رواية فردوس الشياطين بقلم الكاتبة مريم غريب
كده
نظرت سعاد لأبنها و قالت بغيظ
ده الأستاذ ده له حساب تاني معايا .. و رحمة أبوك يا هشام ما هطول مني مليم و عربيتك إنساها هديها لأخوك كريم و المدرسة كمان مانتش رايحها
هشام نعم ! إيه إللي بتقوليه ده يا ست الكل
مافيش الكلام ده إنتي بتكلمي عيل صغير !!
سعاد أااه بكلم عيل صغير . لما تروح تمشي مع الصيع و تقلدهم في السڤالة و قلة الأدب ده هيبقي إسلوبي معاك
لحد ما تتعدل و أشوف ده بعيني
هشام بنظرات محتقنة
بقي كده يا ماما !
سعاد كده يا روح أمك و إن كان عجبك
هشام مآاااشي . بس إبقي إفتكريها .. و ذهب إلي غرفته
لتسمعه يارا يصفق الباب پعنف تهتز له الأبدان ..
خبطة في نفوخك إن شاء الله يا قليل الآدب .. قالتها سعاد بصوتها الجهوري
فضحكت يارا بخفة و قالت
طيب عن إذنك بقي يا خالتو . همشي عشان إتأخرت علي ماما
لأ يا حبيبتي تمشي إيه إنتي هتتعشي معانا ده أحمد زمانه جاي من الشغل و هيفرح أووي لما يشوفك .. و غمزت لها
يارا بضيق معلش يا خالتو لازم أمشي
مرة تانية إن شاء الله
سعاد طيب إستني أنا كنت عايزة أسألك سؤال
ردك إيه يا حبيبتي علي الموضوع إللي أمك كلمتك فيه
نظرت يارا لخالتها و قالت بجدية
بصي يا خالتو
سعاد و قد تلاشت إبتسامتها
يعني إيه بترفضي إبني يا يارا !!
يارا يا خالتو بليز ماتزعليش مني
بس أنا من حقي إختار الراجل إللي هتجوزه . أهم حاجة عايزاها في الإنسان إللي هرتبط بيه إني أكون مليا عنيه و بصراحة سوري يعني إبنك صايع و بتاع بنات مقضيها و كل يوم مع واحدة
إنتي بتصدقي كلام الناس طب و الله و ما ليكي عليا يمين احمد هو إللي كلمني عليكي بنفسه . يابنتي إنتي ناسية من و إنتوا أد كده و هو لازق فيكي ده طول عمره بيحبك
يارا بإبتسامة باهتة
طيب خلاص يا خالتو أوعدك هفكر في الموضوع تاني
يلا بقي سلام
سعاد مع السلامة يا غالية . إبقي طمنيني لما توصلي
ركضت نحو سيارتها و صعدت خلف المقود بحثت عن هاتفهها ثم أجرت الإتصال بوالدتها ...
يارا أيوه يا ماما .. أه وصلت البيه .. أيوه خالتو فرحانة أوي
المهم يا ماما إسمعيني . عايزاكي تدخلي تحضريلي شنطة هدوم صغيرة كده .. مسافرة الفيوم أغطي تحقيق للجرنال
هاروح أحجز تذكرة القطر دلوقتي .. لازم أسافر الليلة دي عشان أكون هناك الصبح إن شاء الله .. حاضر . مش هتأخر .. سلام !
عندما نظر سفيان في ساعة يده فوجدها تشير للحادية عشر مساء بتوقيت القاهرة بينما في ساعة المطار الضخمة تشير إلي الخامسة صباحا
ضبط ساعته علي التوقيت الحالي ثم إلتفت إلي سامح قائلا
العربية وصلت يا سامح
سامح أيوه يا عم وصلت و الشنط طلعت
يلا بينا
و مضيا سويا إلي الخارج إستقلا سيارة ليموزين كانت في إنتظارهما ... ليجدا المحامي الأمريكي يجلس في مقعد بمفرده منتظرا قدومهما هو الأخر
أهلا بكما ! .. قالها المحامي الإنجليزي بلغته الأم و تابع و هو يصافح سفيان بحرارة
سيد سفيان . سعدت بلقائك كثيرا
سفيان ماضيا بإنجليزيته الممتازة
سعدت بلقائك أيضا سيد چورچ
أخبرني من فضلك . كيف حال إبنتي
چورچ إنها في أحسن صحة . سترى بنفسك
بيت السيدة ستيلا لا يبعد كثيرا عن هنا . سنكون هناك في غضون خمسة عشر دقيقة
سفيان حسنا جدا
و أعطي چورچ للسائق الأمر بالإنطلاق لتتجه السيارة إلي بيت السيدة ستيلا براون زوجة سفيان الداغر السابقة ..
وصلوا قبل الوقت الذي إقترحه چورچ
فترجل سفيان أولا و هو ينظر إلي ذلك البيت الذي يتألف من طابقين تحيط به المرج الخضراء و تطوقه أشجار الأرز العالية بجذوعها التي تغطيها الطحالب و تتدلي من أغصانها ..
تقدمه المحامي و مشي سفيان مع سامح جنبا إلي جنب ... شعر بقلبه يخفق في صدره كعصفور وجل فمع كل خطوة تتقلص المسافة أكثر بينه و بين إبنته التي لم يراها منذ كانت في العاشرة من عمرها
دق چورچ جرس المنزل و إنتظر لدقيقة ..
ففتحت ستيلا بنفسها
سيدة في منتصف الثلاثينيات بيضاء نحيلة متوسطة القامة شعرها الأشقر الناعم يصل إلي كتفيها و عيناها الزرقاء باهتة تحيط بها الهالات الناجمة عن السمۏم التي تتناولها
..
ما أن رأت ستيلا زوجها السابق حتي إبتسمت ساخرة و قالت
كنت أعلم إنك ستأتي في أسرع وقت . كيف حالك يا عزيزي
أظلمت نظرات سفيان و لمحت ستيلا في وجهه هبوب عاصفة مدمرة لا تبقي و لا تذر ..
نطق أخيرا فقال لها بنبرة