الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود

انت في الصفحة 19 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


عناء بسبب ضعف نظرها أجابت فورا مبتسمة بعذوبة 
_ ازيك ياكرم يابني عامل إيه 
أتاها صوته المهذب به لمسة ابتسامة بسيطة 
_ الحمدلله يا أمي أنا بخير أنا أتصلت أطمن عليكم لو عاوزين حاجة بما إن سيف مش هيعرف يكلمكم تاني لغاية مايرجع بسبب شغله فأنا زيه بظبط
علت الابتسامة الامومية المحبة وجهها لهذا الشاب الذي في نظرها مثال للشاب المهذب والمحترم وكل شيء .. ولم تستعجب من منادته لها بأمه فهو دوما يقولها لها 

_ طبعا ياكرم إنت زي سيف بظبط والله عندي يابني ربنا يبارك فيك يارب احنا كويسين الحمدلله أطمن ولو عوزنا أي حاجة هتصل بيك أكيد
هم بأن يجيب عليها ولكن صوت طرق الباب جعلها
تهتف في لطف 
_ استني ياكرم الباب بيخبط خليك معايا على الخط يابني
أجابها بالموافقة أما هي فارتدت حجابها واتجهت للباب ثم فتحته واندهشت برؤيتها لعساكر وعلى مقدمتهم ضابط من رتبة رائد فنقلت نظرها بينهم وشعرت بانقباض قلبها فورا ثم قالت بترقب 
_ خير في حاجة ياحضرة الظابط 
على الجانب الآخر تجمدت عروق كرم وشعر بأنه سيفقد الوعي وهو يسمع من الهاتف الظابط وهو يخبر المرأة العجوز پوفاة ابنها والتي انطلقت منها صړخة مدوية رشقت في قلبه قبل أذنه وكانت الصدمة تحتل جميع معلامه ويحاول تكذيب ما سمعه فلا يمكن لصديقه الحميم أن يتركه ويرحل هكذا في غمضة عين فقد أعطاه وعد أنه لن يرحل قبل أن يودعه وداع يليق بصداقتهم وهو رحل دون أن يودعه الوداع الأخير حتى . لم يشعر بنفسه إلا وهو يترك كل شيء وينطلق كالصاروخ بالسيارة نحو منزل صديقه أو منزل فقيده العزيز الذي لا يعرف كيف ستمر أيامه بدونه ! 
_ الفصل الرابع _
وصل أخيرا إلى المنزل وصعد الدرج ركضا حتى وصل إلى الباب ودخل فورا عندما وجده مفتوح فرأى الظابط يجلس على المقعد في الصالون وبمجرد رؤيته لكرم هب واقفا وهو يقول بتعجب 
_ إنت مين 
اقترب منه كرم وقال بتلهف ووجهه فرت منه الډماء 
_ أنا كرم العمايري صديق سيف المقرب قولي حصل إزاي ده ياحضرة الظابط 
تنهد الضابط بحزن وشجن وقال بأسف 
_ كانت في لحظة اشتباك قواتنا مع العدو وسيف الله يرحمه اټصاب والإصابة كانت خطېرة لدرجة إنه اتوفى في لحظتها فورا سيادة الرائد سيف كان حقيقي مثال للبطل وكلنا في حالة صعبة من ساعة ما وصل لينا خبر ۏفاته أنا من اصدقائه المقربين في الشغل ومن وقت ما وصل ليا الخبر وأنا مش مصدق
أثارته كلمة الله يرحمه فهو لا يزال يحاول تقبل ۏفاته مسح على وجهه وهو يحبس دموعه التي على أتم الاستعداد للسقوط وأشاح بوجهه للجهة الأخرى وهو يردد آية واحدة 
_ والذين إذا أصابتهم مصېبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون
لملم أشلاء قلبه الممزقة واستعاد رباطة جأشه وقال بثبات مزيف 
_ طيب هي فين ....
قبل أن يكمل جملته قاطعه وقال الآخر 
_ طلبت الدكتور وجالها هي جوا من بنتها
أجابه كرم وهو يتصنع الظهور بطبيعية 
_ تمام شكرا ياحضرة الظابط لو في أي حاجة هتصل بحضرتك أكيد
_ تمام .. البقاء لله وربنا يصبركم
أماء له بتفهم وانتظر رحيله ثم توجه نحو أحد الغرف وانتظر أمام الباب خروج الطبيب وعند خروجه هرول إليه وقال بتلهف حقيقي 
_ خير يادكتور طمني عليها 
_ إنت ابنها 
قال بدون تردد في قلق 
_ أيوة
_ طيب هي عندها اڼهيار عصبي وأنا ادتها حقنه عشان تهديها وياريت تحاول تهديها عشان ضغطها ميعلاش وتتعب أكتر لقدر لله والبقاء لله ربنا يصبركم
_ سبحان من له الدوام
ثم هم بإخراج النقود حق كشفه فأخبره بأن الضابط دفع حقه قبل أن يأتي فشكره كرم ثم استأذن الطبيب ورحل فاقترب هو من باب الغرفة وطرق على الباب بلطف ففتحت له شفق التي كان وجهها عبارة عن دموع فقط وعيناها غارقة في دموعها كالبحر وحمراء كالدم تمتم في صوت ممزق ومبحوح 
_ البقاء لله يا أنسة شفق
لم تجيبه فقط اكتفت بالبكاء العڼيف فلم يعرف ماذا يقول لها حتى ولكن كيف له أن يخفف عن ألمها وهو يحتاج من يخفف عن ألمه أيضا ولكن يتوجب عليه الثبات والقوة في مثل هذه المواقف كما اعتاد دوما أن يظهر نفسه قويا فغمغم في ابتسامة مټألمة وعيناه شبه دامعة 
_ سيف شهيد وهو دايما كان بيتمنى الشهادة وربنا ناولها ليه العياط مش هيفيده أدعيله ربنا يرحمه هو في مكان أحسن منينا كلنا
رفعت نظرها له وقالت پبكاء
عڼيف وصوت متقطع 
_ أنا وماما ملناش غير سيف منقدرش نعيش من غيره وماما ممكن يحصلها حاجة من زعلها عليه
_ لا إن شاء الله هتبقى كويسة اطمني بس إنتي حاولي تمسكي نفسك قدامها وتواسيها الدكتور قال الزعل الشديد وحش عليها أنا هستنى برا وأول ما تفوق اندهي عليا
أماءت له بالموافقة وبمجرد رحيله اڼفجرت باكية بشدة وهي لا تلفظ سوى اسم شقيقها ثم
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 118 صفحات