السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب

انت في الصفحة 6 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

إيدك . أكيد تحفة طبعا
أنا شميت ريحته أول ما خرجت من الأوضة
سلاف طيب تعالي .. و عدلت له المقعد الوحيد بالمطبخ
جلس أدهم و بدأ يلتهم البيض الساخن بشهية كبيرة راقبته سلاف و هي تجلس علي طرف الطاولة ..
كل يوم يمر تشعر سلاف تجاهه بشعور جديد و اليوم هي تشعر بأنه قطعة منها علي الأرجح طفلها ... واجبها أن تهتم و تعتتني به و حقيقة هي تحب القيام بذلك و تسعد به ..
مممم . أنا في حياتي مأكلتش فطار أحلي من ده ! .. قالها أدهم و هو يمضغ لقمة كبيرة
سلاف بإبتسامة حب 
بالهنا و الشفا يا حبيبي .. و مدت يدها و مسحت علي شعره بحنان
أدهم مداعبا 
مش أي حد بيعرف يقف في المطبخ بردو
و البيت منغير ست يبوز و الله يعني أنا لولاكي كنت نزلت منغير فطار
سلاف و هي تضحك 
أنا مستحيل أسيبك تنزل منغير فطار ماتهونش عليا أبدا
أمسك بيدها و قال 
ربنا يخليكي ليا
طيب هتيجي معايا المستشفي هاروح أبص عليهم قبل ما أطلع علي الجامعة
سلاف بتفكير 
مش عارفة . أصلي كلمت عمتو و قالتلي ماتجيش عشان الدكتور كده كده هيخرج إيمان و بنتها علي الضهر كده !
أدهم و هو ينفض يديه 
خلاص خليكي
بس تقفلي باب الشقة عليكي بالمفتاح البيت كله فاضي
و إوعي تفتحي لأي حد إلا لما تتأكدي إنه واحد من أهل البيت و أنا هبقي أكلمك كل شوية أطمن عليكي
سلاف بإستغراب 
ليه الإحتياطات دي كلها 
قلقان من إيه ما في بواب و حارس تحت !
نظر لها أدهم و قال بصوت حاد 
إنتي ناسية إللي حصلك قبل كده 
و فين في الأسانسير و كان بينا و بينك خطوتين محدش قدر يسمعك و كان في بواب بردو
سلاف و قد إجتاحتها القشعريرة 
بس بليز ماتفكرنيش
بليز يا أدهم .. و شعرت بإشمئزاز عندما حلت الذكري المقيتة مرة أخرى علي عقلها
أدهم بلطف 
طيب خلاص . أنا آسف ياستي .. المهم إسمعي الكلام أنا عارف مصلحتك و الإحتياط مش هيضر يعني . ماشي 
سلاف بخفوت 
ماشي !
شرب أدهم كأس الماء علي ثلاث مراحل ثم قام و قال و هو يطبع قبل حانية علي جبهتها 
يلا أنا همشي بقي
خلي بالك من نفسك و زي ما وصيتك
إوعي تفتحي الباب لحد غريب و إقفلي بالمفتاح
سلاف حاضر
أدهم عابسا 
حاضر !
مافيش كلمة حلوة كده قبل ما أخرج 
بحبك حتي !!
سلاف و هي تقسر نفسها علي الإبتسام 
بحبك يا أدهم
أدهم أيوه بقي هو ده الكلام
أهو الواحد كده ينزل لشغله و نفسه مفتوحة .. ثم ضحك مكملا 
لا إله إلا الله يا سوفي
سلاف بصوتها الرقيق 
محمد رسول الله يا دومي !
مضي إسبوعا أخر ...
و تم تجهيز حفلة صغيرة بشقة إيمان عمران تكفلت أمينة بمصروفاتها كهدية لإبنتها و المولودة الجديدة التي إنضمت للعائلة حديثا
تناثرت البالونات الوردية في كل مكان بالشقة و صدحت الهتافات الفرحة و إكتظت الصالة بالحضور
و الأطفال قد شكلوا حلقة حول الطفلة النائمة في مهدها الدائري علي المنضدة
كانت في رداء أبيض كالملاك ساكنة لا تعي شيئا مما يدور حولها
بينما تجلس حليمة بجوارها و تدق الهون و هي تردد عبارات البسملة و راجية ترش الملح و الأرز من خلفها و الأطفال و الكبار يحملون شموعا بيضاء مشټعلة و يطوفون حول الطفلة مرددين أناشيد السبوع المعروفة ..
طقس تقليدي معتاد لكنه مبهج و مليئ بالدفء الأسري
تولت أمينة توزيع الحلوى علي الجميع بينما ذهبت سلاف عند أدهم الواقف بركن بعيد و قالت مزقزقة 
أدهم إنت واقف لوحدك كده ليه 
خد شمعة و تعالي لف معانا حوالين البيبي
أدهم و هو يضحك 
لأ يا حبيبتي روحي لفي إنتي و سيبيني أنا واقف براقبكوا . مش كفاية ذنوب النظر لأمور الكفر إللي بتعملوها دي !
ضحكت سلاف بقوة فزجرها پغضب قائلا 
وطي صوتك في ناس حوالينا
أومأت سلاف و هي تضع يدها علي فمها ثم قالت عندما هدأت 
طيب مش هاتروح تبارك لإيمان و تديها الهدية إللي إختارناها سوا !
إبتسم أدهم و أحاط كتفيها بذراعه قائلا 
تعالي نروح نباركلها سوا
سلاف بحماسة 
يلا .. و توجها معا صوب إيمان التي كانت تحمل إبنتها الآن
إيموو ! .. قالها أدهم بصوت مرح
إلتفتت له إيمان و قالت بإبتسامة 
أدهم . عقبالك يا حبيبي إن شاالله أفرح بيك قريب إنت و سلاف و تجيبولنا عريس حلو لقمورتي الصغننة دي
أدهم محبورا 
يارب إن شاء الله
بس قوليلي صحيح إنتي سمتيها إيه عشان بنسي !
إيمان ضاحكة 
إسمها لمى يا حبيبي
أدهم مازحا 
لا حول و لا قوة إلا بالله علي الأسماء العجيبة دي
من قلة الأسماء يعني يا إيمان كده هناخد وقت علي ما نتعود ننطقه . ما علينا .. ثم أخرج من جيب سترته علبتين مغلفتين بالمخمل الأزرق و تابع 
دي حاجة بسيطة عشانك و عشان

انت في الصفحة 6 من 24 صفحات