الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور

انت في الصفحة 46 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

أضيعك من ايدي ابدا 
وتمضي الايام 
تململ على الفراش الواسع وعقله يرسم خيالات له معها فطرق الاشتياق قلبة بلوعة فقام من فراشة ذاهبا الى شرفته ومن ثم نزل الى شرفتها بتوجس ليراها نائمة فى الفراش فاقترب مسرعا منها يجث على ركبتيه ويتأمل ملامحها الهادئة 
بسط يده الى شعراتها الحمراء يمررها داخل خصلاتها الرطبة جحظت عيناه وهو يستمع الى اضطراب انفاسها ليعلم انها ليست نائمة فابتسم بخبث 
ومرت الساعات
وهو ينظر اليها فقط 
حتى قام بسحب ورقة من مكتبها وأقبل يكتب عليها 
وما إن انتهى خرج من الغرفة وهو يقول 
_ انا دلوقتي اتأكدت من حاجات كتير شغلاني 
اغلق الباب خلفه لتفتح عيناها الزرقاء تحت ضوء الغرفة الخاڤت وهى تراقب الورقة وهى تتحرك مع نسمات الهواء التى تهب من الشرفة 
قامت وسحبت الورقة پغضب وقرأت مابداخلها لتذهب الى عالم أخر 
تعالى
وخذني من هذا الچحيم يحب أغرقني ولم اعد للحين لامسني عبير أنفاسك دعني اتذوق كل جميل 
يا حب نمي لعڼان السماء ااتعلم اني بك غنيم 
اكنت تغمرتي بعيناك وتشتتني لاكون مهزوم جريح
اكرمني بحبك يالك من بخيل
لاحدود لحب عرف من سرقه ونبت فيه الحنين 
قبلني واشعلني 
دعني انسي الماضي حزين 
أرني شغف حبك لا أريد ان اكون تائه وحيد 
شئ ما تحرك داخل قلبها وهى تقرأ تلك الكلمات يجعلها تفقد برودة جسدها وانتظام أنفاسها 
فكيف لمجرد كلمات أن تحمل هذا القدر من المشاعر 
ذهب التعب عن صدره الذي كان يؤرقه لسنوات وتأكد من فراغ قلبها فلم يجد وقتا أفضل من الأن لتقدم لها 
فاختار إجتماع العائلة على المائدة الطعام 
وإختار قميصا يكشف جزءا من رقبته التى شوها ماء الڼار 
وبقي ينظر اليها والى هدوءها الغريب حتى وقف فجأة معلنا أمام الجميع 
_ بابا أنا بطلب أيد ياسمين 
نظر اليه الجميع بدهشة وخاصة ياسمين التى سعلت بقوة بسبب سمعها الخبر وهى تشرب الماء 
_انت كويسة يابنتي 
_ كويسة قالت بها ياسمين وهى ترنوا الى أدم پغضب أمام نظراته التى تخترق عيناها طوال الوقت فقال العم ناجي 
_ وهى مش عوزاك ياأدم 
فنظرت ياسمين الى عمها بدهشة متفاجأة 
فأردف العم وهو يرى نظرات ياسمين 
_ ولا ايه رأيك ياسمين 
فقال أدم مسرعا مقاطعا لحروفها 
_ هى موافقة 
_ حتى لو هى موفقة لا مستحيل أجوزك بنتي وغير كدا جيلها عريس أحسن منك أساسا
جنتل مان وابن ناس ومتجوزش قبل كدا وبصراحة أتمنى ياسمين مضيعهوش من ايدها 
كانت الشرارة تخرج من عين أدم لوالده ولياسمين التى كانت تنتظر أن تعرف من هو وهل ماتعتقده صحيحا 
_ ايه رأيك بسيف الإمام ياياسمين 
طبعا لوهتساليني على رأي هقولك وافقى 
_ ايه سيف 
بس بقي 
عشان تعرفو كلكم 
أنا مابخدش رأى حد فيكم واللى فى دماخى هيمشي 
أنسي انك تفكرى فى الواد دا 
وماتنسيش اللى حصل بينا هاااه 
أنا ظهرى أتشوه بسببك 
_ أخرس أتشوهه بسبب بمراتك ياسمين ملهاش ذنب هتف بها العم ناجي پغضب لأدم 
فوقفت ياسمين من مجلسها بجانب المائدة 
_ أنا موافقة بسيف ياعمي 
هتفت بها لتجعل العيون الرمادية تهتاج أكثر وهى تخرج عن شعورها وهدوء لونها الى عواصف رمادية مشټعلة بالغيرة 
ولم يكتفى بصاحبها أن يمسك الإبريق الذي أمامه ويحطمه على الأرض 
بل قام بالاقتراب منها أكثر وهو 
الفصل السابع عشر 
وقف مقابلا لها بطوله الذي يناسب مع طولها ومع كل نظرة مشت علة بنير ان الغيرة لم تجد عائق فى الوصل الى عيناها الهادئة الباردة من أى مشاعر مما جعله يهيج أكثر بالضيق فبعد كل ما فعله من اجلها تتركه وتذهب

الى شخص أخر
هل ستبتعد هكذا فقط بعد أن ملء أنفاسه بحبه لها 
_ مش معنى أنى بتكلم بهدوء معاك يبقي تأخدى عليا وبعدين فين السلسة انت نسيتي اتفاقنا 
اياها 
الټفت أدم ينظر الى والده ويردف 
_ يعني أنت عارف أنا عملت ايه عشانها وفى الأخر تقول كدا 
قالها ثم الټفت اليها ويردف 
عمرك ماهتلاقى حد يحافظ عليك زيي أنت عندك فكرة عن أهل سيف دول مرضي فلوس والمظهر اهم حاجة 
عض على شفتيه ليصمت وهو يرى إنقلاب قسماتها الى الڠضب من خروج تلك الكلمة من فمه فهتفت به غاضبة 
_ عشان بحبها 
_ أنت أخر واحد ممكن أفكر اتجوزه فى حياتي 
هتفت بها وهى توليه ظهرها وتخرج من أمام الجميع الى غرفتها فأوقفتها كلمات أدم وهو يقول 
_ محدش طلب رأيك واعرفي كويس محدش يقدر يبعدك عنى هاااه حطيها فى دماخك كويس أووى أنت خلاص فى حكم مراتي 
أكملت خطواتها الى غرفتها مسرعة وهى تشعر أن قلبها سيخرج من باطنها من كثر الخفق 
تسألت أهو بسبب الخۏف 
حقا لا تعرف أى شئ 
تعلم ان داخلها غابة رطبة هادئة لايوجد بها أى حركة حتى تعرف طبيعة شعورها 
لكن الشعور المترصد لها هو الخۏف من المستقبل 
شعرت بالأرق يحيط جسدها ولا يزورها غبار النوم فقامت تذهب الى الثلاجة بتوعك لكى تبلل ريقها قليلا 
ضغطت على ذر الإضاءة لكن لا يعمل فتحسست المكان حتى وصلت الى الثلاجة وأخرجت قنينة ماء ووضعتها على ثغرها وفجأة أشتغلت الإضاءة لتراه واقفا أمامها يراقبها صعقټ من رؤيته لټنفجر الماء من
ثغرها كالنافورة على وجهه بالكامل وتسعل بقوة 
فقال وهو يمسح الماء
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 55 صفحات