رواية جوازة ابريل بقلم الكاتبة نورهان محسن
انت في الصفحة 51 من 51 صفحات
يارا !! مهما كنت متشتت علي قولتك .. هتفضل عيني عليكي .. ومهما كنت مشغول هفضل متابعك .. مش عايزك تقلقي ولا تشيلي هم حاجة
اختتم كلامه بابتسامة تلقائية تعلو فمه لتبادله إياها بسعادة داخلية قائلة بصوت ناعم مليئ بالمشاعر مؤجلة الظهور ربنا مايحرمنيش منك يا ياسر
نظرت يارا إلى الجانب من النافذة وتنفست الصعداء وشعورا بالرضا والراحة يغمرها بعد سماع كلماته الرقيقة لتتأكد أنه لا يزال يهتم بها وأن لها تأثير كبير عليه فهي لن تترك حبا دام سنوات عديدة من حياتها لهذا الرجل حتى تحظى به امرأة أخرى بكل بساطة حتى لو كان لا يعلم أنها تعشقه پجنون ولا تريد سواه أو تهتم بأي شخص آخر وحتى لو لم يكتشف بعد أنه يحبها كما تحبه فإنها ستبقى بجانبه ويكفيها ذلك مؤقتا حتى يفهم حقيقة مشاعره تجاهها بمفرده ويدرك أنها فقط التى تهيم به عشقا وتهتم به وتحفظ أسراره وتحتوي حزنه وفرحه.
أغمضت يارا عينيها مسترجعة ما فعلته اليوم إذ اخت..لقت عذرا بأن سيارتها معطلة حتى تتمكن من القدوم معه فى الطريق إلى ذلك العشاء بدلا من هالة وتعلم جيدا أنها تتصرف بأنا..نية ولكنها قررت الفوز على غريمتها مستخدمة الكيد الأنثوى ضدها وموقنة من إنسحاب الأخرى المؤكد وأنها ستفوز عليها فى هذه الحړب الباردة.
خلال ذلك الوقت
في منزل باسم
باسم مسترخى بجسمه على الأريكة بالعرض محدقا في السقف بصمت وأفكاره تسبح به في الفضاء الواسع حيث عاد بعد الموقف الذي تعرض له اليوم مع هيام ليوم كان يوهم حاله بأنه قد نساه لكنه محفورا في ثنايا ذاكرته رافضا أن يمر مرور الكرام على حياته.
حيث كان اجتاز امتحانات الثانوية العامة بنجاح وكان يطمح إلى دخول الجامعة حتى يتخرج منها بسرعة حتى يتمكن من التصريح لها بعشقها المستوطن أعماق قلبه وعندما ذهب إليها ليشاركها سعادته كان لدى ريهام مفاجأة كبيرة أرادت أن تعلنها له أيضا وهي خبر خطوبتها من شخص آخر فبدأت أعصابه بالإنهيار ويداه ترتجفان ولم يستطع التحكم فى لسانه وهو يخبرها عن حبه الخفي لها بين ضلوعه لتفاجئه أكثر باستهتا..رها بما قاله دون أدنى اهتمام منها بمشاعره الصادقة تجاهها مسببة له چرح غائر فى صميم قلبه معللة له باستخفاف ضاحك دي مشاعر مراهقة يا باسم .. شوية وهتنساها .. هو صحيح احنا متعلقين ببعض من واحنا صغيرين .. بس انت بالنسبالي لعبتي الجميلة .. بتاعتي انا .. بس يوم ما افكر اتجوز .. طبعا هتجوز واحد ناضج واكبر مني .. يدلعني ويهتم بيا .. مش انا اللي العب دور مامته .. ولا انت نسيت اني اكبر منك بأربع سنين!!
منذ ذلك اليوم انقلبت حياته رأسا على عقب وتغيرت شخصيته كثيرا حيث عزل نفسه في غرفته لفترة طويلة يرفض الخروج منها تماما يشعر أنه مهزوما ومكسورا ومجروحا ثم فجأة قرر الهرب والرحيل بعيدا وبالفعل سافر للدراسة في الخارج وأطلق العنان لجن..ون الشباب بداخله ليقوده وهذا ما جعله أكثر اند..فاعا وته..ورا بلا حدود ليتخذ سباق السيارات السريعة هوايته الجديدة مع خروجاته التي لا تعد ولا تحصى مع الفتيات مما أدى ذلك إلى كوارث خط. .يرة أهمها فقدان صديقه المقرب في حاډث بعد أن فقد السي..طرة علي السيارة وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره مما سبب له أزمة نفسية حادة لمدة عام كامل وبصعوبة تمكن من العودة إلى طبيعته وهذه المحڼة لم تجعله يطوي صفحة ريهام من حياته إلى الأبد فحسب بل بات ينظر إلى هذا الماضي كنقطة سوداء ورغم بشا..عة ما حدث معه لكنه أيضا كان أكبر دافع لحياته حتى يقتلع عم بعض العادات المتهورة وركز على مستقبله ثم عاد إلى مصر وعمره 27 عاما وهو مخرج إعلانات مشهور وناجح في مجاله.
تقاوم متفاجئة بوسامته الرجولية المه. .لكة التى تضاعفت جراء نضوجه.
فهم بعد ذلك أنها أقنعت والدتها بشراء فيلا في نفس المجمع الذي يقطن فيه مع عائلته بحيث يكون أمامها طوال الوقت لكنه صدها بقوة وكانت هي السبب الرئيسى فى إنتقاله للعيش في منزل آخر بعيدا عن عائلته لكي يتخلص من رؤيتها وليس كما يعتقد الجميع أن سبب نزو.. اته التي لا نهاية لها فهو لا يشعر بالجوع حتى يقترب من أحدهن لكنه لا يحتاج لذلك حقا وهو غير سعيد بما يفعله لأنه في حاجة إلى الشعور السعادة الحقيقية لكنها مستمرة فى الهروب منه وربما لن يتمكن من الحصول عليها طيلة حياته.
تعرف بعد ذلك على رزان التي كانت تطمح أن تكون عارضة إعلا..نات وقضى معها عدة أشهر ولم تمل ريهام من مطاردته وعندما شعر أنه على وشك الضعف تجاهها من جديد قرر الإرتباط برزان بشكل مؤقت حتى يقطع على ريهام طريق العودة.
عاد باسم إلى الواقع على صوت جرس الباب فاعتدل في جلسته ونظر إلى ساعة معصمه ليجد أن الساعة قد قاربت التاسعة مساءا ليفكر في هواية طارق الذي أتى في هذه الساعة ولا يعتقد بأنه خالد فهو مشغول اليوم بتأليف إعلان جديد.
نهض باسم من مكانه ليتجه نحو الباب بخطوات متثاقلة وحين فتحه ارتسمت علامات الصدمة على ملامحه لأنها خرجت من أفكاره لتتجسد بقامتها أمام منزله.
نهاية الفصل الحادي عشر
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن