الجزء الرابع من رواية ياسمين عزيز
الجميع رؤسهم باحترام متحاشين النظر نحوها مخافة ڠضب رئيسهم...بينما رفع شاهين عينيه و حب.. لحظات قليلة حتى أدرك أن مشاهدتها من بعيد لم تعد تكفيه... أشار لها حتى تجلس على مكتبه قليلا قبل أن ينهي الاجتماع على عجل. وقف من كرسيه ليسير نحوها حالما أغلق عمر باب المكتب خلفه... توقف أمامها بعد أن لاحظ إرتباكها ليفهم أنها قد قامت بفعل شيئ خاطئ و تخفيه عنه اثار إنتباهه أحمر الشفاه الذي زين شفتيها حتى أصبحتا مثالا في الجمال و الإغراء لتعتريه رغبة جامحة في تقبيلها بقسۏة حتى يزيل عنهما هذا اللون المزعج الذي إستفزه بشدة.. وضع يديه في جيوب بنطاله متمالكا نفسه بصعوبة قائلا بسخرية حلو الروج....جبتيه منين رفعت رأسها نحوه قائلة باستغراب روج إيه انا مسحته قبل ما أجيلك.... قائلا تؤ....مش من النوع اللي بيتشال بسهولة..... رمشت عينيها عدة مرات تسبل اهدابها و هي تنظر نحوه بوداعة قائلة بنعومة مخذتش بالي...اصلي زهقت في الشركة و ملقيتش حاجة اعملها.... شاهين زهقانة مممم يعني كملتي تصميم المشروع... اخذ الملف الذي وضعته منذ قليل فوق مكتبه ليفتحه و يبدأ في مراجعته بعد ثوان قليلة تفاجأت به يلقيه على الطاولة الصغيرة أمامها بإهمال قائلا بفتور باين جدا إنك زهقانة لدرجة إنك بتشتغلي بالمقلوب... مفيش حاجة عدلة في التصميم بتاعك أخطاء ميعملهاش طالب في سنة اولى...سايبة شغلك و مهتمة بحاجات تافهة. وقفت أمامه بتحدي لتشعر بالڠضب من كلاماتها التي تتضمن في طياتها على فكرة إنت اللي اقنعتني إني آجي الشركة و ابدا شغل... انا مكنتش عاوزة عشان عارفة نفسي حفشل.... مش حقدر أركز هنا و قلبي و فكري هناك في البيت مع الاولاد...مع اللي إسمها فتحية إنت عارف كويس إني مش بحبها و إنت بالعند فيا خليتها هي اللي تهتم بيهم. شاهين بملل رجعنا لنفس الاسطوانة من تاني.... فتحية مين اللي تتجرأ و ټأذي أولادي... . انا لو كان عندي شك واحد في المية في أمانتها كنت محيتها من على وش الأرض من زمان...إنت ليه مش عاوزة تقتنعي إن حكاية زمان كانت مجرد تمثيلية مني...شيلي الأوهام دي من دماغك عشان ترتاحي و بالنسبة للتصميم أنا عارف إنك بتتعمدي تغلطي عشان تخليني أيأس منك و ابطل أجيبك معايا الشركة... كاميليا بضيق من إكتشاف خطتها لا طبعا... كل الحكاية إن المشروع صعب و محتاج حد عنده خبرة اكثر مني عشان يطلعه perfect.... هامسا بحنان مفاجئ بعد أن لانت نظراته حبيبي إنت كنتي الأولى على دفعتك خمس سنين يعني مشروع زي داه مهما كان صعب لو ركزتي شوية مكنتيش حتغلطي فيه كده....انا مش عايز احرمك إنك تحققي حلمك اللي تعبتي عشانه من سنين...الاولاد بخير متقلقيش و تقدري كل ساعة تطمني عليهم بالتلفون... و كلما تحسي نفسك زهقتي او تعبتي تقدري تروحي انا مش بجبرك إنك تشتغلي بالعافية بس انا لاحظت من فترة طويلة إنك بقيتي مهوسة بالاولاد بشكل غريب... لدرجة إنك بتراقبيهم حتى و هما نايمين... بقيتي خنقاهم ياكلوا داه و مياكلوش داه مش بتخليهم يلعبوا براحتهم فالحل إنك لازم تبعدي عنهم شوية لو سبتك كده حتبقي موسوسة.... خليهم هما كمان يرتاحوا شوية من الخضار المسلوقة اللي بتجبريهم ياكلوها.... قالها بمزاح مترقبا ردة فعلها التي توقعها كطفلة صغيرة هامسة بدلال بقى كده يعني إنت جبتني هنا عشان الولاد يرتاحوا مني.... ويجيبها بصوت متحشرج تؤ جبتك هنا عشان عاوزك قدامي طول الوقت... و كمان عشان اكسب ثواب في ولادك المساكين و خاصة فادي... زمانه عامل حفلة مع اسيل و ايسم و بياكلو بيتزا و كنتاكي..... مش عارفة إنت ليه كل مرة بتغلبني و بتنفذ بس اللي في دماغك بأي طريقة...كل حاجة بتحصل على مزاجك إنت وبس انا مليش رأي و لا اي قرار.... داعب انفها قائلا و هو انا إيه مين غيرك... و لا حاجة.... تراقص قلبها بفرحة و اشعت عينيها بلهفة واضحة تطالعه بنظرات هائمة مطالبة بالمزيد من كلماته التي تأخذها عاليا فوق الغيوم الوردية حتى انها تنسى نفسها و زمانها و مكانها لا ترى يتبع الفصل الثالث الجزء الثاني في كلية الطب..... أنهت نور محاظراتها الصباحية ثم خرجت إلى الكافتيريا لطلب قهوة تمكنها من إكمال يومها الطويل.. إلتقت بصديقتها بسمة لتتحول القهوة إلى وجبة غداء.... إرتشفت رشفة من كوب المشروب الغازي الذي طلبته مع بيتزا متوسطة الحجم لم تأكل منها سوى القليل....لتنظر نحوها صديقتها بدهشة قائلة مش بتاكلي ليه يا نور أجابتها نور و هي تدفع الطبق أمامها قليلا مليش نفس... مش عارفة مالي حاسة