رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور
قلبه لا ينبض لغيرها ويؤرقه فى الليل شاغلا بذكرياتها وأنه لم يعد هناك مكانا خاليا فى غرفته من نقوش رسم وجهها عليه
حاولت أن تكمل شرحها له وتنظر اليه بنظرات خاطفة لترى أن عيناه متسلطة عليها فقط
جاء أحد العاملين بالكافيه بكوبا من العصير مع ورقة صغيرة ويعطيها الى رامي ويشير الي فتاة تجلس بالقرب منهما
وبعد ثانية واحده
امسك رامي الورقة وقام بقراءتها وما ان إنتهي حتى
قام برميها داخل سلة القمامة التى بالجانب وأمسك بكوب العصير ويقدمه الى ياسمين
_ إيه اللى مكتوب فى الورقة
_ ملكيش دعوة
وبعد إنتهاء الوقت وخرجوا من الكافية وقفت أمام باب الدخول وأستأذنته لترجع لدخول الحمام وعادت مسرعة الى السلة تبحث عن الورقة وتقرأ مابداخلها لتجد داخلها رقم الفتاة مع عنوانها
وبعد أن عادت اليه وقفوا أمام المبني بجانب طريق السيارات فقالت له مودعة
_ بكرة أخر امتحان حل بقي وانجح خلينا نخلص
_ هحاول بس متحطيش أمل
فى تلك اللحظة وقعت عيناها على زوجته وهى تمشي فى الجانب الاخر من الطريق ويدها ممسكة بيد رجلا أخر
_ أنت هبلة بتعملى كدا ليه هو أنت متعرفيش أنى طلقتها
_ طلقتها
_ أأه عوزانى اعيش مع واحده خاېنة إزااى تنهيدة
ياسمين
لو أتقدمت ليك توافقي
_ اييه
_ فكرى قالها رامي وهو يدير رأسه الى ناحية سيارته ويمشي من أمامها وعيناه لا تفارقها
شعرت بقله الهواء داخل رئتيها وقلبها ينبض بقوة و تلتقط أنفاسها بصعوبة ويبقي التفكير يدور حول عقلها بسيوف توخز قلبها
قامت من الفراش تبحث عن تلك السلسة التى ألقتها فى ذلك اليوم على مرآتها حتى أنكسرت
بحثت
عنها ساعة كاملة حتى وجدتها وراء المرآة
تقرأ كل كلمة بسخرية حتى إحتلها شعورا غريب يتسلل داخلها
أمسكت السلسة مرة أخرى وحاولت أن تفتح القلب الذهبي بأقصي قوتها برغم الألم الذي أتى من قفله الحامي حتى جرحت أناملها
أنفتح القلب بعد عدة محاولات لترى بداخله كلمات مطبوعة بارزة بالذهب
أنا حبيبة أدم
_ إإإإيه حبيتك التيييت إتفووو هتفت بها ياسمين پغضب وقامت بإلقاء السلسة مرة أخرى الى حائط الغرفة
ولم تستطع النوم طوال الليل
وفى الصباح الباكر تجمعت الهالات السوداء حول عيناها البراقة فبقي جمالها طاغى ومثبتا على الفتنة الناعمة
ذهبت الى الإمتحان صباحا متسللة بوقت باكر جدا حتى لا تقابل أدم
وبالفعل نجحت فى الهروب وذهبت إلى الإمتحان ولم يتوقف أدم عن الإتصال بها فأغلقت الهاتف حتى تتجنب مقابلته
ودخلت الى قاعة الامتحان بحثت عن رامى كثيرا ولم تراه فى أى مكان فلم تتوقف عن السب وما إن انتهت من حل الامتحان خرجت فى منتصف الوقت مسرعة حتى تذهب الى البيت و لا تركب مع أدم فهى تريد أن تتجنبه
فوقفت تنتظر سيارة أجرة وتتذكر الكلمات المكتوبة داخل القلب وتقول بسخرية
فى تلك اللحظة وقعت عيناها على رجلا تعرفه جيدا فدارت بظهرها الى الوجهة الأخرى فكانت حركتها مساعدة له بما يريد فعله
_ أدخلى فى العربية قبل ما أخلص عليك
الفصل السادس عشر
_ أدخلى يلا يا تييت
لم تتخيل أبدا أن إبن عمها الثاني شقيق لبني قد يفعل ذلك ولما
دخلت الى السيارة والړعب يسري داخلها بامواج ترعد وتبرق حتى نزلت الدموع وعادت بطوفان
ودموعها تبدوا كابئر ينفجر منه المياه التى انتظرها أهل قرية جف منها الماء اعواما حتى يفرحون بهذا القدر وهم يروا إنكسارها بشلالات دموعها
_ مش مكفيك أنك طلعت تتييييت لا وكمان عاوز ټخطف جوز اختنا دا أنت جريئ أوووى
قالها الاخ المتوسط وهو يقود السيارة وينظر من مرآته الأمامية التى تصل صورتها بها
فهتف الأخ الأصغر وهو يمسك بشعراتها الحمراء ويلثمه بأنفه
_بس اللى عمل العملية دى
شاكله شاطر
_ هنعرف كلنا لما نوصل أنا عندى فضول شال أجهزته وركب الحاجات التانية دى إزاى قالها الاخ الاكبر
ضحك ثلاثتهم بقوة داخل السيارة وعيونهم تلمع بخبث حاقد
وقفت السيارة فى
مكان صحراوى لا يوجد به عشب ولا حياة فقط سيارات مسرعة تمشي على الرصيف بسرعة هائلة ومخزن كبير مغلق بأبواب حديدية
_ كل دا بتجبوها
فقال الاخ الاكبر
_ ايه اللى جابكم هنا عاوزين تودونا فى داهية
_ مش لازم أكون هنا عشان أشوف البلوة السودة لاخر مرة
وتزيح عن فمها اللاصق وهى تضحك بسعادة غامرة وهى ترى دموعها وآلامها
_ شوفتى دى أخره الطمع كنت فاكرة إيه أنك هتعرفي توقعى جوزى فى أيدك وتستولى على مركزى و نسيتى ان ورايا رجاله وإنك ياعيني لوحدك هاهاههاها
هسبهالكم بقي يارجاله هه على أتفاقنا
قالتها وهى تقوم بإعطاء الأخ الأكبر قنينة متوسطة الحجم ممتلئة بسائل شفاف
_ منك