رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
بترقب إجابتها _ بتحبي السفر اقصد يعني نفسك تسافري تشوفي اماكن غريبة شردت رضوى للحظة فأجابت بصدق بعد ذلك _ بصراحة آه أنا نفسي من زمان أعيش في مكان بعيد بعيد ومايكونش فيه حد ابعد عن الناس قال مبتسما بدفء _ وحتى اللي بتحبيهم ولا هتاخديهم معاكي قالت بعفوية ولم تدرك دفة مكر الحديث _ أنا ماليش حد غير أخواتي أو يعني اللي بعتبرهم أخواتي...أنا يتيمة ماليش لا أب ولا أم ولا أخوات ولا حتى قرايب لقيت نفسي كده من صغري يمكن عشان كده اتعودت ابقى لوحدي.. صمت رعد لدقيقة ولاحظ مجرى الدموع بعيناها فنهض من مقعده وهو يجاهد حتى لا يسرقها الى صدره فهذا كفيل أن يجعلها تكرهه ويعرف ذلك...جلس بمقعد قريب وقال برقة _ ماتعرفيش الأيام مخبيالك ايه مش يمكن حد واحد يعوضك عن الجميع ياخدك لحلمك وتعيشوا في دنيا جديدة ليكوا انتوا الاتنين مسحت عيناها من الدموع ورمقته بحيرة ولا تنكر سرا أن بحديثه لمسة حنونة تربت على آلامها... ابتسم رعد بحنان ثم نهض ومضى لمكتبه بخطوات بطيئة واضعا يداه بجيوب بنطاله الچينز الثلجي _ عارفة...يوم ما اتجوز واحدة هلففها العالم كله انا بعشق السفر وبالذات في الجبال هاخدها معايا هعيشها بكل يوم صفحة حكاية من حكايات الف ليلة وليلة الأدوار هتتقلب وشهريار هو اللي هيحكي ويتكلم ....عشان أميرته ترضى عنه.. ابتسمت شاردة...وقالت بصدق دون أن تدري يا بختها جلس على مكتبه بابتسامة ماكرة وقد صوب الهدف ببراعة... قال بهدوء مربك وانا عند وعدي رفعت رضوى اصبعها بتوتر لتعدل نظارتها ولكنها تفاجئت أنها تخلصت منها وذلك كان حركة اعتادت عليها بالايام الفائتة فضحك رعد بمرح لغيظها من نفسها.... بمكتب جاسر نهضت من مكتبها عندما وجدته يقترب اليها بخطوات كالصائد الذي يقتنص الفرص للتصويب الصحيح...وقفت وهي تحمل حقيبتها بجدية وقالت _ هروح أشوف الموقع الجديد خليك أنت هنا رفع حاجبيه باستغراب وقال ده اللي هو أزاي يعني ! انتي ناسية أنك دلوقتي خطيبتي ! أن كنت سايبك تشتغلي فعشان أنتي هنا معايا بس ده مش معناه أني هسيبك وسط رجالة لوحدك !! لوت شفتيها بسخرية وقالت خلاص حصلني !! قال بابتسامة استفزتها طب ما نروح مع بعض ياروحي سوا سوا اجابت بغيظ نفسي تتغير نفسي مرة اقف قدامك وما احسش أن دماغك بتفكر في... قال مبتسما بتسلية ماهو كل ما ابص للهدية دي بصراحة دماغي بتلف شيلي الهدية وخديها من قدامي احسنلك اخذت جميلة العلبة بنظرة تتحداه وقالت _ حلو عشان لما اسيبك الاقي حاجة ارجعهالك غير الدبلة.. قال بنظرة تتسلى بإرتباكها طب وقلبي هترجعيه أزاي ! تنهدت جميلة بنفاذ صبر وخرجت من المكتب تحت نظراته المتفحصة بضحكة.... بصالون التجميل انتهت سما من الحديث لتصمت للي بحيرة ثم قالت _ أنتي غلطانة يا سما ما تزعليش مني الراجل ما بيحبش غير البنت الصعبة ويتعب على ما يوصلها أنتي طيبة وباين عليكي واتعاملتي بعفوية زايدة ويمكن برضو سبب اللي عمله غيرة ! قالت سما بضيف وعبوس _ أنا اول مرة اتعامل مع حد كده عارفة أني غلط بس مكنتش استاهل منه يعاملني كده انا حسيت أنه بيطردني مش مجرد اسيبه شوية وارجع تاني المكتب....حتى لما حميدة راحت تسأله كلمها بأسلوب وحش أوي.. ربتت للي على يدها بحنان وقالت _ ما تزعليش بصي...ارجعي بكرة الشغل ولا كأن حاجة حصلت بس من أول بكرة اتعاملي معاه من بعيد وبأسلوب جاف شوية عن الأول وحتى لو اعتذرلك خليكي معتدلة في تصرفاتك اطرفت سما بحيرة وقالت بضيق _ مش بحب أشوفه زعلان ومش بحب احس أنه زعلان مني قالت للي برقة والله محظوظ آسر ده أن حد بطيبتك حبه بس اسمعي كلامي لأن كده احسن... اومأت سما رأسها بالموافقة... بالحي الشعبي استقرت سيارة وجيه على بعد امتارا من صالون التجميل بحيث لا تصبح سيارته مرئية لها جلس الرجل الذي تولى مهمة المراقبة بجانبه حتى هتف مشيرا بأصبعه للأمام على للي التي كانت تودع سما بالخارج وقال هي دي اللي قلت لحضرتك عليها اللي مشيت من الاربع بنات اللي بيشتغلوا معاهم وام شعر اسود طويل دي هي اللي كلمت حضرتك عنها تحرك عصب فكي وجيه پعنف وغيرة قاټلة من ذكر الرجل شعرها الاسود ومدحها أمامه فود لو يلكمه ولكن كيف يبرر فعلته! رفع وجيه هاتفه واجرى اتصال.... خرجت جميلة امام حميدة التي كانت شاردة بسعادة وتظاهرت بالعمل بينما لم تلاحظ ما بيد جميلة وخرج جاسر خلفها... قال يوسف وهو يعطي ساندوتشات لحميدة _ جبتلك ٦سندوتشات وانا ٦ مشمهم استحمل لحد ما ارجع البيت واتعشا اخذت احد السندوتشات وبدأت تأكل بنهم وهي تبتسم فقد اصبحت تريد مشاركته حتى تلك الشهية المفتوحة... قال يوسف بنظرة حنونة