رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن
مش احسن ماقعد فردانى زيك كده
قال يوسف بتهكم فردانى. سنجل. اهو احسن من الحريم وخلاص.
أخرج عبد الرحمن بعض الملفات من درج مكتبه وفتحها واحدا منها وهو يقول هتفضل طول عمرك معقد. اللى يشوفك كده يقول انك كنت بتحب وخدت بومبة
يوسف حب أية انا ماليش في الكلام ده. انا ماليش خلق على الستات أساسا
أومأ عبد الرحمن برأسه وهو يرفع عينيه عن الأوراق متابعا انت ملكش خلق على أى حاجة مؤنثة أصلا المهم انت كنت جاى ليه
عاد عبد الرحمن يقلب أوراقه مجددا وهو يقول أخرج انت يا عم. انت فاضى انا عندى شغل كتير النهاردة
ثم أردف وهو يحرك رأسه متعجبا وهو يقول والله انا مش عارف انت مصاحب وليد ازاى. ده انت من سكه وهو من سكه. هو بېموت في الستات وانت بتكرههم عمى
قال يوسف مداعبا أيه هو من سكه وأنا من سكه دى هو طالب أيدى ولا أيه
تنهد عبد الرحمن وهو يتناول قلمه قائلا سلام يا رايق
جاءت ساعة الراحة وانصرف العمال والموظفين للغذاء خرج الحاج حسين من مكتبه وهو يقول ل هند
ساعة وراجع يا هند
هند وهي تقف باحترام مع السلامة يا حاج
كاد يهم بالأنصراف ولكنه استدار فجأة وهو يقول وانت يا بنتى مش هتروحى تتغدى ولا أيه. لو وراكى شغل سيبيه لحد ما تتغدى وابقى كمليه بعدين
أبتسم الحاج حسين وقد شعر بحرجها وقال طيب يا بنتى. السلام عليكم
وعليكم السلام
أخرجت هاتفها وهاتفت عبد الرحمن وأخبرته أن يأتى للغذاء معها في الحال حضر عبد الرحمن في سرعة فوجدها جالسة أمام الطاولة الموضوعة أمام مكتبها و عليها علبة متوسطة الحجم وتنتظره نظر عبد الرحمن إليها بشهية قائلا
أشارت له بأن يجلس وهي تقول يالا بسرعة زمانه برد.
جلس أمامها مباشرة وأخذ يأكل في نهم شديد وهي تنظر إليه أنتبه عبد الرحمن إليها وأبتسم قائلا
وأنا أقول ليه كل مرة تعزمينى على الأكل بطنى توجعنى أتاريكى عينك فيه
قالت هند بتبرم يعنى ولا قلتلى كلى يا حبيبتى ولا حاجة خالص شفت المحشى نسيت الدنيا
نظرت إليه للحظات ثم قالت بدلال طب مش هتأكلنى بأيدك.
أطلق عبد الرحمن ضحكة عالية وهو يقول داعبا طب وانا آكل بأيه
نظرت له في حنق وهي تقول أنت مش رومانسى على فكرة
توقف عن الضحك ونظر إليها باهتمام قائلا ليه بس يا حبيبتى
تابعت هند حديثها وهي حائرة مش عارفة يا عبد الرحمن. أنا بحس أنك مش مهتم بيا خالص. يعنى مثلا أحنا لوحدنا دلوقتى المفروض تستغل الفرصة وتقولى كلام حلو لكن أنت نازل أكل كأنى مش موجودة.
قامت هند في عصبية قائلة وكمان مش معبرنى
تنهد عبد الرحمن وتوجه إليها وقال هامسا متزعليش يا حبيبتى والله ما قصدى حاجة. كل الحكاية بس أنى بحترم أنى موجود في مكتب أبويا مش أكتر من كده
أستدارت هند وهي تقول متبرمة يا سلام هو انا طلبت منك حاجة وحشة.
مط شفتيه بعدم رضا وهو يقول شارحا لاء. بس أنا لو قلتلك الكلام اللى أنت عايزاه وأحنا لوحدنا كده. الموضوع ممكن يتطور
نظرت له بطرف عينيها وقالت بدلال وأنت بقى خاېف على نفسك ولا ايه
تعجب عبد الرحمن بشدة من عبارتها الأخيرة ولم تكن تعنى بالنسبة له إلا معنا واحدا. أنها لا تمانع!
فرحة. يا فرحة.
انتبهت فرحة لنداء والدتها فأغلقت الحاسوب وذهبت إليها مسرعة وهي تهتف بطفولية نعم يا مامتى. بتنادى
عفاف بتعملى أيه لوحدك كل ده
فرحة أبدا يا حبيبتى كنت بتشغل على الكمبيوتر شوية
زفرت عفاف بقوة ثم قالت يادى الكمبيوتر. هو أنت يا بنتى مفيش في حياتك غير الرسم. يأما على الورق يا أما على الكمبيوتر.
أطلقت فرحة تنهيدة ناعمة وهي تقول طب أعمل ايه بس يا ماما. منا ماليش أصحاب كتير ومش بحب أخرج عمال على بطال وبعدين زهقت من الجنينة لسه كنت تحت الصبح وكمان أنا بلاقى نفسى في الرسم أوى
تابعت عفاف طهيها وهي تقلب الصحن المعدنى بعزيمة و تقول طب مينفعش تلاقى نفسك في المطبخ شوية بدل ما انت سايبانى محتاسة كده.
أقبلت فرحة وهي تقبل والدتها على خديها وقالت يا حبيبتى انت تؤمرينى عاوزانى اعمل ايه تحبى اسخن السلطة
نظرت لها أمها بتعجب وقالت نعم. تسخنى السلطة! الله يكون في عونه
قالت فرحة متسائلة هو مين يا مامتى
ضحكت عفاف مجيبة اللى امه داعيه عليه.
أشاحت فرحة بوجهها بضيق فأردفت عفاف قائلة طب متلويش بوزك كده. تعالى ساعدينى أبوكى واخواتك زمانهم جايين من الشركة.
لوحت