الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 37 من 175 صفحات

موقع أيام نيوز


بحزن
لتنهض من جوارها عن التخت قائلة
ربنا ما يجيب اذى يا بتي ولا يحرج جلبك على ضناكي ابدا أنا بس حبيت احط الحجيحة العفشة جدام عينكي عشان تفكري وتوزني بعجلك عدتك لسة باجي عليها أكتر من شهرين ونص خدي وجتك في التفكير بس نصيحة مني حاولي تعجلي عشان نعمل حسابنا ونوضب للي جاي محدش عارف الأيام مخبيالنا ايه
لفظت كلماتها وخرجت تتركها في موجة حاړقة من البكاء لا تستوعب هذا الکابوس الذي وجدت نفسها به أن تهدد بطفلها هذا أكبر من قدرة تحملها تتمنى المۏت على أن يحدث كما ترفض وبكل قوة اختيار أحد هذه الحلول المجحفة 

في يوم وليلة يتحول من كانت تظنه شقيقا لها لزوج كيف
وهي التي اغلفت على قلبها ولن تقبل بمشاركة حبيبها الراحل به حتى لو كان زواجا عاديا
ان تودي بعقلها كلمات هويدا تنعاد برأسها موضوع الزواج ثم التلويح عن أمان طفلها متى هذا الکابوس ان ينتهي وكيف تجد الحل في النجاة بنفسها وبطفلها لماذا رحل ليتركها هي وصغيرها وسط هذه النيران المشټعلة حولهما ليته ما جاء هذا الميراث اللعېن ليتها تجد طريقا للهروب من كل شيء
وفي الجهة الأخرى
كان هو على

اريكته بشرفة الغرفة يساوره قلق متعاظم لا يعرف سببه مع أن قلبه يحدثه باسمها أو ربما التفكير الكثيف بها هو من أدخل بعقله هذا الظن 
لا ينكر انها احتلت كيانه منذ أن رأى عودتها لقد كانت في الأمس نجمة أحلامه اما الان فقد الان فقد اكتسحت كل تفكيره وأي شيء من مهمام او مشاكل أو حتى امور أسرية يأتي خلفها 
اخرج تنهيدة مثقلة ومعضلتها تؤرق نومه وتمنع عنه راحة البال كيف السبيل لتصبح تحت جناحه ورعايته كيف له أن يحميها من كل العيون المتربصة والنفوس الجائعة للفوز بها لن يهدأ حتى يجد الحل لكن الى ان يأتي ذلك كيف له أن يأمن عليها وقد قرأ العيون التي تحاوطها هو رجل ويعلم فيما يفكر الرجل حينما ينظر لامرأة 
صاحي عندك من امتى يا غازي
هتفت بالسؤال زوجته وهي تنهض عن تختها وترتدي خف قدميها في الاسفل بنصف التفافة برأسه رد يجيبها باقتضاب
مش جايني نوم نامي انتي 
تثابئت بصوت عالي لتردف بعدها وقدميها تتحرك للجهة الأخرى
انا جايمة اخش الحمام أصلا ع العموم لو عوزت حاجة تبجى تناديني 
ختمت بتثاؤب اخر لتختفي ذاهبة نحو وجهتها ليمدم هو في أثرها بانشداه
يا ريتني اخد ربع تناحتك ع الأجل كنت هجدر انام دلوك
في اليوم التالي
وقد تأخرت عن عادتها في النزول مبكرا كعادتها قاصدة عدم الاحتكاك بأحدهم حتى حينما قابلت سليمة لم يقوى لسانها على التفوه ببنت شفاه امامها وحتى لا تشعرها بشيء قامت بالأعمال الروتينية في تنظيف المنزل واعداد وجبة الإفطار التي اسرت على تناولها معها دون التوجه للأسفل وتناولها مع الجميع ظلت مع طفلها وأفكارها المشتتة الا استدركت نقص الحليب من وجبته وهو شيء اساسي لا تستطيع حرامانه منه ف اضطرت مجبرة كي تأتي به من الأسفل
زحف بقلبها شيء من الراحة حينما وجدت جدتها سکينة وحدها والكنبة الأخرى خالية من بناتها هويدا ونعيمة ولا حتى أحفادها ليخرج صوتها اخيرا بالتحية
صباح الخير يا جدة 
الټفت لها سکينة بابتسامة عزبة تزيح المسبحة التي كانت تردد عليها وردها للخلف حتى مرفقها كي تفتح ذراعيها لمعتز بغبطة تغمرها
صباح النور ع البنور ليه أخرتي بنزولك بيه هاتي يا بت خليني اشيل حبة جلبي من جوا هاتي 
اقتربت منها بإشراق تعطيه لها
جولها معلش يا جدة المهم ان جينا اها 
اندمجت سکينة في تقبيل الصغير ومداعبته وقلبها ينتعش داخلها وكأن برؤياه ترى الغالي 
هل هي على علم بما يجري وان كانت تعلم هل توافق على عرض ابنتها وكأن به الخلاص
تلك الأسئلة كانت تدور بعقلها وهي تتمعن النظر بالمراة العجوز حتى ارتفعت رأسها إليها بلمحة من أسى غلف نظرتها تختلط بشيء غامض مع تحرك اهدابها المتكرر وكأنها تضعف بمواجهتها 
هنا أيقنت نادية ان المرأة على علم ولكنها تجاري ما يحدث او لا تستطيع الرفض زاد الحزن لتسألها بلهجة تقارب اللوم
امي سليمة والبجية راحوا فين 
اومأت لها بنبرة المغلوب على أمره تزيد من تهرب عينيها
كلهم برا جاعدين تحت شجرة المانجة بيحكوا ويتسايروا 
ابتعلت نادية غصتها فقد تأكد الان تخمينها لتجبر قدميها على التحرك مدمدمة لها
طب انا رايحة اخدلي كوبايتبن لبن لمعتز من التلاجة اصل اللبن ناجص فوج 
وماله يا بتي خدي اللي انتي عايزاه 
غمعمت بها سکينة من خلفها وهي اكملت طريقها دون أن تهتم برد اخر لتدلف ألى المطبخ الكبير وټضرب بيدها على الرخام المثقل لتظل مستندة عليه بذراعيها لمدة من الوقت لا تعلمها وعقلها يغوص في شرود اصبح يرهققها منذ متى كانت المشاعر
تافهه لهذه الدرجة كيف ټقتل المصالح روابط المحبة وتنزع عن القلوب المودة اين تجد الصواب في فكرتهم التي تمقتها ام بعاطفة قلبها المجروح والذي لا يقبل تنازل مهما كان الوضع لكن ابنها
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 175 صفحات