رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب الفصل الثالث والثلاثون إلى الواحد والاربعون
السابقة و إستطاعت سلاف أن ترتدي فستانا عاري الصدر و الكتفين بعد أن جاءت لها خبيرة التجميل و حضرتها للزفاف علي أكمل وجه
كانت رائعة الجمال في زي العروس لم يراها أحد إلا و ردد عبارات البسملة .. تفاصيلها تنطق بالحسن الليلة
شعرها البني المصفر و عيناها الزرقاوتان و قسماتها الأنثوية الرقيقة ... كان جمالها يحرج يؤذ المشاعر
مما جعل أمينة تأتي بالمبخرة و تطوف حولها و هي تقرأ عليها بعض الآيات القرآنية ..
بينما مالت حليمة صوبها
كانت تجلس بجوارها مباشرة ... تمتمت قرب أذنها بشئ من السرية
بت يا سلاف !
نظرت سلاف لها و قالت بصوتها الرقيق
حليمة بجدية
إسمعيني كويس و إفهمي إللي هقولك عليه
أنا مش عايزاكي تبقي سهلة خآالص الليلة دي
سلاف بإستغراب
يعني إيه يا نناه مش فاهمة !!
حليمة لما تطلعي شقتك مع جوزك
إوعي تسلميله بسرعة
إتقلي عليه شويتين تلاتة كده
أحمرت سلاف خجلا و قالت
إيه يا نناه إللي بتقوليه ده !!
حليمة بصرامة
مش وقت صدمة يا حبيبتي
بقولك ركزي معايا لازم تسمعي كلامي و تعملي كده
أنا عارفة مصلحتك
سلاف طيب ليه يعني
ليه عايزاني أتقل عليه !
حليمة عشان تبقي مؤدبة يا حبيبتي
نظرت لها سلاف بعدم تصديق ثم إنفجرت ضاحكة و قالت
أوعدك هعمل بالنصيحة
كانت راجية و إبنتها تجلسان جنبا إلي جنب ... نظرات الحقد و الحسد تملأ عيناها و هي تتأمل سلاف
لتميل مايا و تهمس لها بغيظ شديد
شايفة يا ماما
كل ده عشانها هي
ماحرمهاش من حاجة .. فستان فرح عريان و full Make_Up
حتي الچاكوزي و التدليك والتكييس و كل التجهيزات دي جبلها صاحبة أكبر سنتر تجميل تعملها كل ده هنا في البيت
كل ده عشان بيحبها
بيحبها أوي يا ماما
راجية بفم مزموم حنقا
بكره هتشوفي بنفسك إللي بيحبها ده هيعمل فيها إيه
إصبري بس
مايا بسخرية
و لا هيعمل أي حاجة
إنتي مصدقة إن الشغل إللي بتعمليه ده هيجيب نتيجة !!
طبعا .. و هو لسا هيجيب
إنتي مش شوفتي بعنيكي المشاكل إللي كانوا فيها اليومين إللي فاتوا
و لسا لما أحطلهم الهدية الكبيرة في شقتهم
مش هيفوت شهر إلا و هو مطلقها
مايا بإستخفاف
و الهدية دي هتحطيها في شقتهم إزاي !
راجية بخبث
مش الواجب بردو إننا ننروح نبارك
دي أحسن فرصة قدامنا .. ثم نظرت نحو سلاف مجددا و أكملت
مابقاش راجية لو ماطلعتهاش من البيت ده عن قريب
بمرور الوقت تحول الزفاف الهادئ إلي حفل راقص و تعالت وتيرة الحماس ... حيث أدارت عائشة أغنية شعبية صاخبة و قامت الفتيات لإبراز موهبتهن في الرقص
بينما دفعت راجية بإبنتها لتؤدي رقصتها المتميزة
و للحق إستطاعت مايا التغلب علي الجميع في هذه النقطة و قد نالت التشجيع الحار و عبارات الثناء علي أدائها الجبار و كانت أمها شديدة الفخر بها ..
لكزت حلا كتف عائشة و غمغمت بمرح
شايفة يا شوشو مايا متألقة إزاي .. و ضحكت
عائشة بضحك هي الأخري
شايفة ياختي
و لا طنط راجية
طول الليلة قافلة الشبابيك و مبوزة
أساريرها مانفتحتش إلا لما بنتها قامت تهزلنا وسطها
حلا يابنتي دي حلاوة روح
خالتي ھتموت من القهرة ما إنتي عارفة إنها كانت تتمني مايا إللي تبقي مكان سلاف إنهاردة
عائشة بغمزة
القلب و ما يريد بقي يا لولو
و ربنا يرزق مايا بإبن الحلال الواحد هيعوز إيه غير كده يعني
حلا علي رأيك .. ثم قالت بجدية و إبتسامة صادقة
بس سوفا زي القمر
بجد أحلي عروسة شوفتها .. ربنا يسعدها هي و أدهم
عائشة بإبتسامة
يااااااارب يا لولو
و عقبالك إنتي كمان
حلا و هي تضع يدها علي كتفها
أنا و إنتي يا شوشو
اللهم واحد زي يا أدهم يااارب
عائشة و هي تضحك
لا لا لا مافتكرش
أخويا مالوش مثيل .. و بعدين لولا الحب ماكنش إتجوز أصلا إنتي مش فاكرة كان عامل إزاي قبل ما سلاف توصل !
حلا فاكرة فاكرة
يلا ربنا معانا و خلاص
دقائق أخري مرت ثم قامت أمينة بإفتتاح البوفيه و إنشغل الجميع بالطعام ..
أما في الأسفل عند أدهم ... قام ضيوفه بنسف المآدبة الفخمة التي أقامها لهم
لم يتبقي شيئا علي المائدة الضخمة و قد بدا جميع رفاقه و معارفه سعداء مما أشعره بالراحة و الإطمئنان علي إكتمال الليلة
كانت جلسة سمر رائعة مفعمة بالأنس و السلام و الهدوء .. و خالية من المحرمات و المنكرات أجمع الكل علي أنه أفضل زفاف علي الإطلاق
و إنتهي الفرح عند منتصف الليل ...
غادر الضيوف و الأقارب .. لم يبقي سوي آل البيت عدا الشباب عمر و مالك
صعدا كلا منهما إلي شقته بناء علي رغبة أدهم لأن زوجته غير محتشمة نهائيا الآن
نظرت حليمة لحفيدتها و قالت بإبتسامة ممزوجة بدموعها
مبروك يا حبيبتي
ألف مبروك يا سلاف