رواية رائعة بقلم الكاتبة أمل نصر
چرح مشاعر والدته
يا عمة تعبت انا راجل بحب اعيش في هدوء الحاجة اللي يجيني منها ۏجع الراس مش عايزها حتى لو كانت حجي
ربت والدته على ركبته بدعم أما نادية فقد شعر بلمستها على عظام ظهره وكأنه تنقل اليه دفئها وحنانها فتغنيه بلمستها عن العالم أجمع فتدخلت سکينة بلهجة تشبه اسمها
يا غالي افهم بجى عماتك لما وافجوا وبصموا بالعشرة على جرار جدك مكنش كيد في اخوهم ولا افترا دول مضوا عشان يضمنوا انهم لما ياجوا هنا على البيت ده بعد جدك وجدتك ما يفارجوا ويسيبوا الدنيا
صدرت بمقاطعة منه ومن زوجته ووالدته ايضا واستطردت سکينة شارحة
حتى لو كان شړ برضوا لابد منه بس احنا بنتكلم في اللي جاي يا ولدي البيت لما يبجى بإسمك هيفضل مفتوح لعماتك وعيالهم هيدخلوا بجلب مليان يا ولدي اما بجى لو سيبناه لابوك
ف انت عارف زين جوي ان أول حاجة هيعملها انه هيبعوه ويهده حتى وعماتك وارثين معاه مش هيغلب وهيعمل اللي في مخه هتراضاه يا ولدي اتر جدك واسمه يتساوو بالتراب
عرفت بجى يا ناصح كلمة جدك لما جالك مبيعملش غير للمصلحة يعني لينا كلنا
اومأ برأسه بتفهم لرغبة جده وجدته الشديدة في الحفاظ على كرامة بناتهن وحقوقهن لعدم ثقتهم في فعل ابيه ولا زوجته الملعۏنة بعشق المال ثم ما لبث ان يرفع راسه بالتساؤل مرة أخرى حائرا
ابتسامة جانبية مريرة غزت الملامح المجعدة لعبد المعطي وهو يجيبه بنتهيدة قانطة حملت بداخلها الكثير من الأسى وخيبة الأمل في انصلاح ابنه الوحيد والذي أجبره على هذا الفعل ربما يأتي في يوم ما ويستقيم يعلم جيدا أن حفيده لن يتأخر عنه وقتها
لو فيها ظلم صح يبجى هو اللي ظلم نفسه ابوك الدنيا غراه ومعدتش شايف غير نفسه ومصلحته ومع حظه الزفت اتمسك باللي مشجعاه على كدة وكانها بتاخد بيدها على سكة الهلاك عدل وهو مع غباوته مصدجها وماشي وراها
جاعد عندك بتعمل ايه يا فايز
صاحت بها غاضبة وقد تفاجأت به يفترش الأرض متربعا وبيده سېجارة يلفها أمام بناته الصغيرات رمقها بنظرة مستخفة غير ابها وعقب ابنها الأكبر بسخرية
اومأ له بامتعاض ليتابع التركيز فيما يفعل ف انتفضت هي تسحب بناتها تدخلهم الغرفة الخاصة بيهن وتغلقها جيدا قبل ان تلتف إليه لتصب عليه جام ڠضبها
جاعد بتلف تروج مزاج راسك ولا على بالك يا راجل فوج البيت هيروح مننا شوف صرفة ولا اعمل أي حركة بلاش التناحة دي
بطلي جلة حيا ولمي نفسك يا بت بدل ما اجوم اربيكي على كلمتك دي
هو دا اللي فالح فيه
صړخت بها لتتابع بغليل ما تحمله داخلها
اضربك ازفتك أنيلك وعايش حياتك ولا اكن حصل شي البيت هيروح منك والفلوس اللي كنا متعشمين بيها طارت هتفضل كدة طول عمرك ملاحظ في مصنع وانا هفضل في الشجا اللي اتبليت بيه من ساعة ما اتجوزتك
ضحك بصوته المتحشرج يحرك رأسه مغمغما بسخرية
اه يا زمن بت التنح بجالها صوت وكمان معجبعاش عيشتي على اساس ان ابوها كان مسكنها في سرايا ولا فيلا في الساحل
استشاطت ڠضبا لتهدر به بعدم احتمال
كفاية بجى فوج وبلاها من التريجة والكلام الفاضي ده اتحرك شوف حد يساعدك ويجف لابوك ويرده للصح
ضحك مرة أخرى وكأنه قاصد أن يجلطها ببروده ليعلق اخيرا ردا على كلماته
يعني راحة جاية تجولي هيروح منك مجدراش تصدجي انه راح أصلا لا واللي عليكي اتصرف اتصرف اعمل ايه تاني اكتر من اللي عملته دا انا لفيت على كل اللي اعرفهم واشتكيت لكل حد له كلمة حتى الجيران مفيش واحد فيهم جدره ربنا يراضيني حتى لو بالكدب
توقف يطالع وجهها المصبطغ بحمرة الڠضب ليزيد
عليها بقوله
طب انتي روحتي وسحبتي ولدك دلوك وانا ممنعتكيش طب تجدري تجوليلي وصلتي معاهم لايه من صراخك وجلبة وشك دي انا متأكدة انك خدتي على نفوخك منيهم صح ولا لاه
زمت شفتيها باحتقان متعاظم وغليل بأوردتها كحميم البركان ليخرج قولها بعد فترة
ايوة بس لازم تعرف كويس ان ابوك عمل كدة مخصوص عشان يكيدني انا جبلك بيربيني عشان بت اخوه جاصد يكسرني عشانها يراضيها طب يعمل حساب للعيال ولا عشان حجازي خلفة سليمة ياخد الجمل بما حمل وولادي انا يترزعوا في الفجر طول عمرهم ربنا ياخده عشان نستريح منه
سمع منها ينفث الدخان الأخضر