رواية رائعة بقلم الكاتبة دعاء عبد الرحمن
أصلا
طب انا آسف طيب لو كنت ضايقتك
لم ترد عليه ودخلت فراشها وضمت ساقيها بيديها وأرخت رأسها عليهما وهى تقول بهمس
فوقى يا مريم فوقى متنسيش هو عمل فيكى أيه
ما هذا الشعور الغريب الذى يدور بين الكره والحنين !
جلست علا أمام وليد فى مكتبه وهى تقول
ياحبيبى ما انا أثبتلك انى بثق فيك عاوز ايه تانى
قال باستنكار
بأمارة أيه.. بأمارة ما جبتى معاكى أختك وامك
طب وانا اعمل ايه.. هند هى اللى شبطت فينا وبعدين راحت قالت لماما
قال بلامبالاة
خلاص تعالى معايا النهاردة
قالت على الفور
ليه مش انا شفتها خلاص .. وبعدين يا حبيبى ذوقك عاجبنى.. أعمل فيها اللى انت عاوزه وانا موافقة
ألتفت إليها بحنق قائلا
شفتى بقى .. شفتى خاېفة مني ازاى
نهضت علا باضطراب وقد شعرت بأنه وضعها بين المطرقة والسندان وقالت
شعر وليد بالضيق فهو أصلا لايحبها وإنما خطبها لهدف معين فى رأسه وهى لا تعطيه فرصة لتحقيق هذا الهدف فنظر لها وقال بجمود
خلاص براحتك وكويس انى عرفت اننا مش متفقين من دلوقتى بدل ما كنا نتجوز وبعدين نطلق
وليد انت عارف معنى كلامك ده ايه
نظر لها وهو محتفظ بنظرته الباردة وقال
أسمى وليد بيه.. واعتبرى الخطوبة اتفسخت
تجمدت مكانها فهى لم تهزم طيلة حياتها فلقد كانت الأذكى دائما الشعور بالهزيمة مؤلم فلم تجد مفر من أن تقول
يعنى انت مبتحبنيش يا وليد
شعر باللين فى صوتها بعض الشىء فقال
صمتت لبرهة ثم قالت ببطء
خلاص يا حبيبى انا موافقة
ألتفت إليها يتفحصها قائلا
موافقة على ايه
نظرت له بحب وابتسمت قائلة
موافقة آجى معاك..علشان تعرف بس انى واثقة فيك واننا مش مختلفين ولا حاجة
أرتسمت ابتسامة نصر على شفتيه وأخذ مفاتيح سيارته وأمسك يدها قائلا
أخذت حقيبتها وسارت معه أستقلت سيارته وظلت طوال الطريق صامتة تحاول أن تجمع شتات نفسها لتجد مخرجا مناسبا للموقف فهى لا تريد فسخ الخطبة وتريد أن تتم هذه الزيجة بأى ثمن ولكنها تعلم أنه سيتركها فى كل الأحوال لذلك لابد من أن تبحث عن مخرج مربح حتى لا تخرج منهزمة وخاسرة من جميع النواحى وضع سيارته بهدوء فى الجراج وأخذها وصعد بها شقته بحذر فهو يعلم أن البيت لا يتواجد فيه فى هذا الوقت سوى أمه وزوجة عمه فقط.
فى أيه بتشدنى كده ليه..
نجحت فى أن تشتت انتباهه فلا يلتفت إلى حقيبتها التى مازالت على الأرض فى الخارج كانت أمه قد سمعت صوت الأرتطام فشعرت بالقلق فهذا ليس وقت عودة أى منهم من العمل فتحت الباب بحذر فوقعت عيناها على حقيبة علا المبعثرة أمام شقة وليد وقفت تنظر إليها بتعجب
وفى هذه الأثناء كانت علا تحاول أن تتكلم بصوت مرتفع وهى تقول
فى أيه مالك بتعمل كده ليه كأننا بنسرق
حاول كتم فمها وقال بخفوت
وطى صوتك أمى بتسمع دبة النملة
دفعته بعيدا وهى تقول
المفروض انى خطيبتك وانى جاية اشوف شقتنا .. فيها أيه دى بتوطى صوتى ليه
كتم فمها مرة أخرى وجذبها لحجرة بعيدة عن الباب وحاول أن ينهى ما أراده سريعا وقال
أنت عارفة الناس الكبيرة دقة قديمة ومبيفهموش فى الحاجات دى.
ثم اقترب منها بابتسامة قائلا
بس انت فعلا أثبتيلى انك بتحبينى زى ما بحبك
حاولت أن تتحدث وهى تبتعد ولكنه جذبها إليه مرة أخرى وضمھا وهو يحاول تقبيلها
خرجت وفاء من غرفتها لتجد باب شقتهم مفتوحا وأمها تقف فى الخارج وتقلب محتويات الحقيبة بين يديها فقالت
أيه الحاجات دى يا ماما
نظرت لها فاطمة بدهشة قائلة
مش عارفة يا وفاء.. سمعت صوت حاجة بتخبط على السيراميك خرجت لقيت الشنطة دى واقعة ومفتوحة كده
أمسكت وفاء محتويات الحقيبة وفتحت الحافظة الشخصية وبسهولة علمت لمن تنتمى هذه الحقيبة ولكنها تعجبت من وجودها هنا فى هذا الوقت فقالت
دى شنطة علا خطيبة وليد
عرفتى منين
بطاقتها اهي
جاءت اللحظة التى خططت علا من أجلها وغامرت بهذه الخطوة سمحت لوليد أن يعبث بملابسها ولقد كانت ټقاومه بضعف وساعدته فى قطع ازار سترتها لتظهر بشكل المعتدى عليها وعندما وصلت لهذه النقطة قاومت بشراسة ودفعته عنها پعنف وخرجت من الغرفة مسرعة إلى الباب الخارجى وهى تصرخ صرخات متتالية شديدة فزعت لها فاطمة ووفاء وهما بالخارج فأخذت وفاء تدق الباب بقوة بينما فتحت علا الباب وخرجت مهرولة لتجد فاطمة ووفاء أمامها فاصطدمت بهما وحان وقت الأداء التمثيلى المقنع أرتمت فى أحضان فاطمة وهى تبكى فى اڼهيار وتقول لها
شايفة يا طنط ابنك بهدلنى ازاى.. شايفة اخوكى يا وفاء
حاولت وفاء أن تهدئها وأخذتها للداخل فى غرفتها وأعطتها سترة أخرى عوضا عن الذى تمزقت ولقد كانت علا مقنعة جدا فى أداء دورها ببراعة وهى تتلاحق أنفاسها فى حضڼ وفاء وتقص عليهم ما حدث وهنا قال وليد بعصبية
انت هتستعبطى يابت .. انت جاية معايا بمزاجك وعارفة انا عاوز منك ايه
أخذته أمه للخارج ودفعته قائلة
كده يا وليد عاوز تشمت فيا الأعادى .. لو كانت مرات عمك شافتك كان زمانها ڤضحتنا
قال مدافعا
ياماما انت بيخيل عليكى الأفلام دى ..دى جاية معايا بمزاجها
دفعته أمه مرة أخرى وهى تقول
كتك القرف .. أهى دى آخرة المستوى الزفت اللى رايح تخطب منه
قال بضجر
خلاص بقى مالوش لازمة انا خلاص فسخت الخطوبة
عندما استمعت علا لهذه العبارة نهضت وخرجت لهم فى انفعال ولحقت بها وفاء التى سمعتها تصرخ فيه
يعنى أيه تفسخ الخطوبة
ثم نظرت إلى فاطمة وقالت
يرضيكى يا طنط ابنك يبهدلنى كده وفى الآخر يسيبنى
قالت وفاء على الفور
لاء طبعا
نظرت لها أمها شذرا وقالت بصرامة
بس يابت انت متدخليش
ثم أشارت لعلا وقالت
أنت اللى جيتى معاه برجليكى يبقى انت اللى غلطانة يا روحى.. أنا ابنى راجل
أنهارت مخططات علا بالكامل وهوت إلى أقرب مقعد وتقول بذهول
ده انت عندك بنات ازاى تقولى كده
فاطمة
أنا بنتى محترمة مبتروحش شقق .. يالا يا حبيبتى بطلى تمثيل وخدى بعضك عن قصيروا وروحى بيتكوا
صاحت وفاء پغضب
بس ده ميرضيش ربنا انت كده بتساعديه على الغلط
صڤعتها أمها وصاحت بها
أمشى ادخلى اوضتك
والتفتت إلى علا وقالت ببرود
انت طالعالنا بهدومك يا حبيبتى يعنى الواد معملكيش حاجة وزى ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف .. وهنسيبلك الشبكة صدقة
وفتحت الباب وأشارت وهى تقول
أطلعى بره وما اشوفش وشك هنا تانى
سارت علا فى الطرقات متخبطة