رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور
يدها على ثغرها پخوف وهربت الى غرفتها تبكي فكيف لها أن تخرج من البيت والى أين فهى لا تملك من حطام الدنيا سوي عمها
وفى الصباح الباكر
وصل اليها طرق الباب لترتعد مما تخشاه وهى تنظر الي عمها بعيون راجية ألا يتركها
جلس كل منهما أمام الأخر الكل منهما لديه كلمات عالقة داخله ينتظر الأخر أن يفصح لكن الصمت كان سيد الموقف حتى بدأ عمها ناجى عن التحدث وسؤالها بالإطمئنان عليها
شعرت ياسمين بالخۏف وهى تنظر الى المال فهى لا تريد أن تكون حملا ثقيلا عليه وخاصة بعدما سمعت كلام زوجة عمها
فقالت
_ أنا معايا ياعمي خليهم بعدين
وأصرت ألا تأخذ المال
تنهد عمها ناجي وهو ينظر اليها ويربت على ظهرها فقد فهم من كلامها أن المبلغ الذي سرقته من أدم لا يزال معها
فعلم حينئذ أنها هى من سړقت المال من أدم وخشي أن يواجهها بالأمر كى لا تشعر بالاحراج من نفسها
شعرت ياسمين بالراحة وعمها يخبرها أنه سيقوم بدفع تكلفة تعليمها حتى تتخرج والى ان تحصل على عمل وأنه يجب عليها فقط أن تتفوق فى دراستها فقالت ياسمين
معاك وجنبكم هنا
أنخلع قلبه وهو يرى الدموع تتساقط من عيناها فعلم أنها سمعت بحديثه مع زوجته البارحة فبكي على تلك الصغيرة التى تحملت كثيرا فقال مشفقا عليها أكثر
_ أنا قولتلك أنك بنتى فى حد يسيب بنته متقوليش كدا تانى أنا عمرى ما هسيبك ابدا أنسي كل اللى سمعتيه
فبقت أسبوعا كاملا فى غرفتها حتى جاءها العم عبده يخبرها بأمر هذا الرجل مرة أخرى فأسرعت إليه
لترى صندوقا أصغر قليلا من الصندوق الضخم الذي وصل اليها مسبقا وباقة من
زهور الياسمين
حملته وهى تدخل الى غرفتها ويتولد داخلها بعض السعادة البسيطة قامت بفتح الصندوق بعد عدة محولات فقد كان مؤصدا بقوة وكانت تقطع الشريط پعنف حتى تعرف مابه
وحذاء رياضيا بلون الابيض مع شريط لامع وحقيبة زرقاء صغيرة
كلما تأخذ شيئا منه تجد شئ أخر بالاسفل حتى وصلت الى النهاية لترى ورقة مع جواب بداخله بعض المال
ربما تتسألين لما أرسل اليك الكتير من الزهور لا تتعبي نفسك فى تلك الاسئلة دعى الزهور فقط على أنفك وستخبرك
فقالت
_ مچنون !!
فأغلقت الورقة بطيها عده طبقات ونظرت الى المال وهى تتنهد فيدها تشعر بالعجز برغم الخجل
_ هرد جمايلك دى كلها ازاى ياسيف
ليه رامي مش زيك
شعرت پألم فى قلبها فأخرجت زفرة طويلة ثم وقفت أمام المرآة وهى تمسك بهذا السلوبيت
ارتدته وهى تنظر الى المرآة باعجاب فجرى اليها الحماس فخرجت فى فناء المنزل تشم عطر الهواء الذي كان مليئ براحة الياسمين
وبعد إمضاء بعض الوقت مع الزهور قررت أن تذهب الى الطبيب الخاص بها فرجعت لتأخذ المال من غرفتها وما إن عادت لترى دراجة تمسكها لبني يظهر أنها قامت بشرائها فالتمعت عين ياسمين بالخبث وأنتظرت لبني أن تصعد لأعلى وقامت بخطڤها وذهبت مسرعة بها
لم تتوقف عن الابتسام والضحك وهى تتخيل ردة فعل لبني
فقد فكرت كثيرا أن تذهب اليها وتخبرها عن المال الذي تشك بأنها أخذته فخاڤت فى اللحظة الاخيرة أن تذهب وتخبر أدم فيأتى اليها من جديد ويوبخها بأنها لم تعد المال الى رامي
_ أأأأه يارمي طلعت نااار وأنانى نسيت أننا صحاب فى ثانية وحړقت دمى
أنقلب وجهها الى العبوس وهى تتذكر ما مرت به معه منذ الصغر
حاولت أن تطرد تلك الأفكار وتخبر نفسها أنها ملت من الحزن
وما إن وصلت الى الطبيب وجدت هالة تجلس على العشب وتقطف الزهور أسرعت اليها وقاما بالترحيب ببعضهما
_ كويس أنك غيرتي من نفسك ياياسمين
_ أأه الحمد لله التغير مكنش سهل بس أديت لنفسي فرصة
_ بصراحة أنت بنت جميلة ورقيقة
نظرت ياسمين اليها طويلا وقالت
_ وأنت كمان ياهالة جميلة ليه مابتديش لنفسك فرصة
_ أكيد التحسن بيجي مع الوقت بس أنا حاسة أن صوتك بقي ناعم شوية عن الأول
_ صوتى ايه أنا عاوزة نفسي من جوه اللى تتغير
_ اللى يشوف عزيمتك وأنت بتتكلمى أول مرة ميشفكيش دلوقتى
_ فوكك خلينا فيك
_ لا فيا ولا فيك خلينا نفرح شوية من النكد
بقت ياسمين وهالة يقصون على بعضهما ما حدث فى الفترات الاخيرة يحكون ساخرين على حياتهم وما فيها من متاعب فقالت هالة
_ تفتكرى ياياسمين هنبقي طبيعين في يوم من الايام
_ مش عارفة بس الدكتور بيقول ان لازم اقنع نفسي أنى طبيعية
_ بيقولى كدا برضه بصي استنيني لما أخلص عند الدكتور ونروح نلف مع بعض ماشي
وبعد مرور الساعات وأنتهاء كلا من ياسمين وهاله من زيارة الطبيب أختاروا