الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة هدير دودو

انت في الصفحة 15 من 139 صفحات

موقع أيام نيوز


بارتياح وحمحم بعدها بجدية محاولا ألا يجعلها تغضب وتفعل لتلك شئ يضرها أو يزعجها
معلش طيب يا مرات عمي متزعليش من رنيم واللي عملته أنت سمعتي اللي قالته وإن أعصابها تعبانة مكنش قصدها.
رمقته بنظراتها الغير مفهومة لما يفعله هو من تصرف وحديث غير مفهوم أيضا متحدثة ترد عليه بهدوء ماكر ممېت يشبهها
اكيد يا حبيبي أنا عارفة وعذراها مش محتاج تقولي وتوصيني عليها دي مرات ابني.

هتفت بالكلمة الأخيرة عن عمد لتذكره بذلك الرابط تريد أن تذكره أنها زوجة أبنها تفعل بها تشاء من دون أن يتدخل تريده يوفر خوفه وقلقه لأبنتها ليس لتلك الفتاة التي لا قيمة لها.
أومأ برأسه أماما بتفهم فهو ليس ابله بل مدرك جيدا معنى كلمتها الأخيرة وما تريد أن تصل إليه بذلك الهدوء الذي تتحدث به وتلك الرسالة الخفية التي ترسلها عبر حديثها وكأنها تريد أن تمنعه من الدفاع عنها..
هي ماكرة حقا تخفي خلفها حقيقتها وحقيقة نواياها متخذة الهدوء قناع لمكرها وخبثها تخفي حقيقة عقلها المفكر بتفكير شيطاني يشبهها خلف ذلك القناع الذي ترتديه بإتقان..
اقتربت أروى منه مرة أخرى متسائلة بتعجل
طب إيه يا جواد مش يلا عشان نلحق نوصل حفلة مهمة أوي اصحابي عاملينها وأنت هتحضر معايا عمو قايلي.
رمقها بنظرات ساخرة حادة مليئة بالغيظ منها ومن والده بسبب تفاهتها الشديدة وأعمالها التي لا قيمة لها لا يصدق أنه ترك عمله الهام لأجل ذلك الأمر الساذج تطلع نحو هاتفه الذي ارتفع صوته معلنا عن وصول اتصال له.
ابتعد بعض الخطوات عنهما وتحدث عبر هاتفه ثم عاود مرة أخرى كما كان معتذر من أروى بجدية ممسك بمفاتيحه وهاتفه استعدادا لذهابه
معلش يا أروى مش فاضي جالي شغل مهم تتعوض بقى مرة تانية مش ضروري تروحي الحفلة أو شوفي عصام لو خلص شغله عن إذنك عشان مستعجل.
أنهى جملته متوجه صوب الخارج يركب سيارته الذي انطلق بها مسرعا تاركا إياها تستشيط ڠضبا والنيران تشتعل بداخلها من إهماله الواضح الصريح لها عدم إهتمامه بما تريد منه.
تطلعت نحو والدتها متمتمة بلوعة وغيظ شديد
شايفة يا ماما شايفة بيعمل ايه كل مرة بعوز منه حاجة هو كدة على طول معايا أنا مش فاضي ليا ولا للي عاوزاه هو بس فاضي للوسة اللي فوق بقف يشوف مالها ويدافع عنها يجي مع مرات عمي بالعافية وفي الآخر يقولي لأ ويطلع مية عذر خليكي شاهدة عليه يا ماما..
اومأت لها بشرود عقلها منهمك في التفكير في أمر آخر بعيد تماما عن ثرثرة ابنتها الآن وغيظها مما يفعله جواد مكررة أن تتخذ خطوة جادة فيما تفكر..

كان جواد يقود سيارته بدون تركيز عقله شارد بها شارد في رؤيته لها تلك المرة التي كانت تختلف عن كل مرة سابقة يراها بها  كان دائما يراها لدقيقة يلمحها ويلمح خيالها بها يحاول أن يخلق دقائق لرؤيتها لكنه يفشل في كل مرة كانت تختفي هي من أمامه عن عمد مدعية إنشغالها في أمر آخر هام ستفعله.
لكنه تلك المرة وقف معها متمعن بصره بها جيدا عينيه تتأمل كل تفصيلة بها أصبحت أنحف كثيرا عما كانت من قبل بنيتيها بداخلهما حزن شديد يبدو تلك المرة بوضوح لكنه توقع أن ذلك الحزن من أجل فقدان طفلها هو ليس على دراية بما يحدث لها وما يفعله معها ذلك المختل من أذى نفسي وجسدي يحاول أن يلحق بها أي اذى لا يهمه هو فقط يريد أن يراها تتألم وتخشاه.
نبرة صوتها المقهورة الحزينة وهي تخبره عن خسارة طفلها لن تذهب عن ذهنه ولو لبرهة واحدة يتمنى أن يضمها ويذهب بها بعيدا عن الجميع في رحلة صغيرة جاعلا إياها تنسى كل شئ يحزنها عن ۏفاة طفلها ولكن تلك الرحلة لن تحدث سوى داخل عقله فهي متزوجة من أبن عمه فما يريده من الصعب أن يحدث بل من المستحيل تحقيقه.
شرد بعقله إلى الماضي متذكرا عندما كان يراها من قبل فقد كانت تعمل سكرتيرة في شركة والده كان يتردد هو على الشركة لأجلها ولأجل رؤيتها أحبها وأحب التعامل معها تذكر لقاء قد تم بينهما في الشركة.

جاء جواد الشركة حينها لوالده ولاجل رؤيتها أيضا نعم هو كان يحبها لكن في صمت تام من دون أن يبوح عما بداخله لأي أحد غاب داخل مكتب والده لبضع دقائق ثم خرج وكان يتخلس بعض النظرات لرؤيتها بحذر تام لا يريد أن يلفت انتباه أحد لمشاعره.
دهش عندما وجدها تقترب منه تلك المرة فاعتلى ثغره ابتسامة سعيدة فرحة تزينه أردفت هي متسائلة بفضول
هو ممكن أعرف أنت ليه مش بتشتغل هنا مع فاروق بيه مع عصام بيه
وجدته لازال صامت متطلع نحوها بشرود وصمت يرى ملامحها عن قرب بشغف شديد فقطبت جبينها متمتمة بحرج مبتسمة بخفوت ابتسامة لم تتخط شفتيها فقط لتخفف من موقفها
خلاص لو حضرتك مش
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 139 صفحات