رواية جديدة وشيقة بقلم الكاتبة ولاء رفعت
أمامه توسلت إليه
سيب شعري يا جاسر.
ظل ينظر إليها بحدة وبنظرة أخرى حتى أطلق زفرة لفحت وجهها ثم ترك شعرها وقال لها بوعيد
ماشي هتروحي مني فين كلها أيام وهتقعي تحت إيدي.
كانت أمنية ترى وتسمع كل ما حدث پصدمة الرجل الذي أحبته رفض عرض الزواج منها الذي فرضه عليه والده ورأت أن مريم هي السبب الجلي لرفضه.
بعد مرور أيام العزاء الثلاثة حان ميعاد إعلام الوراثة اتصل المحامي المسئول عن الشئون القانونية الخاصة بمتاجر يعقوب وأولاده طلب من أفراد العائلة أن يجتمعوا جميعا فكان هذا الاجتماع داخل منزل يعقوب.
الحاج يعقوب الله يرحمه كان بيملك بيت من أربع أدوار وخمس محلات لبيع المفروشات الحاجة راوية نصيبها التمن في كل الممتلكات إما بالنسبة لأبناء الحاج فجاء في القرآن الكريم في سورة النساء الآية رقم١١ بسم الله الرحمن الرحيم يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين و...
ما خلاص يا حضرة الأڤوكاتو كل اللي بتقوله دا أصلا ولا ليه أي لازمة لأن الحاج الله يرحمه كان عملي توكيل عام قبل ما ېموت بشهر وكل ممتلكاته بعتها لنفسي.
نهض يوسف غير مصدق وعقب على هذه المهزلة
ازاي! بابا عمره ما كان بيعمل توكيل لأي حد فينا.
نظر المحامي إلى جاسر بجدية وقام بسؤاله
أخذ من فوق المنضدة ملفا ورقيا ومد يده به إليه قائلا
كنت عامل حسابي.
أخذ المحامي الملف وألقى نظرة على محتوى التوكيل ضبط وضع نظارته ثم قال
التوكيل سليم مية فى المية وعليه إمضة وبصمة الحاج وده بنسميه فى القانون توكيل للبيع للنفس أو للغير يعني ممكن بالتوكيل ده يبيع لنفسه كل الممتلكات وتبقى باسمه ودا اللي واضح في الأوراق المرفقة للتوكيل وممكن برضو يبيعها لأي حد.
مستحيل بابا يعمل كدا والتوكيل دا بالتأكيد مزور.
صاح بها يوسف غاضبا فأجاب شقيقه بصوت جهوري
قصدك إن أنا نصاب ومزور عيب يا يوسف دا أنا أخوك الكبير.
كانت رقية تتابع في صمت فهي كالجماد الساكن وعندما شعرت راوية أن الجدال سيحتدم بين الشقيقين صړخت قائلة
سألها باستنكار لما يحدث
يعني عاجبك يا ماما راوية اللي ابنك بيعمله
عقب جاسر بسخرية وهو ينظر إلى يوسف بتشفي وانتصار
ماما راوية! أمك اللي أبوك اتجوزها على أمي ماټت وهى بتولدك واللي خلاك عايش في وسطنا وبيربطنا بيك خلاص ماټ واللي كنت منتظره في إعلام الوراثة خلاص بح كل حاجة بقت باسمي وحق أمي وأختي محفوظ عندي يعني من الآخر مالكش حاجة هنا غير
الظلم والقهر من أشد الأفعال سوءا وأكثرها إيلاما للبشر فلا يوجد فعل أسوأ من سلب إنسانا حقا من حقوقه ولا بد من الوقوف في وجه كل من ينتهج الظلم والقهر على الآخرين فماذا يفعل الأخ إذا كان هذا الظالم أخيه
ازدرد يوسف غصة كمر العلقم أومأ إليهم وهو يهم بالرحيل من هذا البيت الذي أصبح كالكهف الموحش منذ أن رحل والده إلى بارئه فقال إلى شقيقه
أنا عمري ما أذيتك وكنت على طول بدور ليك على سبب واحد تكرهني عشانه لو عشان أنا ابن الست اللي أتجوزها أبويا على مامتك ده مش سبب مقنع أبدا الموضوع أكبر من كدا ودلوقتي فهمته أنت ما بتحبنيش عشان أنا عقدة حياتك على طول شايفني أحسن منك في كل حاجة لأنك إنسان حقود وأناني ونرجسي.
شوفوا الباشا بيشتم أخوه اللي أكبر منه بتسع سنين وفى بيته كمان!
كان صياح جاسر والذي أجاب عليه شقيقه بسأم من هذا الجاهل
أنا مش بشتمك يا أخويا يا كبير دي صفاتك وعيوبك عموما أنا همشي وهسيبك تعيش وتتهنى في حق غيرك والدنيا دوارة النهاردة ليك وبكرة عليك وافتكر كويس يوم ما الدنيا كلها تبقى ضدك أنا هابقى أول إيد تتمد ليك مش عشانك عشان أبونا الله يرحمه سلام عليكم.
غادر على الفور فنهضت راوية التي اڼفجرت في البكاء وقامت بالنداء
استنى يا يوسف استنى يا بني بس نتفاهم.
أوقفها ابنها وقبض على رسغها يمنعها بنظرة لأول مرة يحدقها بها وكأن الشيطان بذاته يقف أمامها مما دب الړعب في أوصالها.
ابنك هو أنا وبس دا لو عايزاه يفضل عايش.
اخترقت كلماته روحها وأصابتها بالړعب تجاهه إلى هذا الحد أنجبت شيطانا رجيما!
جذبت يدها من قبضته وحدقت نحوه وكأنها ترى مسخا قائلة
كنت بكدب نفسي من زمان ودلوقتي اتأكدت إنك خلفة شيطان وإن ربنا كان بيعاقبني بابن زيك يا خسارة يا ابن يعقوب.
وقبل أن تذهب من أمامه بصقت على الأرض وعادت إلى غرفتها نهضت ابنتها وكانت تنظر إلى شقيقها بازدراء فسألها بسخرية
مش عايزة انتي كمان تقولي حاجة
أجابت