رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
مش عايزها....خصوصا أن عمري ما فكرت ارتبط أصلا.... أتى وقت السؤال الذي لطالما طاف بعقلها وأربك دفاعتها أمامه...قالت بحيرة وتمنت إجابة مقنعة _ اشمعنى أنا !! اكيد أنا مش أحلى واحدة عرفتها !! ابتسمت وظهرت اسنانه الناصعة من بين شفتيه...هل يوجد من ېدخن السېجار وتكن أسنانه بهذا البياض! لم تتعرقل الإجابة بعيناه ولا بتفكيره بل وكأنه كان يعرف أنها ستقل هذا...أجاب بنظرة امتزجت بين الصدق والغموض _ القلب ما بيحبش الأحلى....بيحب الأقرب والقرب مش بالسنين...القرب بيبقى متقسم بين اتنين في ضي العين محفوظ...شوفتك قريبة في عز ما كنت أنا نفسي بعيد عن نفسي.. وابتدا وصال القرب وابتدت الحكاية......حكايتنا وآه يا قلبي لو كان صادقا....لأعدن عيناه ببحور العشق غارقا انحرفت خفقة بالقلب مالت على الآمال...وسارت على شفتيها بابتسامة مترددة نعم ولكنها حقيقية.....لمعت عيناها بضياء لم تستطع إخفائه....فمن نحن لنخفي ابتسامة روحنا والروح هي من تحيينا !
يعرف أن كانت ارتجافتها ناتجة عن شغف التحليق أم خشية السقوط!! عايز أقولك أن الأسبوع اللي غيبتي فيه من الشغل...وحشتيني أوي...ماكنش ليا نفس لحاجة. هذا كثيرا على مقاومتها...اخفت ارتباكها بقوة هائلة وقالت بثبات وهي تتحاشى النظر إليه _ راجعة الشغل بكرة بأذن الله.... تنمرت عيناه على ثباتها المصطنع وابتسم بمكر قائلا _ محضرلك هدية أول لما توصلي بكرة...على ذوقي وتابع بنبرة أشد مكرا _ هتكون فرصة كويسة شغلنا مع بعض اننا نتكلم براحتنا...عايز اتكلم معاكي في كل شيء....خلاص...فترة قليلة وهتكوني..مراتي نطق آخر كلمة ببطء مقصود...كأنه يتلذذ بتذوق مذاق الكلمة بفمه فأمران لا ثالث لهما إما أنه خبير بما يكفي بما تفكر به النساء أو أنه صادقا بالفعل...ليته ما قال هذا فقد تاهت نظرتها للحظات...فتساءل بتعجب خاېفة! اجابت بصدق _ أي بنت پتخاف قبل الخطوة دي...مش المسؤولية اللي بتخوف...الأختيار هو اللي بيعيشنا في خوف دايما..بالذات لما نكون مش واثقين.. عقد ساعديه أمام صدره فبدا طويلا اكثر مما تظن...قال _ مافيش شيء مضمون والخۏف لو اتملك مننا الفرحة مش هتقرب زي اللي نفسه يعوم في البحر وخاېف ليغرق وېموت !! رغم أنه لو ادى لنفسه فرصة وفكر هيعرف أن المۏت هيجي سواء على الشط أو في الميه. فلسفة استخدمها لأقناعها...مابات يعرف أن كان يقنعها أم يقنع نفسه!! ابتسمت ببطء...وشقت الابتسامة طريقا للصدق بعد رحيل كل من حضر من الجيران...جلس الجميع بصالة الشقة الخاصة للأسطى سمعه فقال ل للي شاكرا _ الف شكر على الواجب اللي عملتيه مع البنات قوليلي حسابهم كام كلهم هزت للي رأسها برفض وقالت بلطف _ لا ده هدية مني ليهم وبعدين أنت واجبك سابق يا اسطى سمعه ابتسم الرجل بطيبة وصمم على رأيه ولكن للي اعترضت بشدة على أخذ ثمن التزيين.. نهضت من مقعدها واستأذنت للرحيل..فنهض سقراط وقال _ استني هوصلك..ما يصحش اسيبك لوحدك بليل كده لازم اسد زيي يمشي معاكي يحميكي ابتسمت للي لهذا الصبي المضحك حديثه ثم خرجت من المنزل... خطت لخارج الشقة حتى وجدت حميدة تنحدر الخطوات إليها وتقل بإعتراض _ أنتي ماشية ولا إيه ! ده أنا كنت جاية اخدك تقعدي معانا فوق شوية ونسهروا انشالله للصبح.. رغم أن للي احتاجت للتحدث وبعض الهروب من الألم الذي قبع بقلبها إلا أنها قالت بابتسامة _ مرة تانية أن شاء الله الوقت متأخر واكيد عايزين تناموا تمسكت حميدة بمعصم للي وقالت بضحكة _ لأ النهاردة بالذات محدش هيجيله نوم وبعدين بعد اللي عملتيه معانا احنا خلاص اعتبرناكي واحدة مننا تعالي تعالي ده انا جايبة لب وسوداني قال سقراط بابتسامة بلهاء هطلع معاكم رمقته حميدة بحدة وقالت تطلع فين هو احنا رايحين القهوة ! ادخل يلا اغسل مواعين الحوض المرطرطة جوا ولما تتعب سيبيلي الباقي تشنجت ملامح سقراط بغيظ وعصبية ولم يستطع الحديث والشتائم بوجود للي فقال مصححا ما قالته حميدة _ أنا بساعدهم في وقت فراغي...من غيري يغرقوا ويتشردوا سخرت حميدة من حديثه بلوية من شفتيه مع تضيق عيناها بعض الشيء...وافقت للي الصعود مع حميدة حتى وجدت رضوى وسما يتشاركون الضحكات وهم يتناولون السوداني بشهية...دلفت حميدة ومعها للي لغرفة السطوح البسيطة ورغم بساطتها ولكنها مريحة أكثر بكثير من الشقة الفخمة التي تسكن بها للي... اشارت حميدة على الكنبة وقالت ل للي _ اقعدي عنها على الكنبة ياعسل جلست للي بابتسامة صافية فقالت سما التي احتفظت بزينة وجهها ولم تزيلها _ والله السطوح نور بيكي يا لولا اقسم بالله احنا حبيناكي حب مش طبيعي رغم اننا عارفينك من ساعات ابتسمت للي بصدق ثم تحركت من على الاريكة وجلست بجوارهم على الأرض