رواية رائعة بقلم الكاتبة وداد

قبضوا على الكل و عفراء معاهم
نوسة ايه يا لهوي هو البني أدم ده مش ناوي يسبها في حالها أنا لازم أروحلها دلوقتي حالا لازم أعمل حاجة عشان أخرجها
يامن اهدي يا نوسة و منلاقي حل بس نخليها لصبح الصباح رباح
نوسة مستحيل أسيبها تبات هناك
يامن بس. ......
نوسة مش عايزة أسمع حاجة أنا رايحلها
يامن ماشي يلا بنا بس أنا هوصلك و أستناكي برا
نوسة ماشي
__
عند مركز الشرطة تحركت عفراء حذو وسيم و قد عزمت في قرارة نفسها أن تخرج مهما كلفها الامر لذلك ألفت تلك الكذبة
وسيم انتي بتعملي ايه هنا
عفراء و هي تبكي حتى تؤثر على وسيم و يساعدها أرجوك خرجني من هنا أنا مليش دعوة بهم

وسيم يعني أنتي اتقبض عليكي معاهم
عفراء اه
هئ هئ
وسيم صعب إني أخرجك بسهولة كده لأن الموضوع مش بإيدي
عفراء ارجوووك أنا معرفهمش أنا اتقبض عليا بالغلط لأن كنت ساعتها جاية عايزة أشوف حد من معارفنا
وسيم إنتي متأكدة أنك مش معاهم
عفراء صدقني أنا معرفمش ممكن تتأكد من نوسة
وسيم و قد بدأ يضعف أمامها عيناها الدامعتان اللاتان تترجاه لإخراجها من هذا المأزق بس
عفراء عشان خاطري. لا لا عشان خاطر نوسة اللي بتعبرك زي ابنها خرجني من هنا زمان أهلي قلقانين عليا دلوقتي لأني مش متعودة أتأخر برا كده
وسيم بس انتي مبارح كنتي برا بعد الوقت ده
عفراء باستغراب ايه
وسيم أنا لما كلمتك دلوقتي تأكدت أنك نفس البنت اللي كنت هخبطها المبارح بالعربية مش ممكن أخربط في صوتك إلا قوليلي كنتي هربانة من ايه ... قوليلي و أنا أوعدك إني أخرجك من هنا
عفراء پخوف من أن تفقد تعاونه طبب خرجني و أنا هقولك سبب خروجي مبارح أوعدتك
وسيم طيب اقعدي هناك و أنا هشوف القاضي حسين و أرجعلك
عفراء بأمل حاضر
في منزل عائلة رأفت حسن كانت ميسم تقص على خالتها اتفاقها مع هالة و وعدها لها بالمساعدة للفوز بوسيم
سهام أنتي واثقة من الست دي
ميسم أنا لا يمكن أثق في حد بس معنديش خيار تاني هالة هي الوحيدة اللي ممكن تخليني أقرب من العيلة دي و أحط إيدي على كل حاجة
سهام بس خلي بالك منها دي ظاهر ملهاش صاحب يعني تقدر تبيعك في ثانية
ميسم اطمني أنا عاملة حسابي
سهام إلا إنتي ممكن تربي بنت وسيم و تعامليها كأنها بنتك
ميسم هههههههههههههههه بتهزري صح
سهام هههه أنا قولت كده بردو
ميسم أنا هالة تتطمن و تفتكر أني هعاملها وكأني أمها بس أنا هيعشها في حجيم بس لازم أطفش عمتها الأول
سهام أهو ده الكلام شاطرة يا بت
ميسم تربيتك يا خالتي ههههه
بعد أن غاب وسيم مدة لاتتتجاوز العشر دقائق خرج برفقة القاضي و إتجهوا أين تجلس عفراء
رأفت و قد اختلجه شعور جميل حين لمحت عيناها تلك الفتاة الباكية هي دي. .........
مهما حاول الإنسان تغيير الواقع و فرض أشياء وفق أهوائه و رغباته و التي من شأنها أن تكون بصالحه إلا أن القدر يبقى دائما وأبدا هو سيد الموقف مهما فعلنا ولا يمكننا أن نغير ما گتبه الله لنا ..... ليس للمرء القدرة حتى يقف في وجه خالقه .....
من يصدق أنه بعد فراق دام أربع و عشرون سنة .... فراق فرض على الأبوين من قبل انسانة انعدمت بداخلها معاني الإنسانية أصبحت روحها تتغذى على عڈاب غيرها .... بكل برود استطاعت أن تحرم رضيعة من حنان أمها و عطف أباها .... يتمت تلك الرضيعة بسبب حقد دفين بقلب تلك المرأة التي لا يتناسب معها هذا النعت ....... أم عاشت مرارة فقدانها لإبنتها لسنوات طوال و جفاء و قسۏة زوجها عليهابعد أن أدرك
مدى فداحة ما أقدمت عليه دون وعي منها و لكن الله أراد أن يلين قلبه مرة أخرى و يصفح عنها و يغفر لها ما فعلته بعد
أنتدهورت حالتها النفسية عندما علمت بخبر ۏفاتها الكاذب الى حين عودة الأمور الى مجرى فهاهو القدر يجمع الأب بإبنته بعد بعد فرض على كلاهما و لكن إلتقيا كغريبين لا أحد يعلم كينونة الأخر و لكن صبرا جميلا .... فالغد سيكون محملا بأملا يشرح له الصدر
رأفت مخاطبا وسيم و عيناها مسلطة على عفراء التي أتقنت الدور . بجدارة حتى لا يكشف أمرها هي دي البنت اللي قولت عليها
وسيم أوى يا رأفت بيه
رأفت و هو يتفحص ملامحها بس أنسة زيك بتعمل إيه هناك بالساعة متأخرة من الليل ممكن أعرف عشان نقدر نساعدك
عفراء بثبات حتى تكمل ما خططت له كنت رايحة أشوف قريبي بيشتغل هناك بس لما خرجت لقيت الخناقة بنفس الوقت اللي جت فيه الشرطة و قبضت ع الكل
رأفت بس الهدوم اللي إنتي لبساها بتقول إنك كونتي بسهرة مش رايحة لقريبك اللي بتقولي عليه
نظرت لوسيم لكي ينقذها من أسئلة هذا الرجل ... نظراتها تذيب قلبه و ټحطم الكل الحصون التي حمى بها قلبه مدة سنة كاملة لتأتي هذه الفتاة بنظرة واحدة من عيناها الجميلات و ټحطم كل هذا ...... هي دي طريقة لبسها يا رأفت أنا قابلتها قبل كده و ده ستايل بتاعها علفكرة عفراء قريبة دادة نوسة مربية نديل بنتي
رأفت يعني أنت شايف أنها مش ممكن تكون تبع الفوضويين اللي جوى
وسيم اه أنا شايف كده و كمان بت زيها برقتها و أدبها ايه اللي يخليها تعرف الأشكال دي
رأفت و هو لا يزال مترددا و لكن شيء ما بداخله يحثه على أن يدعها تذهب طب و ايه يأكدلي أنها مش بتكذب و إنها بتمثل علينا عشان نخرجها ده احتمال وارد في حالتها
عفراء مخاطبة نفسها يا لهوي ايه راجل ده ... د زي مايكون بيعرف أنا بأفكر في إيه أستر يا رب لا تتفضح الكذبة
وسيم أنا أضمنها يا رأفتد أنا من منظرها هتقدر تعرف إنها مش منهم الأنسة بتترجف من الخۏف و مش بتبطل عياط عكس اللي جوا مبطلوش زعيق من ساعة ما شرفوا
رأفت بصوف منخفض يسمعه وسيم فقط ايه يا وسيم هو حصل ولا ايه
وسيم ببلاهة هو ايه
رأفت وقعت ولا حد سمى عليك دي عينيك ڤضحاك علفكرة
وسيم بارتباك ايه اللي بتقوله ده ... د د أنا ببوصلها عادي على فكرة
رأفت ماشي ماشي مالك ارتبكت كده
وسيم عفراء لو سمحتي بطلي عياط .... قال ذلك حتى يهرب من محاصرة ذلك القاضي الذكي
رأفت خلاي يا بنتي امسحي دموعك
عفراء و هي تمسح دموعها مثل الأطفال يعني حضرتك هتخليني أروح
رأفت مبتسمة على تصرفاتها الطفولية. بنا أنك مش معاهم تقدري تروحي دلوقتي
عفراء و هي غير مصدقة لما تسمعه بجد
رأفت اه بجد اتفضلي على بيتك زمان أهلك قلقانين عليكي
بحركة تلقائية طبعت عفراء قبلة شكر