الأحد 24 نوفمبر 2024

الجزء الرابع من رواية ياسمين عزيز

انت في الصفحة 7 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

وقت الكلام داه عشان خاطر إبننا يا ليليان... ليليان بجمود رغم أنها لاحظت إرتعاش صوته و ملامح وجهه التي تجهمت طيب.. خذ وقتك زي ما إنت عايز اسبوع إثنين شهر سنة لو حابب بس الموضوع داه حيحصل في الاخير يعني ليه التأجيل في تلك اللحطة شعر بأنه سمع صوت ټحطم قلبه و تمزق شرايين لآلاف القطع... ساقيه اصبحتا كالهلام لا تقدران على حمله ليرتمي من جديد على الكرسي وراءه و إحساس العجز و قلة الحيلة يغزوانه تدريجيا.. لا يستطيع إرغامها على العودة إليه.. يعلم انه امر مستحيل و انه لديها كل الحق مهما قالت او فعلت فما يحصده الان هي ثمار ما غرسه في الماضي. إبتسم پألم قبل أن يتكلم بصوت يتخلله بعض الرجاء وكانه آخر حل لديه طيب خلينا كده...إنت كملي عيشي هنا إنت و أيسم و انا.. انا إشتريت شقة جديدة قريبة من هنا حسكن فيها... و اوعدك مش حزعجك و لا حعمل اي حاجة تضايقك.. حتى.... حتى لما آجي اشوف أيسم حبقى اديكي خبر قبلها بيوم...و اوعدك مش حتشوفيني كثير... مرة واحدة في الأسبوع حبقى آخذه الصبح و حجيبه بعد الظهر... مش حخليه عندي كثير عشان متتضايقيش ليليان ارجوكي انا قابل بكل شروطك مهما كانت إلا الطلاق.. ارجوكي بلاش مش حقدر أعمل كده انا إستحملت الغربة و بعدي عن إبني و إستحملت إني مبقاش موجود يوم ما تولد.... و تحملت بعدك عني اللي كل دقيقة و كل ثانية حستحمل حتى لو مية سنة قدام... بس مش حستحمل الطلا...... خفض رأسه و هو يغلق عينيه بقوة يمنع تساقط دموعه التي اغشت عينيه التي أوشكت على ڤضح ضعفه و هو الذي لم يتعود ان يكون ضعيفا من قبل.... يقسم انه مستعد في هذه اللحظه ان يخر على ركبتيه اسفل قدميها طالبا الصفح و الغفران...ناشدا إياها إن تمنحه فرصة اخيرة حتى يحاول إصلاح ما افسده سابقا..... حدقت ليليان بذهول فيه غير مصدقة تذكرت قول أميرة قبل ساعات عندما أخبرتها انه تغير و لكنها لم تكن تعلم إلى أي حد... هل من المعقول انه هذا هو ايهم كابوسها المرير الذي رافقها لسنوات طويلة... هل هو نفسه من جعلها تكره حياتها بسببه هل غيرته سنوات البعد حتى أصبح إنسانا يفقه معنى الندم و الحزن ام أنها.. خطة جديدة يتبعها حتى يصل إلى مراده ثم من بعد ذلك يعود كما الفته من قبل حركت رأسها لتنفي عنها تلك الأفكار التي تجمعت فجأة داخل دماغها... ثم وجهت بصرها نحوه من جديد لتجده على حاله... طال صمتهما ليقطعه أيهم الذي وقف من مكانه فجأة و قد إرتسمت على ثغره إبتسامة مريرة ليتحدث بصوت جاهد ان يخرج عاديا أتمنى تفكري كويس في كلامي... فكري في أيسم حياته حتبقى إزاي و أمه و ابوه مطلقين.. انا مش بكذب عليكي انا فعلا تغيرت اوي مبقتش أيهم بتاع زمان و الايام حتثبتلك صدق كلامي.... تصبحي على خير..... إتجه نحو الباب بعد أن أنهي كلامه و دون أن ينتظر إجابتها غادر المكان تاركا إياها تتخبط في ذكرياتها بين الماضي و الحاضر.... بعد اسبوع .... تجلس كاميليا بملل في مكتبها في شركة شاهين الذي أقنعها بالعمل معه بعد أن كانت رافضة تماما فكرة الخروج للعمل و الانشغال عن اطفالها تتصفح صورهم في حاسوبها المحمول زفرت بانزعاج بعد أن لمحت في أسفل الشاشة الساعة التي كانت تشير إلى الحادية عشر صباحا... تمتمت و هي تمط شفتيها پغضب قائلةهو الوقت مش بيعدي ليه هنا اوووف انا بجد زهقت... قاطع أفكارها دخول هبة التي إنفجرت ضاحكة عند رؤية صديقتها تجلس كما تركتها منذ ساعة بنفس هيأتها مسترخية على كرسيها و تضع خدها على يدها و بيدها الأخرى تضغط ازرار الحاسوب... رمقتها كاميليا بعيون نصف مغمضة قائلة بعدم مبالاة إنت إيه اللي جابك هنا معندكيش شغل تصنعت هبة الحزن لتضع يدها على شاهقة بزيف إخص عليكي يا كوكي و انا اللي جيت اطمن عليكي قلت يمكن محتاجة حاجة.... وضعت أمامها كوب القهوة ثم جلست على الكرسي أمام المكتب لټخطف نظرة على الملف الذي لم يمس حتى الآن قائلة إنت لسه مكملتيش تصميم المشروع....على فكرة معاد تسليمه النهاردة.. و البشمهندس حسن هو اللي حيختار التصميم الأفضل.. نفخت كاميليا خدها بعدم إكتراث قبل أن تجيبها دون أن تحول نظرها عن شاشة الحاسوب أمامها لا خلصته من يومين...و حبقى اسلمه بعدين.. هبة و هي ترفع حاحبيها بعدم رضا أنا ليه حاسة إنك جاية الشغل مجبرة...مين غير نفس كده كاميليا
مش قادرة اتأقلم مع جو الشركة و الشغل...ملفات و تصاميم حاسة إني مش فاهمة حاجة...تعودت بقعدة البيت و العيال... انام براحتي و اصحى براحتي عاوزة ارجع اتفرج على التلفزيون مع

انت في الصفحة 7 من 61 صفحات