رواية رائعة بقلم الكاتبة ولاء رفعت
الشغل وفي يومين الإجازة أطلع علي إسكندرية أقعد معاهم.
تدخلت زينب قائلة
_ وأنا موافقة.
رمقها زوجها بضيق فأردفت
_ كلام أخوك كله صح ولو عندك حل تاني شور علينا وإسكندرية غير هنا علي الأقل ما أصتبحش بوش العالم اللي هنا وأسمع تلسين من اللي يسوي واللي ما يسواش.
قال كريم
_ ولما تجهزوا حالكم عرفوني وما تقلقوش الشقة مفروشة من كل حاجة وفيه سوق قريب وأنا هابقي معاكم بس ياريت يكون الكلام ده قبل ما الأسبوع ده يخلص عشان كلموني من الشغل ولازم أسافر.
_ أعملوا اللي تعملوه.
زفرت الأخرى بامتعاض وقالت
_ شوفت يا كريم أهو كده من ساعة لما قام بالسلامة وأنا مش عارفه هو عايز إيه بالظبط.
أجاب عليها
_ ما تقلقيش أخويا وأنا عارفه أعذريه الصدمة مشوشه علي تفكيره ومع الوقت هايرجع أحسن أنتي بس خليكي جمب بنتك هي محتاجة لك أنتي أكتر واحدة وربنا يطمنا عليها ويقومها بالسلامة.
وقبل أن يعدوا للرحيل ذهب محمد إلي مكتب المحامي لمتابعة الإجراءات لكنه تفاجئ بالباب مغلق قام بالاتصال عليه فتلقي رسالة مسجلة بأن الهاتف مغلق أيضا تعجب لأن هذا الوقت هو موعد عمله في المكتب أخذ يضغط علي زر الجرس ويتبعه بطرق الباب عدة مرات حتي ظهر له من خلفه رجل ذو مظهر بسيط يقول له
عقد الأخر حاجبيه و سأله والقلق يساوره بداخله
أومال هو هيجي إمتي
أجاب الرجل
_ هو ساب المكتب لصاحب البيت وسافر بلاد برة.
أزدرد ريقه وهو يشعر بجفاف حلقه من ما يسمعه للتو
_إزاي
أجاب الرجل
_والله يا أستاذ كل اللي أعرفه قولتهولك.
و يشاء القدر وتأتيه مكالمة هاتفية من رقم غريب أجاب علي الفور
_ ألو مين معايا
_مش مهم تعرف أنا أبقي مين بس حبيت أقولك أبقي فكر مليون مرة قبل ما تقف قدام حماد السفوري أنت و بنتك و المحامي اللي أنت وكلته باعك و الأدلة كلها خلاص بح.
صاح محمد پغضب
_ أنت مين
لكن لم يتلق أي إجابة سوي إغلاق الخط في وجهه فأطلق الآخر السباب والشتائم.
عاد خالي الوفاض يشعر وكأن الدنيا تهبط عليه بسوطها دون رحمة ذهب إلي الطبيب الذي دون له التقرير فأنكر معرفته به وبابنته وكاد يجن جنون الآخر تأكد أن يد حماد الفاسدة قد وصلت إلي الطبيب أيضا ما هذا يا الله أراد أن يجلب حق ابنته بالقانون وها هو الذي ردد القسم بنصرة المظلوم و تحقيق العدل قد خالف وعده ونصف الظالم مقابل المال فما أبشع أن ترتكب مثل هذا الذنب بل في حد ذاتها كبيرة من الكبائر فهي فتنة هذا العصر وآخر الزمان الذي نعيشه حاليا قد انقلبت الموازيين عبثا فالظالم هو من صاحب الحق والمظلوم هو الجاني الباطل من يمسك باللجام ويقود بلا هوادة لكن هيهات رب الحق يترك ما يحدث ليري مدي إيمان وصبر المؤمن اختبار دنيوي للظفر بالجائزة الكبرى و هي جنات الفردوس فيا صاحب الحق لا
استقبلته زوجته و سألته عن حالته المزرية
_ خير يا محمد حصل إيه تاني
جلس أمامها علي الأريكة مجيبا بخزي
_ و هيجي منين الخير طول ما أمثال حماد مالين البلد من ظلم وقرف.
جلست بجواره وهي تعقد وشاحها علي رأسها قائلة
_ هو المحامي قالك حاجة جديدة حصلت في قضية البت
وضع كفيه علي رأسه المنكس إلي أسفل من الحزن والوهن أجاب بحسرة أب يشعر بالظلم
_ المحامي ربنا ينتقم منه أو يبتليه بمصېبة طلع بيضحك علينا وباعنا لحماد السفوري وأداله الدليل اللي كنا هنقدمه للنيابة عشان يجيبوا لنا حق بنتنا حتي تقرير الطب الشرعي اللي قالي هيستلمه بنفسه روحت أسأل عليه لاقيت الدكتور بينكر كل حاجة فهمت إن حماد والمحامي أشتروه بالفلوس هو كمان.
شهق پألم ليردف بصوت مخټنق
_بنتنا ضاعت يا زينب حق بنتي ضاع ومش عارف أعمل إيه مش عارف هارفع راسي إزاي قدام الجيران ولا البلد ولا في الشغل.
ربتت علي ظهره بمواساة قالت
_ماتقولش كده يا أبو شمس ما عاش ولا كان اللي يخليك تحني