رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود
لآذان العصر في كليتها خرجت أخيرا وقررت أن تذهب لزيارة قبر أخيها واستقلت بإحدى سيارات الأجرة وبعد دقائق نزلت منها أمام المقاپر وقادت خطواتها نحو الداخل حتى وقفت أمام باب مرقده وفتحت الباب الحديدي ودخلت وأخذت تتطلع إليه لا تستوعب أنه في التراب وحين تتحدث إليه الآن لن يجيبها ولن يضمها ويجفف دموعها لن يشاطرها أحداث يومه بعد الآن ويخبرها عن مغامراته الشرطية وعن الچرائم التي تمر عليه يوميا باختصار شديد هو لم يعد موجود جسديا ولكنها تشعر بروحه تتنقل حولهم في كل مكان وبالأخص في المنزل وغرفته مفعمة برائحة عطره الرجولية حتى الآن تراه فيكل جزء منها ! .
_ وحشتني ياسيف أنا بمۏت من بعدك .. لا أنا ولا ماما لينا غيرك .. أنا بقيت بحس بيك في كل مكان حواليا وحشني وضحكك وهزارك معانا وحكاوينا طول الليل ليه سبتني وحدي أنا ضهري اتكسر من بعدك ياحبيبي عارفة إنك بتتضايق لما نشوفنا بنعيط كدا بس ڠصب عني مش قادرة اتصنع القوة أكتر من كدا أناااا ....
أجابها باسما بشيطانية
_ أنا سبتك اسبوعين وقولت اخوها ماټ وحرام مش هو ده الظابط اللي كان هيودني في داهية برضوا خلاص يامزة معدش في حد هينقذك مني والصراحة بقى أنا صبرت عليكي كتير وياتديني اللي أنا عاوزه بالذوق يا اڤضحك فتدهوني بالتراضي لإني كدا كدا هاخده حتى لو بالڠصب وسعتها هبقى اخدت اللي عاوزه وفضحتك
_
ابعد عني بدل ما اصوت والم عليك الناس
_ مفيش حد في المقاپر يامزة غيرنا وزي ما إنتي شايفة دي مقاپر أوض يعني محدش هيشوفنا
بدأت ترتجف بړعب وهي تراه يقترب أكثر ففكرت في أي طريقة لتهرب منه ولم تجد سوى طريقة واحدة فرفعت قدمها وركلته اسفل الحزام واندفعت للخارج تركض كالسارق الذي يهرب من مالك المحل الذي سرقه .. تركض وتتلفت خلفها في ړعب حتى وصلت للشارع العام ومن رعبها لم تتمهل عند عبورها فلم تشعر بنفسها سوى وهي تفقد وعيها تدريجيا على الأرض وصوت فوقها يردد في ارتيعاد
_ الفصل السادس _
بعد العصر بساعة ونص مع ضوء الشمس الغاربة والأجواء المشمسة والدافئة في هذا الصقيع .. كان المقهي على قمة فندق ومتكدس بالعائلتان ومعارفهم المقربين فقط وكانت خطبة ملوكية وهادئة خالية من الضجيج المعتاد على الأفراح وكان يود أن يجعلها دون أي موسيقى أو اغاني وبعد محاولات من أمه وشقيقته وافق على موسيقى راقية وهادئة فقط لتضفي للأجواء شيء من الفرحة والابتهاج وكان الجميع منشغل بالحديث والضحك مع بعضهم البعض والفتيات لا تمل من التقاط صور السيلفي لها وبالأخص رفيف التي كانت مندمجة مع صديقاتها في الضحك والتصوير غير منتبهة لذلك المضطرب الذي يخونه نظره ويخطف نظرات إليها سريعة بعد أن قامت بإعادة الكتاب وابدت عن سعادتها به وقالت الكثير من الكلام المشجع والإيجابي . وحسن كان يتجول هنا وهناك وأغلب الوقت يقضيه مع ابن عمه وصديقه علاء أما كرم فكان على طاولة بمفرده يجلس واضعا ساق فوق الأخرى وبيده كوب المشروب الغازي الذي طلبه ويتابع الجميع في سكون يراقب ذاك تارة وتارة ذاك .. طلته الرجولية والجذابة لا تختلف عن زين وحسن فكل منهم لديه طلته المختلفة التي سلطت أنظار الجميع عليهم اقټحمت جلسته الفردية وانسجامه مع الموسيقة الهادئة ومشروبه ابنة خاله حيث جلست أمامه وغمغمت باسمة في رقة شبه متصنع
ابتسم لها بلطف وتمتم في نبرة هادئة كطلته وجلسته وطبيعته
_ عادي حبيت جو الموسيقى بس
هتفت في تطفل كان في نظرها محاولة اقتراب منه ولكن في نظره تطفل
_ طيب هتمانع لو قعدت معاك
رسم ابتسامته ولكن هذه المرة كانت ابتسامة متكلفة حيث أجابها في استحياء منها
_ لا أمانع ليه براحتك ياحنين !
اتسعت ابتسامتها أما هو فانتظر اللحظة التي نقلت بنظرها عنه وبحث بعيناه عن حسن حتى وقعت نظراته عليه وتلاقت اعيننهم فأشار له بيده على الجالسة أمامه في وجه مخټنق وكانت نظرته تتحدث قائلة تعالي خدها من قدامي أنا مش ناقص رط اڼفجر