رواية رائعة بقلم الكاتبة أروى مراد
انت في الصفحة 1 من 71 صفحات
يعني ايه أنا هعيش بين كل دول انت عايزني اعيش بين تسعة رجاله في بيت واحد
_ دول أهلك ونص الرجاله الي بتتكلمي عنهم هما أخواتك!
قالها والدها وهو ينظر إليها بتعب فصړخت به ثانية ودموعها بدأت تنهمر على وجنتيها
_ وانت كنت فين كل السنين دول ليه اخدتني دلوقتي بعد العڈاب الي كنت بعيشه في بيت خالي
إقترب منها ومسح دموعها بحنان
إبتعدت عنه وعيناها تنظران إلى الفراغ بحيرة
_ انا مش فاهمه حاجه! ماما كانت بتقولي ديما انك مت وانا صغيرة .. انت اتجوزتها ليه وسبتها ليه وازاي مكنتش عارف انا مېته والا حية!
_ هحكيلك كل حاجه بس مش دلوقتي المطلوب منك دلوقتي انك تثقي فيا وتثقي في اني لو كنت عارف انك عايشه مكنتش هسيبك ابدا بسخالتك الله يكرمها جاتلي وقالتلي انك لسه عايشه وحكتلي عن كل الظلم والعڈاب الي كنتي بتعيشيه بعد ۏفاة مامتك وخالك ده هحاسبهعن كل الي عمله فيكي بس في الوقت المناسب.
تطلعت إليه بنظرات ضائعة فإبتسم لها بحنان ليطمئنها وكأن تلك الإبتسامة كانت إذنا منه لترتمي بين أحضانه وتبكي بشدة كل الظلم الذيعانت منه في سنواتها الأخيرة .. ربت على ظهرها بحنان أبوي شعرت به لأول مرة في حياتها أغمضت عينيها براحة وظلت في أحضانهلفترة قصيرة قبل أن تبتعد فجأة وتعقد ذراعيها أمام صدرها بتذمر
أخرج زفيرا طويلا دليلا على نفاذ صبره وقال
_ انتي خاېفه من ايه يا بنتي انا موجود واخواتك برضه موجودين وجدك واعمامك واولادهم كلهم محدش منهم هيفكر يأذيكي بالعكس هماهيحموكي المفروض تنبسطي لان عيلتك كلها رجاله مش تعترضي!
لوت شفتيها بإعتراض واضح وعدم إقتناع فقال بحذر
أجابت بسرعة وفي عينيها خوف ورجاء
_ لااا خلاص! أنا هفضل معاك في أي مكان بس متودينيش ليه تاني!
إحتضنها ثانية وقبل رأسها بحنان قائلا
_ مستحيل اسمح انك ترجعيله حتى لو انتي الي طلبتي مني مش هسمح لحد يأذيكي وانا موجود بعد كده وزي ما وعدتك خالك هحاسبهعن كل الي عمله والمرادي مش هسكتله زي زمان!
_ حصل ايه زمان
قرص خدها بمرح قائلا
_ مش قلنا هتعرفي كل حاجه بس في الوقت المناسب.
ثم أمسك بيدها وأضاف
_ يلا نروح للبيت دلوقتي.
_ ليه احنا دلوقتي فين
_ في شقة تانيه طلبت من خالتك تجيبك هنا عشان اتكلم معاكي.
دخلت القصر بأعين تكاد تنطق من الإعحاب بجماله وكبر مساحته وقفتفي منتصف قاعة الجلوس وإلتفتت إلى والدها قائلة بعدم تصديق
إبتسم لها وسألها بحب
_ عجبك
أجابت وهي ترفع يديها بسعادة كطفلة صغيرة
_ جدا!
ثم سألت بحماس
_ اوضتي فين
_ استني أعرفك على العيلة وبعدها هوديكي ليها.
قال ذلك ثم سحبها معه بإتجاه غرفة ما ډخلها وهو مازال يسحبها إلى أنإتضح لها أنها غرفة مكتب ..
كان يجلس خلف المكتب رجل يبدو في الثمانين من عمره قدمه إليها والدهاوإتضح لها أنه جدها عبد الرحمان العمري كبير العائلة والذي رغم كبرسنه إلا أنه لايزال محافظا على لياقة جسمه ورجاحة عقله لا تنكر أنهاإرتاحت له حين رحب بها بحب وحنان.
وبمقابلته يجلس رجلان أحدهما كان يبدو في أواخر الخمسينات والذيعلمت من والدها بأنه عمها الأكبر محمد العمري إبتسمت له ببعضالتوتر لكنه قابل إبتسامتها بنظرة باردة ولم يكلف نفسه عناء الترحيببها.
شعرت ببعض الخۏف منه لكنها تجاهلت ذلك عندما قدم لها والدها الرجلالثاني والذي كان يبدو في بداية الخمسينات وهو عمها الصغير أحمدالعمري رحب بها بشدة وإبتسم لها بمرح جعلها ترتاح من ناحيته أيضا..
جلست إلى جوارهم عندما طلب منها والدها أن تنتظره هناك إلى أن يجمعالشباب .. والدها هو أكرم العمري والأوسط بين أخويه يبدو رجلا حنوناولا تنكر أنها أحبته وأحبت حنانه منذ أول لقاء بينهما .. إبتسمت حينتذكرت كيف كانت تجلس بالشقة بإنتظار خالتها وتفاجأت به يدخلبسرعة ويتقدم إليها ويسحبها إلى أحضانه قبل أن تستوعب أي شيءمما يحدث .. أفاقت من أفكارها على صوت جدها يقول
_ تعالي يا بدور.
إقتربت منه بإستغراب وبعض من الخۏف فملس على شعرها بحنانمتسائلا
_ انتي لسه خاېفه مننا
نفت برأسها بصمت لكن نظرة من عينيها هربت إلى عمها محمد بدونقصد ففهم أنها مازالت تشعر بالخۏف من ناحيته إبتسم لها ثم إقترب منأذنها وهمس
_ مټخافيش منه هو طبعه كده وهتتعودي عليه.
أومأت برأسها بإبتسامة ولكنها لم تنطق بحرف ربما لأنها تشعر ببعضالحرج من وجودها مع عائلة لا تعرفها رغم أنها تنتمي إليها .. شعر عبدالرحمان بذلك فقال
_ تعالي نطلع نستناهم برا لو عايزه.
أومأت برأسها مرة أخرى ثم خرجت وخلفها جدها وعماها جلست علىإحدى الأرائك في قاعة الجلوس إلى أن رأت أربعة من الشباب يدخلونالقاعة وخلفهم والدها أكرم يقول
_ دول اخواتك والباقي هينزلوا دلوقتي.
وقفت وإقتربت منهم بتوتر وقف أكرم بجانبها وبدأ بتقديهم إليها .. أكبرهم هو رسلان العمري مهندس معماري وهو أكبر شباب العائلةوعمره ثلاث وثلاثون طالعها بنظرة غريبة دون أن ينطق بحرف ثم جلسووضع قدما فوق الأخرى وهو لا يزال يطالعها بذات النظرة ..
ثاني إخوتها هو أمجد العمري أستاذ جامعي في الحادية والثلاثين من عمره إبتسم لها بحب ورحب بها بشدة مما جعلها تشعر بالراحةبعد أن رأت تقبله لها ..
أما ثالثهم فهو أدهم العمري مهندس برمجيات في الثلاثين من عمره كان يبدو لها طيب القلب من الوهلة الأولى لكنه طالعها بجفاء وأظهرلها عدم الاهتمام ثم جلس بجوار أخيه رسلان ..
وأخيرا الأصغر بين إخوتها آدم العمري محاسب في التاسعة والعشرين رحب بها بضيق فقط لأجل والده ثم إبتعد ليصعد إلى غرفته دونأن يهتم بشعور الواقفة هناك ..
دخل بعد ذلك أبناء أعمامها ..
الإبن البكر لمحمد خالد العمري محام في الثانية والثلاثين من عمره نسخة مطابقة لوالده شكلا وطبعا..
أما إبنه الثاني فهو عدي العمري مترجم في الحادية والثلاثين من عمره بدا لها عصبيا بعض الشيء وقد كان يرمقها بنظرات مشمئزة لمتعلم سببها ..
ثم يأتي الإبن البكر لأحمد ياسين العمري طبيب عظام في سنه الثاني والثلاثين كان يراقبها بنظرات متفحصة لكنه لم يظهر أي تعبيريشرح ترحيبه بقدومها أو رفضه لذلك ..
ثاني أبناء أحمد هو ياسر العمري مصمم أزياء في الثلاثين من عمره لم تلق ترحيبا منه هو الآخر لكنها تلقت فقط نظرات ساخرة أيضا لاتعرف سببها ..
أما الإبن الأصغر فهو يامن العمري مهندس ديكور في التاسعة والعشرين من عمره رحب بها بلا مبالاة ثم عاد إلى غرفته هو الآخر ..
جلست بين والدها وأخيها الذي تقبل وجودها برحابة صدر على خلاف البقية الآن كسبت محبة أربعة فقط وهم والدها وجدها وعمها أحمدوشقيقها أمجد