رواية رائعة بقلم الكاتبة أمل نصر
غريبة جعلتها تمارس نشاطها العادي قبل الحاډث بالاستحمام مبكرا ثم تأدية فرضها من الصلاة حتى تفاجأت بها والدتها التي لم تترك المنزل أو تتركها لتعلق بتهليل
بسم الله تبارك الله حرما يا بنتي
ردت وهي تلملم سجادة الصلاة لتخلع عنها الاسدال وتتناول منها طفلها
جمعا ياما ان شاءالله فطرتيه
أيوة يا حبيبتي فطرتوا وشرب كوباية اللبن كلها كمان
ما شاء الله يا بتي ايوة كدة فوجي واصحي لدنيتك وولدك ربنا يبارك فيه
رفعت رأسها إليها بابتسامة راضية
حمد لله بس انا جايمة النهاردة وفايجة شوية عشان شوفته ياما
ذوت جليلة ما بين حاجبيها تسألها بفضول
حجازي
حجازي!
أيوة حجازي ياما جاني بوشه اللي زي الجمر في حلم جميل خلاني صحيت وانا جلبي مستريح ومبسوط
زاد الفضول لدي جليلة لتعود اليها بالحاح
وعلى كدة شوفتي ايه يا بتي
دنت نادية على الوجنة المكتنزة لطفلها تطبع عليها متلهفة قبل أن ترد
هجولك واحكيلك عليه كله بس الأول عايزة أسألك فين عمتي سليمة ولا جدتي عايزة اشوفهم الأول جبل ما اطلع اروح لجدي عبد المعطي واطمن عليه في المستشفى
وماله يا بتي اطلعي وخشي دي الحبسة في البيت تجصر العمر بس استني شوية على ما يمشي الظابط اللي تحت
انتفضت تقاطعها بتساؤل
وايه اللي جاب ظباط عندينا وهو جاعد مع مين اساسا
التوى ثغر جليلة لتجيبها بامتعاض
جعد شوية مع سليمة وهويدا ودلوك جاعد مع فايز
هتفت بها بحدة قبل أن تباغتها لتنهض وتعيد إليه الطفل متجهة نحو خزانة ملابسها تردف
انا نازلة اشوفه بنفسي
پخوف غريزي حاولت جليلة منعها
ولزموا ايه بس تنزلي يا بتي احنا اساسا جولنالوا تعبانة
واخوكي جاعد تحت مراعي مع ولاد عمك دا غير كمان سند وعيسى ولاد نعيمة وهويدا
تناولت عباءة جميلة سوداء لتلتف أليها بملامح مشتدة تخاطبها بحدة
وفي الأسفل
كانت الجلسة التي جمعت رجل الأمن بفايز في جهة قريبة الى حد ما من مجلس غازي مع باقي الأفراد يتابع بتململ هذه الأسئلة الروتينية والمكررة من فرد لاخر يحصي الدقائق لانتهائها
تمتم بها هامسا لرجله الدائم بسيوني والذي اجابه على الفور بنفس الطريقة
الساعة داخلة على تسعة هانت ينتهي بس من الراجل العفش ده وبعدها نخلص ان شاءالله
ان شاءالله
غمغم بها من خلفه قبل أن يتوقف عن الكلام مجفلا برؤيتها تنزل درجات السلم أمامه بثقة وهيئة اسرته لتتعلق ابصاره بها غير قادر على إحادة عينيه عنها حتى تسائل مع الرجل الذي جالسا جواره
مين دي
تطلع بسيوني نحو ما ينظر اليه قبل أن يقترب منه يجيبه
ما هي دي نادية اللي تبجى مرة المرحوم حجازي واللي كان ھيموت عليها ناجي واد عمك واخد بالك
قال الاخيرة بمغزى فهمه ليلتف نحو المذكور فوجد ابصاره تلتهم تفاصيلها حتى اقتربت من ضابط الأمن تعرفه عن نفسها قبل أن تجلس مقابلة لفايز وتعطيه ظهرها
اشتعلت رأسه لفعلتها وضاق ذرعا بشغف ېقتله للمعرفة مستهجنا هذه المسافة الفاصلة بينها وبينه وقد رأها في هذه اللحظة أميال لينتفض فجأة ناهضا
عن مقعده ينوي تقريب المسافة
استوقفه بسيوني سائلا بدهشة
رايح فين يا كبير
رد يوجه انظاره نحو البقية بتجهم
رايح اجف مع بت عمي
قالها وتحرك حتى احتل المقعد المجاور لفايز ليتضح وجهها بالكامل رجفة مفاجئة تسللت داخل جسده الضخم وصورة الفتاة صاحبة أجمل عيون رأها قبل ذلك تتشخص أمامه لحما ودما ولكن ينقصه فقط نظرة من عينيها حتى يتأكد فتلك الفتاة العالقة في ذهنه كانت في الثانية عشر من عمرها أما من يراها الان فهي امرأة مكتملة الأنوثة
تتحدث غير منتبهة اليه وهو يتحرق لنظرة واحدة منها حتى تؤكد له صدق ظنه يجزم داخله ان من يراها الان امامه هي من احتلت خياله وأحلامه عدد السنوات الفائتة من وقت لقاءه اليتيم بها ولكن كيف يتأكد وهي تحجب نفسها عن النظر إليه
لقد نسى الزمان ونسى الظرف ولم يعد برأسه سوى فكرته ألمترسخة بداخله للتأكد من شخصيتها لذا لم يتردد أو يعطي نفسه مساحة من التفكير فور رؤيته للطفل الذي كان يتقدم بخطواته الصغيرة نحوها ليوقفه مسيرته بأن التقطه بيداه الاثنتان بحنو ليحمله على حجره
نجحت خطته بأن لفت انتباهاها والټفت نحوه بأعين متسائلة متجاهلة كل شيء ليلتقي قمريها الاسودين عيون الريم الواسعة والمزينة بكحل طبيعي يجعلها كالحورية
انتفاضة قاسېة شعر بها كصاعق كهربائي ضړبت قلبه من الداخل ليشعر بألمها وكأنها أعادت إليه الحياة وبرودة غريبة زحفت لتجمد الأعضاء الحيويه بجسده تحرم عليه الحركة ليظل مزبهلا لها بانشداه وقد خلى عليه العالم الا منها
انها هي هي الفاتنة التي