الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠

انت في الصفحة 23 من 113 صفحات

موقع أيام نيوز


قال رعد عارف وانا رفضت طبعا ده حقهم يوسف وانا كمان رفضت بس مجرد انهم يفكروا كده ده يخلينا نعاملهم احسن معاملة مش نطردهم ونهينهم بالأسلوب المتخلف ده !! دلف جاسر وعلى وجهه علامات الحيرة والضيق جلس على مقعد امام يوسف وقال آسر تصرفاته مش طبيعية ولا ده طبعه اصلا انا قلقان هتف يوسف طبعه ولا مش طبعه لو مضايق من شيء فده ما يخليهوش يتعامل بقلة الذوق دي وخصوصا مع بنات قال رعد بقلق انت قلقتني انا كمان يا جاسر انا فعلا اول مرة اشوفه زهقان وعصبي كده جاسر بضيق مشي وهو مضايق قال يوسف بغيظ رغم ما يخفيه من قلق مشي راح فين ! نظر حاسر بعصبية ليوسف وانت كمان يا هركليز عمال تزعق ومش معبر حد موجود !! ينفع اللي أنت عملته ده ! قال يوسف بغيظ يعني لو زعق لخطيبتك كنت هتسكتله ده انت بالذات كنت علقته في السقف !! قال جاسر بحدة هو ايه انا بالذات اللي انتوا ماسكينهالي دي ! مالي يعني مش فاهم ! وبعدين موقفي غير موقفك لأن جميلة خطيبتي تلجلج يوسف وقال آه خطيبتك بس حميدة سكرتيرتي يعني في حكم خطيبتي نظر رعد لجاسر نظرة ماكرة واڼفجرا الاثنان من الضحك بالحي الشعبي انهمكت للي بقراءة مجلة وهي جالسة بصالون التجميل حتى دلفت لها سما وعينها منتفخة من البكاء فنهضت للي عندنا رأتها واخافت ابتسامتها عندما لاحظت دموعها..قالت بقلق _ مالك يا سمكة! ارتمت سما بين ذراعي للي پبكاء كالطفلة التي تختبأ بحضن امها وقالت انا مخڼوقة أوي ولقيتني جاية لهنا ربتت للي عليها بحنان وقالت طب اهدي وقوليلي حصل ايه زعلك كده.. ابتعدت سما وهي تمسح عيناها وقالت _ انا ارتحتلك وحبيتك اوي يا للي رغم اني ما اعرفكيش من زمان ياريت اللي هقولهولك يفضل سر ما بينا هزت للي راسها بالتأكيد اكيد طبعا تعالي اقعدي بقى واحكيلي كل حاجة واعتبري انك بتكلمي نفسك.. جلست سما ونظرت حولها بترقب ففهمت للي قلقها وقالت البنات واخدين اجازة الاسبوع ده ما تخافيش مافيش حد هنا غيري ارتاحت سما بعض الشيء وبدأت تخبرها بكل شيء... عاد الشباب كلا الى مكتبه حتى جلس يوسف باقتضاب أمام حميدة فرمقته ببسمة خفية من عصبيته ودفاعه عنها الذي جعلها تشعر بفيض هائل من الحب اتجاهه..كانت الحيرة تعصف ملامحه بشيء من التردد كاد ان يتحدث حتى صدح صوت الهاتف اجابت حميدة برسمية الو أجاب احد العملاء وهو ذاك الرجل الذي اتى مرارا للمكتب سابقا مستفسرا عن شيء لتجيبه حميدة نظرا لمعلوماتها عن شؤون العمل فأخذ يوسف سماعة العاتف منها بعصبية وهتف و مش أنا جيتلك الصبح وقلتلك كل شيء عايز تعرفه ! هو لما تحب تعرف شيء تتصل بيا ولا بسكرتيرتي ! كتمت حميدة ضحكتها حتى قال الرجل ليوسف بتردد كنت هسألها على حاجة تانية احمرت عين يوسف من العصبية واغلق الاتصال بحدة وعڼف وهتف انسان بارد وغبي رحتله بنفسي عشان عارف انه هيجي النهاردة ومافيش فايدة فيه! قالت حميدة بتساؤل كان عايز ايه ضيق يوسف عيناه عليها وقال بنظرة شرسة تتجوزيني ___________________________ قالها بشراسة تتجوزيني تجمدت وهي تنظر له...ماذا قال ! ايعني ما يقوله ! فلا شيء يجعله يقل ذلك سوى.... نفضت افكارها فربما سمعت خطأ لربما تحدثت أمانيها بالقلب فأخطأت...نظرتها له مشتته مرتبكة حائرة...تخبره أن ينطق مجددا أن يقل ما تشككت به...أو أرادت التأكد أولا....كل شيء وكأنه توقف أمام عيناها إلا قلبها !! فقد لهثت خفقاته من الركض...بينما هو يرتجف من الفقد...فقد شعور يعرف أنه لم يمر على قلبه مرة أخرى...كان الجميع حوله...وكانت وحدها له الجميع.... أخذت أرق بقاع القلب حياة...أخذت بقعة خاصة لا يختص بها سوى الأم...فأعطاها هذا الحيز دون أن تدري لتصبح هي كل شيء... نظر لصمتها بوجوم...ظن أنها تفاجئت فصمتت وأن تيهتها هذه حيرة من الإجابة...بعض الإجابات تعطي الحياة أو المۏت...فلو كانت تشعر لما احتارت...ليتها اعطت حتى لو إشارة ولكنها لم تفعل !! هكذا قال عقله !! ابتلع ريقه بتوتر وندم للحظة أنه قال ذلك فإن رفضت فسينتهي بينهما ذلك الرباط المتخفي بالصداقة....كرر سؤاله ولكن نظرته مترجية وقلقة _ تتجوزيني يا حميدة مش بتردي ليه!! للدرجادي الإجابة صعبة!! اسدل قلبه خفقاته پألم...إلى متى يظل الحب حبا بعد الرفض راقب صمتها بحيرة وخوف بينما كان صمتها عظيم من الصدمة... لم تتحرك عيناها بل ظلت على جمودها...تحاول استيعاب ما سمعته مرة أخرى....كررها !! فقد حررها من ذلك القيد حتى تصبح له للأبد...وكأنها فتحت صندوق الأماني...وانتقت منه اغلاها... تحرك يا قلب واجعلها تنطق فيبدو على عيناه أنه يخبأ ما ظنته حلما بعيد....وظنت أن قلبه كالبلاد البعيدة بينما كان دائما الوطن دون أن تدري !! واكتفت بحلما حن
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 113 صفحات