السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 12 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

أنهارت أحلامها وآمالها أنهار ما خططت له وحاولت أن تستفيد من وراءه كانت دائما تبحث عن المصلحة وفقط
كانت تتوقع أن تنتصر لها فاطمة وتجبره على الزواج بها ولكنها وجدتها امرأة بلا قلب وجدت نفسها تعود أدراجها إلى الشركة وهى تريد الأنتقام من وليد وأمه ولأول مرة تتصرف وبدون تفكير عكس عادتها دائما.
دخلت مكتب الحاج حسين بدون استأذان كأنها مغيبة وبدأت فى سرد كل ما رأته وسمعته يوم زفاف مريم ويوسف وكل ما دار بين سلمى ووليد فى الجراج.
مسحت هند على ظهر علا وهى تقول 
عيطى يا علا متكتميش فى نفسك كده انا خاېفة عليكى
نظرت لها علا بحدة قائلة
أول مرة أخرج من معركة خسرانة يا هند
قالت هند بذبول
اأومال انت كنت فاكرة أيه .. أم وليد ميفرقش معاها حاجة.. وحتى لو كان ابنها عمل فيك حاجة مكنتش هتضغط عليه علشان يتجوزك
أكملت علا بشرود وكأنها لا تسمعها
مكنش قدامى حل تانى ومكنش ينفع ارميله الدبلة واقوله لاء.. ومكنش ينفع اضيع نفسى معاه .. كل حاجة كانت ماشية صح لو كانت امه زى منا كنت فاكرة.. لكن دى طلعت ست واطية أوى
أبتسمت هند بسخرية قائلة
أومال يعنى كنت فاكرة وليد جايبه من بره
ثم تابعت 
بس كويس ان الحاج حسين سمعك وصدقك وكمان مهنش عليه انك يتقطع عيشك وشغلك معايا
قالت علا بنظرة تحدى 
متقلقيش عليا.. بكره هتلاقينى رجعت اقوى من الأول .
أنا معرفتش اربى الواد ده يا حسين هاين عليا أروح أموته واخلص منه
أنا مش بحكيلك علشان تعمل فى نفسك كده يا ابراهيم
وضع ابراهيم رأسه بين يديه واستند إليهما وهو يقول بحزن
دى غلطتى من الأول .. أنا مخترتش أم تعرف تربي ولادى
ثم نظر إلى حسين متابعا
لا وأيه فاطمة واقفة تبجح فى وشى وتقولى محصلش .. البت دى كدابة .. لولا وفاء حكتلى على كل حاجة
ربت حسين على كتفه وهو يقف بجواره قائلا
خلاص يا ابراهيم استهدى بالله .. المهم دلوقتى تسحب منه مفاتيحه حتى مفتاح شقتكوا ميبقاش معاه.. وتخليه تحت عينك لحد ما يعرف غلطه ويتربى بما أن الكلام والنصايح مش نافعة معاه
هتف إبراهيم فى دهشة
أنا اللى هيجننى ليه بيشوه سمعت بنت عمه .. وليه كان عاوز يوسف يقتنع أنها بنت مش كويسة وليه أدى ليوسف مخډرات وازاى يوسف ياخدها منه
شرد حسين فى وجوم وقال 
متنساش ان امه مفهماه انهم مش ولاد علي الله يرحمه.. وانهم ولاد حرام علشان كده مش حاسس انهم ولاد عمه اللى المفروض ېخاف عليهم
نهض إبراهيم وقال پغضب
الست دى مش هتقعد فى البيت ده تانى.. أنا هطلقها يا حسين وارجعها بيت أهلها
قال حسين فى أسى
أستهدى بالله بس.. ومتنساش وفاء.. هى ذنبها أيه تشوف امها مطلقة فى السن ده.. كفاية اللى البنت فيه من ساعتها..
وتابع وقلبه يعتصر من الألم
وبعدين يعنى ماهو يوسف مصدقش حاجة من اللى اتقالت واهو أتجوز مريم برضة وبيحبها .. متحملش همهم فكر بس ازاى تحاول ترجع مراتك وابنك لصوابهم بهدوء كده ومن غير انفعال.
شعر يوسف بالقلق عندما أعلن هاتفه عن اتصالا من أبيه أخذ الهاتف فى سرعة وأجاب والده
السلام عليكم
وعليكم السلام..مراتك فين
عقد يوسف حاجبيه قلقا وهو يقول
نايمة
طب اسمعنى كويس .. فى حاجة حصلت وعاوز احكيهالك بس متقاطعنيش
زاد قلقه وهو يقول
أتفضل يا بابا خير ايه اللى حصل
قص عليه والده ما حدث بالتفاصيل فاتسعت عيناه فى دهشة وذهول وهو يردد
أنا مش قادر استوعب
ولا انا .. فى بعض التفاصيل مش قادر الم بيها برضة.. وعلشان كده كلمتك .. أكيد انت عندك حاجة اللى اسمها علا دى متعرفهاش
قال يوسف بشرود
أيوا يا بابا حكاية ان سلمى خدتها معاها بعد الفرح دى مريم حكتلى تفاصيلها وانا استنتجت منها أن الحكاية كانت مترتبة علشان اظن فى مريم انها بتروح شقق مفروشة
أردف والده بجدية
طب وحكاية انه طلع عند مريم وكان عارف انك ماشى وراه
قال يوسف وكأنه يتذكر
اليوم ده الصبح وقف وليد يكلمها فى الجنينة وبعدين عمل حركة كده وهو ماشى كأنه بيقولها مستنى تليفونك .. واحنا فى المكتب جالى وبعدين جاله اتصال وحسيت من طريقة كلامه أن مريم هى اللى كانت بتكلمه .. خرجت بعديه بنص ساعة ورجعت البيت وشفته نازل من عندها بيصفر وخد عربيته ورجع الشركة تانى
قال والده بحدة
وعرفت منين انه نازل من عندها
أجاب يوسف بتردد
شفت الأسانسير نازل من الدور بتاعها
هتف والده بحدة وانفعال
علشان انت غبى.. وهو أى حد يعمل الحركة دى خلاص نقول نازل من عندها ...عمرك ماعدت عليك كلام ربنا يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين .. أهو كان مرتب كل حاجة وكان عارف انك غبى وهتصدق وهتروح وراه والبنت المسكينة اتظلمت
صمت يوسف وهو يعلم أن والده محق بكل كلمة قالها وشعر بحرارة الڠضب تغلى وترتفع بداخله ضغط أسنانه وهو يقول
أحنا هنرجع بكرا ان شاء الله وساعتها مش هرحمه .. لاهو ولا الحقېرة اللى اشتركت معاه فى كده
قال والده بسخرية لاذعة
ده على أساس انك معذور يعنى وانك انت كمان مشتركتش معاهم.. مع أن انت يا أخى كنت اللى هما اعتمدوا عليه علشان ينفذ حكم الأعدام فيها
أغمض يوسف عينيه فى ألم وحزن فاستدرك والده قائلا
بس فأيدك تصلح علاقتك بمراتك وتخليها تسامحك.. خصوصا لما تعرف اللى حصل
قال يوسف بأسى 
مفتكرش يا بابا انها ممكن تسامحنى ومعاها حق .. دى لسه پتخاف مني لحد دلوقتى ونايمة فى الأوضة اللى جوى وقافلة على نفسها بالمفتاح.. أنا والله مش زعلان منها.. أنا بس مش عاوزها تبقى خاېفة مني كده
قال حسين بهدوء ووقار
طب انا هكلمها دلوقتى واحكيلها اللى حصل بالكلام اللى انت قلته دلوقتى
كاد والده ان ينهى الأتصال لولا انه سمع يوسف يقول
بابا... قولها اننا بعد ما ننزل مصر هاخدلها حقها من كل اللى ظلمها .. كل واحد فينا لازم ياخد جزاءه بما فيهم أنا
وضعت مريم هاتفها جانبا وهى غير مصدقة لما سمعت من عمها تمتمت فى خفوت
ليه يا سلمى.. أنا أذيتك فأيه علشان تشوهى صورتى وتتفقى مع وليد عليا .. ده انت كنت صاحبتى الوحيدة وكنت بثق فيكى وماشية وراكى وانا مغمضة.. ليه تعملى فيا كده
فتحت الباب وخرجت فى اندفاع كان يوسف يجلس على الأريكة الخارجية وقفت أمامه فى ذهول وصړخت به
ليه عملتوا فيا كده ..أنا عملت فيكوا ايه .. صاحبتى وابن عمى يشوهوا سمعتى وانت تصدقهم ويخططوا علشان يخلوك تستفرد بيا وانت مټخدر.. وتعملهم اللى هما عاوزينه وتدبحنى .. ليه عملتوا فيا كده ليه
قال بصوت بعيد كأنه يخرج من أعماقه وهو ينهض فى مواجهتها 
أنا هاخدلك حقك مننا كلنا.. أوعدك
صړخت به پبكاء وهستيرية
علشان كده كنت بتقولى انت
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 25 صفحات