رواية جديدة وشيقة بقلم الكاتبة ولاء رفعت
تلات معيدين اتنين منهم ولاد دكاترة والتالت من معارف عميد الكلية.
هز رأسه بسأم وعقب قائلا
كان قلبي حاسس.
كلها وسايط وبالمحسوبية يا صاحبي يعني لو باباك الله يرحمه كان ملى جيوبهم بالهدايا والشيكات مش بعيد كانوا عينوك دكتور على طول.
أخذ كليهما يضحك يا لها من كوميديا سوداء!
طيب وإيه اللي أنت عايزني أوافق عليه
أخبره صديقه بحماس
طبعا بتسمع عن شركات التسويق والشحن زي أمازون وغيرها إحنا عايزين نعمل شركة زى الشركات دي أنا عملت دراسة جدوى وحددت المبلغ اللى عايزينه هتبقى شراكة بيني وبينك ومعانا شريك تالت هيساهم معانا بالفلوس وأنا وانت باقي كل حاجة إيه رأيك
حلوة جدا الفكرة لكن لازم تكون متفق مع شركات كتير اللى هانكون وسيط ما بينها وبين العملاء ومحتاجين لمندوبين لتوصيل شحن كل منتج مطلوب وفوق كل دا مكان للشركة نفسها.
أخبره ماجد
أومأ إليه ثم انتبه إلي شيء فسأله
ما قولتليش صح مين الشريك التالت
ابتسم بفخر وأجاب
ال business woman أية فؤاد.
صاح بتعجب
أختك!
آه يا سيدي هي آية ما شاء الله بقت fashion designer و make up artist قد الدنيا وكمان هتساعدنا في شحن وتسويق أدوات التجميل وكل الحاجات بتاعة البنات دي مكسبها حلو جدا.
يبقى على بركة الله.
نهضت رقية من جوار شقيقها تصيح برفض تام
مش موافقة.
كان جاسر يمسك بسيجارته وينفث دخانها سألها بتعجب
ليه إن شاء الله مش دا حمزة اللي كنتي ھتموتي وأبوكي يوافق عليه ولما أبوكي رفضه فضلتي قافلة على نفسك!
نظرت إليه باستفهام فأردف
حدقت بامتعاض وإصرار قائلة بصياح
انت ما بتفهمش قلت ليك مش عايزاه وروح قوله كدا ولا هتخاف منه اكمنك الدلدول بتاعه أي حاجة يقولها لك تقول وراه آمين.
كان الصمت السائد أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة وإذا بها تطلق صړخة دوى صداها في أرجاء المنزل كان قد قبض على خصلاتها ويهزها
أنا ساكت ليكي من بدري لحد ما سوقتي فيها ولسانك طول جرى إيه هو أنا مش عارف ألمك! طيب إيه رأيك وربنا لهتتجوزيه والخميس الجاي هايكون كتب كتابكم.
ترك خصلاتها ودفعها على الأرض فتحت والدتهما الباب تسألهما بقلق
إيه اللي بيحصل يا جاسر بتمد إيدك على أختك ليه
أشاح بيده قائلا
أهي عندك ابقي اساليها.
تركهما وغادر الغرفة دنت راوية من ابنتها فارتمت الأخرى بين ذراعيها واڼفجرت في البكاء فقالت بحزن وأسي
ربنا يهديك يا جاسر يا بني.
عاد من الخارج للتو يحمل علي كاهليه ثقل جبل من الهموم ألقى تحية السلام على أهله فردت زوجته التحية وكذلك مريم وسألته
خالو يوسف ما بيجيش المحل
أجاب بسأم وحزن نابع من قلبه
هيجي ازاي يا بنتي وأخوه منه لله خد كل حاجة
شهقت زوجته وسألته
أخد منه كل حاجة ازاي
أخذ يسرد لهما ما حدث في المتجر وعلم أن كل ممتلكات الحاج يعقوب أصبحت ملكا لجاسر ويوسف انتقل إلى شقة والدته التي تقع في أحد الأحياء الراقية كما ترك له والده مبلغا من المال لأنه كان يتوقع حدوث ذلك وبعد أن انتهى من حديثه وقفت مريم وقالت
عن إذنك يا خالو خدني عند يوسف ونطمن عليه.
لا يعلم ماذا يفعل فهو محاصر بين طلب جاسر للزواج من ابنة شقيقته وما بين أن يترك عمله الذي يعول منه أسرته وهو قد تجاوز منتصف عقده السادس يصعب عليه في هذا العمر أن يجد عملا يتربح منه ما يكفي عائلته.
لذا قال لها مرغما
ما ينفعش يا مريم يوسف دلوقتي ما بين حزنه على أبوه وما بين اللي عمله فيه أخوه بلاش نروح له هنتفهم غلط خصوصا إنه يوم ۏفاة أبوه كان هيجي يتقدم لك ممكن تسألي عليه في التليفون.
أخبرته بحزن
تليفونه مقفول.
يبقى خلاص بلاش تفرضي نفسك عليه هو لو عايزك هيسأل عليكي.
شعرت بالحزن ربما حديث خالها صحيح لكن كيف هذا وقد اعترف يوسف إليها بحبه وطلب الزواج منها!
أومأت بسأم وقالت
أنا داخلة أنام تصبحوا على خير.
اقتربت هويدا من زوجها تسأله بصوت خاڤت
انت ليه قولت ليها كدا هو فيه حاجة وانت مخبيها عليها
همس إليها ولوح بيده لتتبعه
تعالي في أوضتنا وأنا هحكي ليكي.
و بداخل غرفتهما بعد أن أخبر زوجته بطلب جاسر وتهديده في آن واحد شهقت وضړبت كفها على صدرها قائلة
يخربيته هو عايزك تغصب مريم عشان تتجوزه وكمان بيساومك على أكل عيشك!
طأطأ رأسه إلى أسفل بقلة حيلة قائلا
مش عارف يا هويدا أعمل إيه أنا عارف مريم متعلقة بيوسف وعمرها ما هتوافق على أخوه.
عقبت هويدا على حديثه
يبقى ده السبب اللي خلاه اټخانق مع أبوه وقت ما