رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب الفصل الاول الى التاسع
إنتي قررتي تدخلي كلية إيه بما إنك لسا واخدة الثانوية من الإمارات و مجموعك ما شاء الله حلو أوي نفسك في إيه
مش في دماغي حاجة معينة بصراحة . بس مالك لسا قايلي إن مكتب التنسيق بقي مغلق دلوقتي يعني هضطر إدخل جامعة خاصة و الكليات في الجامعات الخاصة بتبقي محدودة شوية . ربنا يسهل و ألاقي حاجة كويسة
حلا طيب إيه رأيك تيجي معايا بكره الصبح الأكاديمي إللي أنا فيها . أنا كان نفسي أوي أدخل هندسة بس مجموعي ماجبهاش فروحت قدمت فيها خاص
و ده ممكن بجد يعني ممكن أقدم و نبقي زمايل و نروح و نيجي سوا
حلا بلطف
طبعا يا حبيبتي بس لازم تكوني مرتاحة للكلية إللي هتدرسي فيها . إنتي شايفة نفسك هتسلكي في هندسة
سلاف ماتقلقيش عليا هسلك . أنا أصلا طول عمري شاطرة في الرياضة
حلا خلاص ياستي إتفقنا . بكره الصبح بقي ألاقيكي جاهزة الساعة 8 بالظبط عشان نلحق ننجز لو ربنا وفقنا هنقدم ورقك و كل حاجة هتخلص في يومين بالكتير
يصل أدهم في هذا الوقت .. يدخل ليري ذلك المشهد الذي أغضبه بطريقة ما لقد أزعجه وضعها و هي تجلس هكذا بين إثنان من الشباب حتي لو كانا أقربائه
لا يجوز لها أن تتصرف هكذا ليس في بيته علي الأقل ... و لكن ماذا بوسعه أن يفعل ليس له سلطان عليها ..
الجميع و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حليمة تعالي يا أدهم أقعد معانا
أدهم بإقتضاب
معلش يا تيتة جاي تعبان شوية . هدخل أنام عشان ورايا شغل الصبح بدري
أمينة مش هتتعشي يا حبيبي
أدهم أكلت برا يا ماما . عن إذنكوا .. و توجه إلي غرفته
لكن سلاف إستغربت تلك النظرة الخاطفة التي رماها بها قبل أن يدخل لم تستطع تصنيفها ... كانت غريبة غامضة .. و لكن الشئ الذي كان واضحا فيها بنسبة بسيطة إستطاعت أن تجد له مسمي
حتي أنه لا يطيق النظر إليها متحججا بإلتزامه !!!
إنتهت المآدبة أخيرا عند دقات الحادية عشر مساء
إنصرف الجميع إلي منازلهم و إستأذنت سلاف من جدتها و عمتها لتذهب إلي مخدعها حتي تستيقظ باكرا في الموعد الذي حددته حلا ...
في وقت لاحق من الليل ... أطلق هاتف أدهم تنبيها بإقتراب موعد صلاة الفجر
إنفتح باب الحمام لحظة إمساكه بالمقبض ..
شهقت سلاف من المفاجأة بينما أولاها أدهم ظهره علي الفور و هو يتمتم بإرتباك شديد
آ أنا آسف . صحيت أتوضا عشان الفجر
ماكنتش أعرف إنك جوا !
و لا يهمك . ماحصلش حاجة
إتفضل .. و تنحت جانبا مفسحة له مكان للمرور
إستدار أدهم ببطء و حذر و قد حرص علي ألا تقع عيناه عليها و لكن أنفه إلتقطت رائحتها الطيبة الدافئة
ليقول بصوت خاڤت مبحوح
أستغفر الله العظيم
بتقول إيه ! .. تساءلت سلاف بإستغراب
أدهم و هو يسرع إلي داخل الحمام كاتما أنفاسه
و لا حاجة ... و أغلق الباب ورائه ثم تنفس الصعداء
أما سلاف .. فمازالت واقفة بالخارج تحدق في الباب المغلق مشدوهة
و ما هي إلا دقيقة حتي إكتشفت سبب عودة الإحمرار في وجهها و تقلص معدتها و إمتلأ عيناها بالدموع ..
و عرفت سبب رغبتها المفاجئة في الهروب من هذا البيت
إنه الشعور الغرائزي القوي الذي يقول لها أنها غير مرغوب بها هنا منذ يومها الأول .. ببدو إنه يصر علي إيصال تلك الرسالة لها بكل هذه التصرفات
ركضت سلاف إلي غرفتها و هي تضع كفها علي فمها لتكتم صوت بكائها إنكبت فوق الفراش و دفنت وجهها بين الأغطية .. عند ذلك فقط إنفجرت باكية .... !!!!!الفصل الخامس
غليظ !
إستيقظت سلاف من النوم و هي تنظر حولها بإستغراب ... و لكنها سرعان ما تذكرت أنها جاءت إلي مصر و أصبحت تعيش بمنزل عائلة والدها مع جدتها و عمتها
سحبت هاتفهها بسرعة و نظرت إلي الساعة زفرت بإرتياح .. ما زال الوقت باكرا لم يتجاوز الثامنة بعد
قامت سلاف من سريرها كانت ترتدي بيچامة قصيرة جدا عليها رسومات فئران ديزني .. و لكن رغم ذلك زادتها إثارة لا طفولية
أخذت منشفتها و خرجت من غرفتها إلي الحمام ... غسلت وجهها .. فرشت أسنانها بقوة ثم عادت إلي غرفتها ثانية في هدوء