينيها وهى واقفة على الباب فلم تجد ياسمين نظرت الى الشاب المنهمك فى مطالعة الكتاب الذى أمامه وقالت له

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 25 صفحات