رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
لكنه بدا بخير !!
السيمون فيميه يا ست سلاف ! .. قالتها أمينة و هي تضع الطبق الخاص الشهي أمام إبنة أخيها و أردفت بحنان
كلي بقي يا قلبي بالهنا و الشفا
سلاف بإبتسامة
تسلم إيدك يا عمتو
شكرا
و هنا قام أدهم من مكانه قائلا
طيب . عن إذنكوا بقي هنزل أنا دلوقتي
نظرت له حليمة و قالت بلطف
بدري كده يا حبيبي
طيب كمل فطارك
أدهم و هو يتحاشي النظر إلي سلاف الآن
معلش يا تيتة عندي أول محاضرة و مش عايز أتأخر
يلا السلام عليكم
الجميع و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و غادر أدهم مسرعا
ليزيد إستغراب سلاف و لكنها سرعان ما تخطت الأمر و باشرت تناول طعامها ..
جلست سلاف علي الآريكة تجاورها كلا من عائشة و أمينة من الجهتين أما حليمة فجلست أمامها علي مقعدها المتحرك ..
خير يا نناه ! .. قالتها سلاف بتساؤل ممزوج بشئ من القلق
إبتسمت حليمة إبتسامة غضنت حواف عيناها و قالت
سلاف يا حبيبتي
إنتي دلوقتي ما شاء الله عليكي كبرتي و بقيتي عروسة
و حلوه كمان و كل إللي بيشوفك بيتهبل عليكي
هو أه الجمال نعمة و هبة من ربنا . بس أحيانا بيجيب مشاكل كتير لصاحبه و أنا فكرت و قررت إني لازم أحميكي من أي حد ممكن يفكر يطمع فيكي
نناه !
أنا مش فاهمة حاجة
حضرتك تقصدي إيه !
حليمة بنظرة عطف
أقصد يا حبيبتي إني عايزة أطمن عليكي
إنتي أمانة أبوكي علقھا في رقبتي
لازم أوصلك لبر الأمان قبل ما أموت .. و إمتلأت عيناها بالدموع
سلاف بحزن
بعد الشړ عنك يا نناه
بليز ماتقوليش كده تاني أنا ماليش غيرك دلوقتي
حليمة بإبتسامة ممزوجة بدموعها
لأ يا حبيبتي إزاي ليكي طبعا
ليكي عيلة كاملة و إن شاء الله هيبقالك راجل يفضل وراكي و في ضهرك طول العمر
سلاف بإستغراب
راجل !
راجل مين !
حليمة بسرور شديد
ما هو ده الموضوع إللي أنا عايزاكي فيه يا حبيبتي
سلاف أدهم
مش فاهمة يعني إيه !!
حليمة بصراحة مطلقة
أدهم عايز يتجوزك يا سلاف
إيه رأيك في الموضوع ده
سلاف پصدمة
أدهم . عايز
ي يتجوزني أنا ! .. و أشارت بإصبعها إلي نفسها
إنطلق صوت أمينة في هذه اللحظة
ده هيبقي يوم الهنا و الله يا حبيبتي
هنبقي عيلة بجد و حياتك هتستقر معانا خالص .. كان صوتها يفيض أمل و حماسة
نظرت لها سلاف و قالت بإرتباك
بس يا عمتو ماينفعش !
تجهمت أمينة
ماينفعش ليه ماينفعش
أدهم مش عاجبك شايفاه فيه حاجة غلط
أخلاقه وحشة من وجهة نظرك
أمينة بإستغراب
مش فاهمة يابنتي !
سلاف بنبرتها الهادئة
أنا مانفعلوش
هو مؤمن بقواعد معينة مش ممكن يتنازل عنها
و في الوقت أنا متعودة علي حاجات مش من السهل إني أتخلي عنها فجأة عشان أي حد
عائشة و هو لما يقولك مثلا إلبسي حجاب يا سلاف يبقي ده في حاجة ضد مصلحتك إنتي شايفة إن إلتزامه ده يعيبه !
سلاف لأ طبعا مايعبوش أبدا . بس أنا بردو مش هقبل إنه يتحكم فيا
بصرف النظر عن إني قررت أتحجب أصلا بس ده مش معناه إني هسمحله يتحكم فيا
صړخت أمينة بفرحة
بجد يا سلاف هتتحجبي
دي خطوة كويسة جدا جدا يا حبيبتي و أدهم هيفرح أووي
مبارك عليكي يا قلبي
حليمة بصوت جازم
يا أمينة سلاف قررت تتحجب عشان نفسها مش عشان أدهم و حتي لو إرتبطوا و كانت هي لسا ماقررتش تتحجب ماكنش هيبقي من حقه يجبرها إنما من حقه ينصحها و يقنعها .. ثم نظرت إلي سلاف و أكملت بلطف
و الحجاب يا سلاف فريضة زي الصلاة بالظبط
ربنا أمرك بيه . ينفع تعصي أمر ربنا
سلاف لأ طبعا يا نناه . عشان كده قررت أتحجب لما درست الموضوع طول الأيام إللي فاتت
فعلا إقتنعت
أمينة بإبتسامة
ده كده أدهم هيفرح أكتر
و مش هيصدق نفسه كمان لما يعرف كل ده
نظرت لها سلاف و قالت بضيق
أرجوكي يا عمتو أمينة
أدهم ماينفعنيش . إزاي هتجوزه بس و أنا ماعرفوش
ده أنا عمري ما إتكلمت معاه علي إنفراد ماعرفش أي حاجة عنه !
أمينة ببساطة
بس كده أخليه يقعد معاكي و إتكلمي معاه براحتك
سلاف بجدية
يا عمتو أفهميني دي قصة مستحيلة أنا و هو مختلفين عن بعض
زي الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب
و هو أصلا مش Gentle Man خالص
عقدت أمينة حاجبيها بإستغراب و سألت إبنتها
يعني إيه يا عائشة إللي قالته بنت خالك ده !
عائشة بإسلوبها العفوي
بتقولك مش Gentle Man يا ماما يعني مش راجل
شهقت أمينة حانقة و صاحت
مين ده إللي مش رآااجل
ده سيد الرجالة يا حبيبتي . إيه يا سلاف ده أنا