الجزء الثاني من رواية للكاتبة ندا محمود
!
أثرته نظرتها البريئة والرقيقة ليظل للحظات يحدق بها بسكون وهو يحاول أن يرفض للمرة الثانية ولكن قلبه لا يستطيع كسر نفسها المتحمسة لحفل خطبة صديقتها فتنهد بعدم حيلة وهتف محاولا عدم إظهار تأثيرها عليه
_ طيب خلاص بس هنروح متأخر شوية وهناخد نص ساعة بس عشان معايا شغل كتير
قفزت بطفولية وخطفت قبلة سريعة من وجنته هاتفة بفخر واعتزاز
_ لا ده عشان أنا قلبي طيب وعلى نياتي بس
قالها مبتسما ببشاشة لتضحك هي ببساطة ثم تنظر لملابسه وتقول بعدم إعجاب
_ على فكرة الجاكت ده مش لايق
القى على نفسه نظرة تفحصية في المرآة وهتف مندهشا
_ بجد !
ابتعدت واتجهت نحو الخزانة لتفتحها وتبدأ في البحث عن سترة مناسبة يرتديها وتكون ملائمة على ملابسه حتى عثرت على سترة سوداء اللون وليست طويلة وعادت له وقالت في نعومة
تطلع إلى السترة بتفكير ثم لنفسه في المرآة ففكر بأن لا مانع من التجربة وهم بأن ينزع سترته الذي يرتديها ولكنها اوقفته ومدت يدها تنزعها عنه برفق وتنظر له بابتسامة عاطفية ولم يتمكن هو من مجابهة شعوره بالخطړ حين اقتربت منه ولكنه تصرف بثبات وتركها تفعل به كما تحب حيث نزعت عنه السترة والبسته السوداء وهي تهندم له قميصه من الداخل ولياقته ولمساتها على قميصه وصدره زادت من الأمر سوءا له ثم ابتعدت لتتركه ينظر لنفسه في المرآة فيبتسم بإعجاب ويقول
كانت تتعمد لمسه حتى تستمتع بمشاهدة توتره وكيف ستكون ردة فعله ولكنه تمالك نفسه اليوم وحتما بأحد الأيام لن يتمكن من السيطرة على اضطرابه منها بينما هو فلم يجد الرد منها وفقط رأى ابتسامتها على شفتيها وهي تحدق به فقال محاولا إنهاء ذلك الوضع
_ أنا همشي عشان متأخرش عايزة حاجة
_ عايزة سلامتك
منظر طبيعي مذهل حيث كانت السماء زرقاء ومزينة بقطع سحاب متفرقة تأخذ اشكالا مختلفة وأشعة الشمس الدافئة تملأ كل مكان وتنعكس على صفحة وجهها القمحاوية فتعطيها لمسة انوثية مغرية مع لون عيناها الزرقاء التي تلمع مع الأشعة الذهبية فتمنحها مزيجا مذهلا .
كانت جالسة في الحديقة وتترك لجسدها حرية الاستمتاع بأشعة الشمس غير منتبهة له وهو يقف في شرفة غرفتهم بالأعلى ويتأمل جمالها وعلى شفتيه ابتسامة خفيفة تسحره عيناها أكثر من أي شيء وتجذبه إليها كالمغناطيس .. هو لم يعد قادر على مقاومة سحرها لم يعد قادرا عن حجب رغباته بها .. ومع ذلك مازال يقاوم وحتما لن يصمد كثيرا أمامها !! .
_ تعالي
تحركت ودخلت المنزل وصعدت الدرج متجاهلة نظرات الجدة العدوانية لها حتى وصلت لغرفتهم وفتحت الباب ثم دخلت وأغلقته خلفها ببطء هامسة
_ نعم !
قال بنبرة طبيعية تماما ليس بها أي شيء من الحدة أو الغلظة
رغم أن نبرته كانت عادية إلا أن توترها لم يذهب بعد حيث أجابته بخفوت
_ إنت كنت نايم وأنا صحيت بدري النهردا ومليت من القعدة وحدي فنزلت أقعد في الشمس شوية !
سار باتجاهها حتى وقف أمامها مباشرة وهتف بابتسامة سلبت عقلها وبنبرة كانت حانية أكثر ما كانت آمرة
_ طيب ياملاذ من هنا ورايح لما أكون نايم متتحركيش من جمبي يعني اصحى الاقيكي جمبي ! ولما تنزلي تحت تاني تلبسي نقابك عشان ممكن حد يدخل فجأة .. تمام !
هزت رأسها بالموافقة وهي تحملق به بدهشة من مايقوله وقد تحول توترها إلي ريبة حقيقية وحيرة من أمره بينما هو فحين تلقى الرد منها بإماءة رأسها بالموافقة فالټفت بجسده كاملا وهم بأنه يبتعد عنها ولكنه الټفت لها برأسه وهتف بلطف
_ أنا هاخد شاور سريع ممكن تجهزيلي هدومي لغاية ما اطلع عشان مستعجل
أماءت له للمرة الثانية كالمتغيبة وهمست بصوت يكاد لا يسمع
_ حاضر
انتظرته حتى دخل الحمام وأغلق الباب لتهمس لنفسها بذهول
_ هو ماله !!!
لما يتصرف معها اليوم بلطف زائد قليلا وحنو .. ذكرها به بعدما عقدوا قرآنهم واصطحبها معه لمرتين ليقضوا بعض الوقت معا وكان لطيفا هكذا وحنون و رمانسي والآن لا تنكر سعادتها لأنها رأت ذلك الجانب منه مجددا بعدما فقدت الأمل في أن تحظى به مرة أخرى حتى ولو سامحها .
تحركت نحو الخزانة وبدأت في أخراج ملابسه وتجهيزها له كما طلب منها وبعد دقائق قليلة رأته يخرج ونصفه العلوي عاريا وفقط يرتدي بنطال منزلي أسود فاشاحت بنظرها وتصنعت الانشغال بأي شيء حتى لا تنظر له ولكن عيناها أبت الخضوع حيث كانت تنحرف وتختلس النظر إليه خلسة فلاحظت الندبة التي في ظهره ولم تكن