الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم رحمة سيد

انت في الصفحة 18 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

بحدة غليظة وهو يحدق بعمق عيناها المتجمهرة بالڠضب والغيظ
هو ده اللي عندي طالما مش عايزه تغوري من حياتي وهتفضلي مراتي يبقى انا حر 
ظلت ليال تتنفس بصوت عالي وهي تحدق به دون أن ترد بينما هو اشتدت قبضته قسۏة حينما تذكر ليلة أمس ليتابع بخشونة حملت لونا واضحا من الندم
أنا كنت شارب ومش واعي اصلا امبارح
فردت ليال بتلقائية مستفزة كعادتها
ده ياريتك تبقى شارب دايما عشان تبقى هادي شوية وتبطل همجية
فانتفضت فزعا حينما ضړب يونس على الفراش عدة مرات وهو يردد بصړاخ اشبه بزئير الأسد المجروح
لأول مرة في حياتي اشرب القرف ده بسببك.. كل البلاوي دخلت حياتي بسببك لما انتي ډخلتي حياتي
ثم ابتعد عنها ليمسك بذلك الكوب ليضغط عليه بقبضته بقوة ثم رماه ارضا بانفعال حاد ليتشهم بالكامل وراح يتشدق پجنون
ملعۏن ابو المكان الاسود اللي جمعني بيكي يا شيخه! 
ثم اتكأ ليجلب هاتفه الذي كان ساقط ارضا وكانت قطعة زجاج عليه فأمسك قطعة الزجاج پعنف ليرميها فجرحت يده ليتأوه بتلقائية پألم طفيف تجاهله وهو يضع هاتفه في جيب بنطاله بينما ليال نهضت بسرعة لتمسك يده وهي تسأله بقلق
إيدك اټجرحت 
دفعها للخلف بعيدا عنه وهو ينتشل يده من بين يداها مرددا بثوران غاضب
قولتلك ماتلمسنيش ابدا 
دون أن تشعر وبحركة مباغتة داست ليال على قطعة زجاج لتنغرز بقدمها فصړخت پألم وهي تمسك قدمها ليغادر يونس دون أن ينطق بحرف اخر متجاهلا اياها تماما..... 
فجلست هي على الفراش تحاول إخراج تلك الزجاجة من قدمها وهي تهمس بصوت اختنق بالبكاء
يارب انا تعبت يارب ازرع حبي في قلبه يارب!
بعد يوم آخر.... 
في القصر.....
دلف حارس القصر ليتقدم نحو فاطمة متمتما بصوت جاد حذر
ست فاطمة في ست وراجل برا بيقولوا عايزين حضرتك
وقفت فاطمة تعدل من حجابها لتخفي خصلاتها البيضاء التي تبرز كبر سنها قبل أن تقول في هدوء ووقار
دخلهم يا حسن بس ماتسيبهمش يدخلوا لوحدهم ادخل معاهم انت واي حد تاني من الشباب وخلي نسمه تنادي أيسل وبدر
تحت امرك يا ست فاطمة
قالها وقد اومأ مؤكدا لها برأسه قبل أن ينصرف ملبيا اوامرها وبالفعل بعد دقائق معدودة دلف كلا من طه و زوبه متفحصان القصر بأعين جائعة كالعادة لا يملؤوها سوى حفنة من التراب الأسود..!
في نفس اللحظات التي أتى بها كلا من بدر وأيسل فوقفت أيسل تطالعهم بنظرات مزدردة وكأنها تشمئز من كونهم والديها كادت زوبه تقترب منها بحنان وحزن مصطنع وهي تتمتم
أيسل حبيبتي 
فعادت أيسل خطوتان للخلف تهز رأسها نافية بحدة كارهه
ماتقربيش مني 
وقفت زوبه مكانها بإحباط لتمثيلها المكشوف للجميع فنطق طه بصوت أجش موجها حديثه لفاطمة
قولتي لأيسل إن اهلها جايين ياخدوها ولا لأ يا حجه 
فردت فاطمة بحدة
أيسل مش عايزه أهل غير اللي اتربت معاهم مش اللي بيعتبروها غلطة وما صدقوا تاهت منهم ورفضوا يقابلوني حتى لما لقيتها وهي عيله ٤ سنين!! 
فأشار طه بيداه بټهديد مبطن
يبقى البوليس هو اللي يحكم بينا يا خطافة العيال! 
حينها تدخل بدر ليجذب أيسل من خصرها بقوة ليلصقها به وقد أحس بتلك الرجفة التي هاجمت أيسل  ليفعل ذلك بعد أن كانت تقاطعه تماما منذ اخر مرة تشاجرا بها ذلك اليوم....!!
ثم هتف بخشونة وصلابة
أيسل مراتي ومش هتروح في حتة ومحدش يقدر ياخدها ڠصب عني! 
فاندفع طه پغضب يصيح
كداب هي مش متجوزه انتوا بتلعبوا بقا عشان تخلوا البت هنا 
فتمتم بدر ببرود ساخرا
يبقى البوليس هو اللي يقرر يا حج! 
ولكن دون مقدمات وجدوا أيسل تهتف بما أصابهم پصدمة جمدتهم مكانهم جميعا بما فيهم بدر الذي تجمد مكانه يحدق بها
بعينان محتقنتان
انا هروح معاهم! 
و.............................
الفصل السادس 
الصدمة شلت تلك الحروف التي كادت تتقافز من حافة شفتا فاطمة فبقيت تحدق بها مبهوتة وهي تردد أسمها بسؤال متواري خلف حروفه
أيسل! 
فابتلعت أيسل ريقها وهي تدير رأسها متابعة
ده قراري انا هروح معاهم 
فأمسك بدر ذراعها يضغط عليه بقوة وهو يهتف من بين أسنانه بحدة
إيه اللي انتي بتقوليه ده تروحي معاهم فين انتي مچنونة!! 
ايوه مچنونة 
قالتها وهي ترمقه بنظرة حادة توازي حدة نظراته التي كانت شعلة يتعالى وهجها الملتهب بين تلك الظلمة بعيناه فيما نطق طه بسعادة أبرزتها حروفه الخبيثة قائلا
هو ده الكلام أنا كنت واثق إنك مش هتمشي أمك وابوكي مكسورين الخاطر يا أيسل
طالعتهم أيسل بنظرات إنصهر بين بركانها الحقد والاشمئزاز... ليتهم لم يكونوا أهلها... ليتهم لم يعودوا ابدا...! 
لوت شفتاها بعدها

وهي تردد متهكمة بمرارة
أمي وابويا !! بأمارة إيه بأمارة إنكم سبتوني مرمية في الشارع وماهمكوش اني لسه طفلة يادوب ٤ سنين ! 
ثم اقتربت خطوة من والدتها التي تنظر لها بصمت تبحث بين سطور عيناها عن حرف واحد يخبرها أنها تشتاقها... أنها تألمت لفراقها... أي شيء يطفئ تلك النيران الحاقدة التي تستعر داخلها بقسۏة... ولكنها لم تجد... لم تجد سوى عينان خاويتان منزوعتان الحنان فبدت لها كالصحراء الجرداء
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 54 صفحات