رواية رائعة بقلم الكاتبة أمل نصر
بحزن
لتنهض من جوارها عن التخت قائلة
ربنا ما يجيب اذى يا بتي ولا يحرج جلبك على ضناكي ابدا أنا بس حبيت احط الحجيحة العفشة جدام عينكي عشان تفكري وتوزني بعجلك عدتك لسة باجي عليها أكتر من شهرين ونص خدي وجتك في التفكير بس نصيحة مني حاولي تعجلي عشان نعمل حسابنا ونوضب للي جاي محدش عارف الأيام مخبيالنا ايه
لفظت كلماتها وخرجت تتركها في موجة حاړقة من البكاء لا تستوعب هذا الکابوس الذي وجدت نفسها به أن تهدد بطفلها هذا أكبر من قدرة تحملها تتمنى المۏت على أن يحدث كما ترفض وبكل قوة اختيار أحد هذه الحلول المجحفة
وهي التي اغلفت على قلبها ولن تقبل بمشاركة حبيبها الراحل به حتى لو كان زواجا عاديا
ان تودي بعقلها كلمات هويدا تنعاد برأسها موضوع الزواج ثم التلويح عن أمان طفلها متى هذا الکابوس ان ينتهي وكيف تجد الحل في النجاة بنفسها وبطفلها لماذا رحل ليتركها هي وصغيرها وسط هذه النيران المشټعلة حولهما ليته ما جاء هذا الميراث اللعېن ليتها تجد طريقا للهروب من كل شيء
كان هو على
اريكته بشرفة الغرفة يساوره قلق متعاظم لا يعرف سببه مع أن قلبه يحدثه باسمها أو ربما التفكير الكثيف بها هو من أدخل بعقله هذا الظن
لا ينكر انها احتلت كيانه منذ أن رأى عودتها لقد كانت في الأمس نجمة أحلامه اما الان فقد الان فقد اكتسحت كل تفكيره وأي شيء من مهمام او مشاكل أو حتى امور أسرية يأتي خلفها
صاحي عندك من امتى يا غازي
مش جايني نوم نامي انتي
تثابئت بصوت عالي لتردف بعدها وقدميها تتحرك للجهة الأخرى
انا جايمة اخش الحمام أصلا ع العموم لو عوزت حاجة تبجى تناديني
ختمت بتثاؤب اخر لتختفي ذاهبة نحو وجهتها ليمدم هو في أثرها بانشداه
في اليوم التالي
وقد تأخرت عن عادتها في النزول مبكرا كعادتها قاصدة عدم الاحتكاك بأحدهم حتى حينما قابلت سليمة لم يقوى لسانها على التفوه ببنت شفاه امامها وحتى لا تشعرها بشيء قامت بالأعمال الروتينية في تنظيف المنزل واعداد وجبة الإفطار التي اسرت على تناولها معها دون التوجه للأسفل وتناولها مع الجميع ظلت مع طفلها وأفكارها المشتتة الا استدركت نقص الحليب من وجبته وهو شيء اساسي لا تستطيع حرامانه منه ف اضطرت مجبرة كي تأتي به من الأسفل
صباح الخير يا جدة
الټفت لها سکينة بابتسامة عزبة تزيح المسبحة التي كانت تردد عليها وردها للخلف حتى مرفقها كي تفتح ذراعيها لمعتز بغبطة تغمرها
صباح النور ع البنور ليه أخرتي بنزولك بيه هاتي يا بت خليني اشيل حبة جلبي من جوا هاتي
اقتربت منها بإشراق تعطيه لها
جولها معلش يا جدة المهم ان جينا اها
اندمجت سکينة في تقبيل الصغير ومداعبته وقلبها ينتعش داخلها وكأن برؤياه ترى الغالي
هل هي على علم بما يجري وان كانت تعلم هل توافق على عرض ابنتها وكأن به الخلاص
تلك الأسئلة كانت تدور بعقلها وهي تتمعن النظر بالمراة العجوز حتى ارتفعت رأسها إليها بلمحة من أسى غلف نظرتها تختلط بشيء غامض مع تحرك اهدابها المتكرر وكأنها تضعف بمواجهتها
هنا أيقنت نادية ان المرأة على علم ولكنها تجاري ما يحدث او لا تستطيع الرفض زاد الحزن لتسألها بلهجة تقارب اللوم
امي سليمة والبجية راحوا فين
اومأت لها بنبرة المغلوب على أمره تزيد من تهرب عينيها
كلهم برا جاعدين تحت شجرة المانجة بيحكوا ويتسايروا
ابتعلت نادية غصتها فقد تأكد الان تخمينها لتجبر قدميها على التحرك مدمدمة لها
طب انا رايحة اخدلي كوبايتبن لبن لمعتز من التلاجة اصل اللبن ناجص فوج
وماله يا بتي خدي اللي انتي عايزاه
غمعمت بها سکينة من خلفها وهي اكملت طريقها دون أن تهتم برد اخر لتدلف ألى المطبخ الكبير وټضرب بيدها على الرخام المثقل لتظل مستندة عليه بذراعيها لمدة من الوقت لا تعلمها وعقلها يغوص في شرود اصبح يرهققها منذ متى كانت المشاعر
تافهه لهذه الدرجة كيف ټقتل المصالح روابط المحبة وتنزع عن القلوب المودة اين تجد الصواب في فكرتهم التي تمقتها ام بعاطفة قلبها المجروح والذي لا يقبل تنازل مهما كان الوضع لكن ابنها