رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور
قدمها أمامها وتنظر اليها شاخصة البصر لا تريد أن تجلس معهم حتى لايروا دموعها وشهقاتها التى كانت كالقنبلة على وشك الانفجار وأنفجرت فى وقت غير مناسب أبدا
وظل رامي يراقبها ويرمقها بنظرات غريبة وهو جالسا على المقاعد الخاصة بالنادي
تنهدت وحاولت أن تتماسك حتى تكمل بقية اللعب وعندما وقفت بصعوبة لمحت سيف ينظر اليها من بعيد ويمسك كرة قدم ويركلها بأقصي قوته لتتجه اليها
لتشعر أنها بين زراع أحدهم ويتآوه فتحت عيناها بسرعة لترى أنه رامى !!!
فقد منع الكرة من الوصول اليها لتأتى مندفعة فى ظهره
لم ترى عيناه من قبل بهذا القرب زيتونية بداخلها عسلا رطبا تحت رموش كثيفة
لم يعطي لها كلمة واحدة وذهب
مسرعا الى أخيه يدفعه من صدره العريض ليرجع سيف عدة خطوات الى الوراء
_ أنت كمان عارف وأنا بقول أنت مقرب منه كدا ليه دايما هتف بها سيف بنظرات خبيثة
_ بطل بلطجة وابعد عنه
_ متحولش تعيش دور الغبي عشان عنيك كشفاك
ليخطوا إلي إسلام ويتذكر ما رأه مؤخرا عندما وجد سيف يسرع وراءه منذ أيام فتابعه خوفا عليه
تساءل ما سر هذا الرباط فقرر أن يذهب الى الحزانة ليبحث فى محتوياتها فلم يجد سوى ملابسه
_ عاوز أتكلم معك هتف بها رامي لياسمين وهى ترمقه بنظرات خائڤة تارة والى سيف تارة أخرى
مالت الشمس الى الغروب وأقبل الظلام تحت ضوء البدر والاضاءة التى بعمود أنارة الملعب تسير الى رأسها
جلست على الارض حتى أفترشت أرضية الملعب تريح جسدها وعندما سمعت صوت خطواته جلست مسرعة تترقبه
تنهد وهو يجلس على الارض بجانبه ويرجع يديه الى الوراء ويرفع بصره الى السماء
التفتت اليه بوجهها منتبهة له وتقول بتوتر بعد صمت دام عدة ثوانى
_ أيه !!! إشتريت حاجة كنت محتاجها ليه
_ أشتريت ايه قالها رامي وهو يدير رأسه اليه يتفحص لغه عيناه المتوترة
أدارت ياسمين وجهها الى الامام بسرعة حتى لا يرى ضعفها الذي سكن عيناها
_ أتمنى ميكونش حاجه تخسرنا بعض
ازدردت ريقها بصعوبة وقد بدأت يديها ترتعش فوضعتها على عشب الملعب تمررها ببطئ وهى تقول
_ اااه
أنتفض رامي واقفا بخطوات مسرعة الى نهاية الملعب بعد ان اخبره ان ينتظره فوقفت ياسمين تتابعه وهو يذهب الى نهاية الملعب
وعندما رجع وجدته يمسك بكرة قدم ويأتى اليها مسرعا وعندما بقي بينهم عدة خطوات قام رامي بركل الكرة الى ياسمين متستغلا عدم تركيزها فجاءت الكرة فى أسفل بطنها بقوة
_ ايه يابنى مش تاخد بالك وأنا بشوحلك الكرة
_ مختش بالي
صدم رامي منه وهو لايرى أنه يشعر بأى ألم فالطبيعي أن يشعر مثل الرجال
ابتلع رامي ريقه وقد تقين من بعض الاشياء التى تسمح له بالشك
صاد الصمت بينهم لدقائق حتى قټله بكلمة
_ مراتى اللى كنت بحبها وكانت بتحبيني زى ماكانت بتقول سمعتها بتكلم راجل فى الموبايل
التفتت ياسمين تنظر اليه مرة أخرى پصدمة فنبرته تغيرت الى الحزن
_ تعرف كانت بتقوله ايه
أنى مش مكفيها وأنى وأنى
حاجات كتير أوووى يا اسلا
زفر بشدة وأردف
_ رميتها فى الشارع وطلقتها
تعرف العجيب ايه أنى أهلى عرفوا وعوزين يرجعوها اللى قهرني أكتر عاوزين يرجعوها بعد ماعرفوا أنها زورت فى الاختبار الخاص بيا وقالت أنى مبخلفش
محدش بص لصډمتى كله
همه الصفقة بتاعت الشركة كانوا مجوزينى ليها عشان المصلحة حتى هى قالتها بس أنا أتجوزتها عشان بحبها
أنا بكره الكذب وبكره اللى واخدينه كدرع حماية
قال رامي كلمته الاخيرة لتنتشل ياسمين من الصدمة الى حياتها التى كانت عبارة عن كڈبة
وضعها والدها فيها وتركها وهى فقط لا تستطيع أن تكشف حقيقتها للخوف من ردة الفعل
فقالت بتوتر
_ الكذب ساعات بيبقي ڠصب عن الواحد يمكن خاڤت تطلقها لما تعرف أنها مش بتخلف
_ ومين قالك أنها مش بتخلف
قالها رامي وهو يتفحص عيناه
فدهشت ياسمين عندما وصل اليها أنها لاتريد أن تحمل منه فصمت لاتعرف ماذا تقول فى تلك الحالة
بقت تبحث عن بعض الكلمات لكن لاشئ يجول بخاطرها
فأردف رامي وهو يتابع صمته
_ أنت ايه رايك أرجعها ولا اطلقها
رد عليا يااسلام اطلقها ولا أرجعها
وقفت ياسمين على قدميها
وقد شعرت بالآلم فيها فوقف
رامي مقابلا لها وهو يقول
_ اللى هتقول عليه هنفذه
رد عليا متبصليش كدا
_ دى حياتك وأنت حر مدخلنيش فيها
_ ايه
رجعت ياسمين الى الوراء وهى تراه ينظر اليها بغرابة حتى شعرت بالخۏف منه نظرت حولها لتجد أن النادى فارغا فالتفتت مسرعة تخرج
_ لو فى حاجه قولى متخبيش عليا إحنا مش أصحاب يأاسلام
بدأ يوم جديد محملا بالهموم قامت من الفراش لتقف على قدمها لتصيح پألم منها
فقد تورمت كثيرا من تأثير الوقعة مررت