رواية بين غياهب الأقدار رائعة الجزء الاول بقلم الكاتبة نورهان العشري
ما هي سوي جدار تخفي به وهنها إلا أن مظهرها ذلك و لسبب غير معلوم قد آلمه .و بعث في نفسه شعور بعدم الراحه فتوقف بمنتصف الرواق و قد إنتابه التردد الذي قلما يزوره و لكنه حقا لم يكن يعلم هل يتقدم لمواساتها و هو دور لا يتقنه أبدا أم يتراحع و يتركها و لكنه شعر بالرفض لتلك الفكرة بقوة لذا تقدم بخطوات سلحفيه إلي حيث تجلس و كلما كان يقترب أكثر كلما يتوضح مظهرها المزري و الذي لم يعهده أبدا .
توقف أمامها و قام بإخراج أحدي المحارم الورقيه يمدها إليها و هو يقول بنبرة هادئه رزينه
أنسه فرح !
جفلت عندما شاهدت المنديل الورقي الممدود إليها و علي الفور عرفت لهجته التي و لأول مرة كانت خاليه من أي تهكم و سخريه بل لمحت بها شئ من التعاطف و الذي لقي صداه بعينيها التي حين إرتفعت إليه إرتسم بها الضعف للحظه قبل أن تلقي به جانبا و تهب من مكانها متجاهله يده الممدودة أمامها و قامت برفع رأسها تناظره بشموخ قائله بلهجه متحشرجه
عادت القطه لتهاجم مرة ثانيه و قد راق له ذلك فقد أغضبه و ربما آلمه مظهرها المڼهار لذا رؤيتها تحاول التوازن هكذا أراحه قليلا فعادت لهجته لجفاءها السابق حين قال بإختصار
مش شغلك .
أرتفع إحدي حاجبيها الجميلين و أتسعت غابتها الخضراء من وقاحه ذلك الرجل فخرج الكلام منها غاضبا تغلفه السخريه
يمكن عشان إلي جوا في أوضه العمليات دي أختي !
تجاهل سخريتها و ڠضبها المتقد في نظراتها و قال بفظاظه
إيه الي حصل عشان تعمل في نفسها كدا
للحظه ظهر الألم الممزوج بالحيرة علي ملامحها و لكنها أتقنت إخفاءه حين أجابت ببساطه
توقفت الكلمات علي أعتاب و أبتلعت ألمها الذي يشق قلبها لنصفين بمهارة ليفهم ما ترمي إليه
فقال بإستفهام
حصل بينك و بينها حاجه
خرج الطبيب في تلك الأثناء و طمأنها علي حالة
جنه التي تم إنقاذها بأعجوبه و أخبرها بأنه سيتم نقلها إلي غرفتها بعد نصف ساعه فخرجت منها زفرة إرتياح قويه و حمدت ربها كثيرا لتأتيها نبرته الصارمه حين قال
مجاوبتنيش . حصل حاجه بينك و بينها تخليها تفكر تتتحر
رفعت رأسها تناظره بغموض قبل أن تقول مستفهمه
سالم بترقب و عيناه لا تحيد عنها
شديتوا في الكلام مثلا !
فرح بإختصار
لا !
سالم محاولا الضغط عليها أكثر
أومال هي هتحاول ټموت نفسها
كدا من الباب للطاق
أغضبتها لهجته و طريقته
معها و كأنه يستجوبها لذا قالت پعنف مكتوم
بصراحه معرفش .
أستمر بإستفزازها قائلا بهدوء
مش مفروض انتي اختها الكبيرة و تعرفي كل حاجه عنها !
أرادت إيلامه كما آلمها لذا قالت بتهكم
زي مانتا أخو حازم الكبير بردو و المفروض أنك كنت عارف عنه كل حاجه !
إسودت عيناه و أزداد عبوس ملامحه الخشنه تزامنا مع أنفاسه الحادة التي كانت تتخلل الصمت الدائم الذي قطعه حديثها المټألم حين قالت
لو كانت النظرات ټقتل لكانت خرت صريعه في الحال و لكن و بالرغم من مظهره المظلم كانت لهجته خافته و لكن مخيفه حين قال
و إيه إلي وصلتيله أختك برغم كل حاجه إلا انها معاكي و في ك مدفنتيهاش بإيدك تحت التراب مثلا
أغمضت عيناها پألم جلي لم تقدر علي إخفاؤه و ودت لو تخبره بأن يكون الإنسان علي قيد الحياة فهذا لا يعني أنه بخير و لكنها أبتلعت غصه مريرة قبل أن تقول بجفاء
ربنا يرحمه و أيا كان مين غلط فخلاص إلي حصل حصل و الموضوع أنتهي . و أتمني أن معرفتنا ببعض تنتهي هنا زي ما كل حاجه أنتهت .
أرتفع إحدي حاجبيه من كلماتها التي كانت ستارا لشئ تخفيه فأخذت نظراته ترتكز علي ملامحها يحاول ثبر أغوارها و لم يفت عليه إهتزاز حدقتيها و التي لم تفلح نظارتها الطبيه في إخفاء تعابيرها بالكامل . و لكنه بنهايه المطاف أومأ برأسه دون حديث لتتراجع دون وداع ملتفته للجهه الآخري مطلقه ساقيها للريح لتحملها بعيدا عنه و لكنها توقفت بمنتصف طريقها علي صوته الحاد و لهجته الخشنه حين قال
دايما للقدر آراء بتخالف أمنياتنا و توقعاتنا!
توقفت للحظه تستوعب جملته فشعرت بخطواته القادمه تجاهها و ما أن أصبح بقربها حتي سمعت صوت أنفاسه
الحادة فإلتفتت لتجد أنه أصبح علي مقربه كبيرة منها حتي شعرت بحراره كبيرة منبعثه من جسده إلي جسدها الذي تجمد فجأة عندما سمع