رواية رائعة بقلم الكاتبة انجي عصام الدين
لا تستطيع تمالك اعصابها ولا تعلم كيف تمكنت من
القيادة
من الشركة الى هنا دون ان ټحطم السيارة او تتسب في حاډث ما سارت بجوار اسماء التي اصرت عليها ان تتمدد في المقعد الخلفي للسيارة بينما اهتمت هي بالقيادة فقامت ياقوت بضم ساقيها الى صدرها وهي تحاول ان توقف ارتجاف جسدها وما ان وصلوا الى المنزل حتى دلفت الى غرفتها في منزل اسماء و جلال وتمددت بكامل ملابسها على الفراش واغمضت عينيها بقوة لعلها تتمكن من ايقاف ارتجاف جسدها
فيه ايه يا محمد هو انت تعرف البنت دي
محمد وهو ينظر اليه ايوه كنت اعرفها من كام سنه
محمد هبقى احكيلك كل حاجه يا عاصم بس لازم امشي دلوقتي عشان سايب جميله في البيت لوحدها في اسكندريه
عاصم ماشي يا سيدي بس ابقى حاول تجيبها تقعد هنا معاك بدل الشحططه دي
محمد ان شاء الله عايز مني اي حاجه دلوقتي
محمد بتساؤل اااه صحيح هي ياقوت كانت هنا بتعمل ايه
عاصم ابدا هي شريكه في محل ورد وهعمل معاهم تعاقد عشان الزينه بتاعت الحفلات هما محل صغير صحيح بس ذوقهم عالي جدا وكمان مناسبين لينا اوي وبصراحه كام واحد من صحابي رشحهم ليا
محمد تمام انا همشي بقى
عاصم ماشي يا محمد خلي بالك من نفسك
دلف جلال مسرعا الى داخل منزله فبعد ان قامت اسماء بمهاتفته حتى اتى مسرعا وترك السيارة في ورشة التصليح وما ان رأى زوجته حتى تسائل بقلق
هاه يا اسماء عامله ايه ياقوت دلوقتي
اسماء كويسه انا خفت لتجيلها النوبة حطيتلها منوم في العصير وهي دلوقتي نايمه
اسماء عينيها ورمت من كتر العياط وجسمها كله كان بيرتعش ووشها بقى اصفر انا خاېفه عليها اوي يا جلال انت فاكر ايام ما كانت بتجيلها النوبه كانت بتبقى عامله ازاي
جلال فاكر طبعا بس متقلقيش انا لا يمكن اسمح للراجل ده انه يأذيها تاني انا لغاية دلوقتي مش قادر انسى هي كانت عامله ازاي يوم ما شوفناها اول مرة من سنتين لما كنا هنخبطها بالعربيه
جلال متقلقيش هو لو حاول يعمل اي حاجه هيلاقينا في وشه انا لا يمكن اسمحله يأذيها تاني
حركت اسماء رأسها بحزن ووضعت رأسها على صدره فقام بحب والتربيت على انتفاخ بطنها موضع طفله وهو يفكر في ما ينتظرهم الايام القادمة
الفصل الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن ذكر الله
في اليوم التالي
استيقظت ياقوت من نومها ونظرت الى الساعة المجاورة للفراش فوجدت انها التاسعة صباحا فأعتدلت وهي تشعر بخمول جسدها وقطبت حاجبيها وهي ترى انها مازالت ترتدي ملابس العمل ولكن ما لبثت ان ارتجف جسدها وعقلها يسترجع كل ما حدث بالامس فهبت واقفة واتجهت الى دورة المياه لعل برودة المياه توقف عقلها عن التفكير ولكن ما ان اصبحت بالداخل حتى نظرت الى المرآة لتتساقط الدموع على وجنتيها وهي تستعيد امام عينيها كل ما حدث قبل اربع اعوام
قبل اربع اعوام
قامت ياقوت بترتيب فراشها في الغرفة التي تقطن فيها مع خمسة فتيات اخريات في ملجأ الايتام الذي تقطن به منذ ان قتل والديها في حاډث سيارة منذ عشرة اعوام واخذت تفكر في سبب استدعاء مديرة الدار لها وكانت تشعر بالقلق الشديد من ان تخبرها تلك المرأة القاسېة انها يجب ان ترحل من الملجأ بعد عدة ايام لبلوغها الثامنة عشر من عمرها وهو عمر خروج الفتيات من الملجأ فهي لا تعلم الى اين ستذهب اتجهت الى حجرة المديرة وهي تحاول ابعاد الافكار السوداء عن رأسها وما ان دقت باب الغرفة حتى سمحت لها المرأة بالدخول فدلفت وهي تنظر أرضا وتقول
حضرتك عايزاني يا مدام عفت
عفت تعالي يا ياقوت فيه ضيف علشانك
رفعت ياقوت رأسها سريعا فهي لم يسبق لها ان حضر اي شخص لرؤيتها ورأت رجلا يبدوا في الخمسين من عمره بسبب التجاعيد الي خطت في وجهه وشعره الاسود الذي غلبه اللون الابيض وكان ينظر لها بهدوء فتوترت ونظرت الى عفت وهي تقول بصوت خفيض
ياقوت ضيف عشاني انا
عفت ايوه تعالي اقعدي ده الحاج سعيد العشري يبقى خالك يا ياقوت
نظرت لها ياقوت بذهول وقبل ان تتحدث تحدث