رواية جديدة وكاملة بقلم دعاء أحمد
قبل ما تفطر... علشان خاطري يا ابراهيم.
كانت بتتكلم بمنتهى العفوية مش زي امبارح اسلوبها كان ناعم و رقيق و كأنها مش البنت اللي كل يوم تتخانق معه على حاجة شكل.
ابراهيم ماشي يا صدفة و على العموم شكرا على الفطار من يد منعدمهاش يا ست الحسن ...
صدفة ابتسمت بخجل و هو نزل لما خرج من العمارة بص للسېجارة اللي في ايده رمها و كمل طريقه للوكالة .
رددت غزله بابتسامة رقيقة
ست الحسن....
الوقت عدي بسرعة
مريم خرجت من اوضتها بنوم لقت صدفة نايمة على الكرسي في الصالون
مريم صدفة... يا صدفة.
صدفة بنوم ايوة
مريم قومي نامي جوا و لا قومي بقا الساعة بقيت تسعة تعالي نحضر
صدفة السويقة !
مريم السوق.. يعني هنشتري الخضار و الحاجة اللي عايزنها و اهو تيجي معايا.
صدفة ماشي.
في نفس الوقت
عبد الرحيم خرج من اوضته و ابتسم لما شافهم واقفين سوا
عبد الرحيم بود صباح الخير يا بنات.
صدفة و مريم بابتسامة صباح النور يا بابا..
عبد الرحيم اه الحمد لله و بعدين انا نمت من بعد صلاة الفجر محستش بحاجة.
مريم نوم العوافي يا احلى حجيج.
عبد الرحيم اه يا بكاشة...
كمل كلامه و هو بيبص لصدفة
نمتي كويس يا صدفة
صدفة انا! اه
عبد الرحيم كان حاسس انه مقصر اوي في حقها و عايز يقرب منها لكن حاسس انه ميعرفهاش و مش عارف ازاي يقرب
دوقتي الكشري قبل كدا يا صدفة
صدفة ابتسمت الكشري لا
عبد الرحيم يبقى لسه مزورتيش مصر طب بقولكم انا ايه رايكم ننزل احنا التلاته اخذكم لمكان بيعمل كشړي إنما ايه على أصوله و بعدها نتفسح شوية و لو عايزين تشتروا حاجة و نقضي اليوم برا..
صدفة بحماس انا موافقة جدا
عبد الرحيم طب مستنين ايه ادخلوا غيروا و هننزل دلوقتي.
صدفة لأول مرة تحس ان فيه يوم بدأ كويس بسرعة دخلت هي و مريم يغيروا و عبد الرحيم نزل ركب عربيته و استناهم لحد ما نزلوا الاتنين سوا.
بعد ساعة
صدفة كانت قاعدة جنب مريم في مطعم على البحر لكن ديكوراته مختلفه اشبة بالخيمة العربي مريم و صدفة كانوا بيتصوروا سوا مع ديكورات المكان المختلفة
و بسببه هو و سهير بناتهم كل واحدة عندها مشاكل نفسيه
صدفة
حاسة بالوحدة و الضياع و أنها مفتقرة للحب و مريم معندهاش ثقة كفاية في نفسها و نفسها تلاقي الاحتواء
لكن الحلو انهم الاتنين مختلفين عنه هو و سهير
مش سلبين زيه و لا متحكمين زي سهير هم بس عايزين ينبسطوا و يعيشوا حياتهم.
اتنهد بحزن و هو بيبص للبحر و سرح فيه كأنه بيتمني الوقت يرجع بيه للحظة اللي اتخلى فيها عن صدفة.
فاق على صوت مريم و هي بتتكلم بحماس
خلينا نتصور سوا يا بابا...
عبد الرحيم ياله بينا.
مريم قعدت جنبه و بدأت تتصور
عبد الرحيم لصدفة تعالي يا صدفة... تعالي نتصور كلنا سوا
صدفة ابتسمت وراحت قعدت جنبه لقيته بيحط ايده على كتفها و بيضمها له هي و مريم اللي كانت بتصورهم
بعد دقايق كل واحد نزل له طبق الكشري بتاعه صدفة كان مبسوطة جدا فوق ما تتخيل
كانت بتاكل و هي حاسة بلذة الاكل و أنه طعمه لذيذ أكتر من اي مرة داقت فيها حاجة زودت الشطة و اكلت و عبد الرحيم مركز معها هي
و مريم
و الغريب انه لاحظ انهم بياكلو بنفس الطريقة لكنه كان فرحان جدا معاهم فضلوا يتكلموا و مريم كانت بتبدأ الكلام علشان تدي والدها فرصة يتكلم مع صدفة و خصوصا انها حست انه عايز يعمل كدا لكن مكنش عارف و بفضلها صدفة كانت
بتضحك بسعادة و هم بيحكوا ليها عن حاجات كتير و هي كمان بدأت تحكي ليهم عن شقاوتها و هي صغيرة و المقالب اللي كانت بتعملها في خالها شوقي
كان يوم لذيذ و مشرق يمكن أفضل يوم قضيته في اسكندرية و خصوصا انهم خرجوا و فضلوا بيتمشوا و اشتروا حاجات كتير جدا.
بليل الساعة عشرة
ابراهيم كان قاعد في اوضته لسه راجع من الشغل كان عادي جدا و على وشه ابتسامة كل ما يفكر في كلامهم الصبح و شكل الفطار اللي هي جهزته له رغم انه كان فطار عادي بس كان فرحان و لأول مرة يعدي يوم كامل من غير ما ېدخن يمكن بسبب ست الحسن.
شمس دخلت الاوضة و اتكلمت بجدية
إبراهيم انت صاحي.
ابراهيم بجدية اه يا ست الكل اتفضلي.
شمس دخلت و قعدت جانبه على السرير
كنت عايزاه افتحك في موضوع كدا.
ابراهيم موضوع ايه
شمس بص بقا أنا عايزاه أفرح بيك و طالما انت مش عايز تخطب مريم انا شايفه اننا ندور على غيرها و انا بقا في كم واحدة ادامي ما شاء الله عليهم ادب و أخلاق و جمال و شطار يعني مفيش بعد كدا و لو انت موافق بكرا ان شاء الله نروح نقعد مع أهلها و اللي تعجبك نخطبهالك
حكم انا تعبت يا ابراهيم و عايزاه اشوف عيالك.
ابراهيم افتكر صدفة و ابتسم
طب بقولك ايه يا ست الكل انا استنتي كتير مش هيحصل حاجة لو صبرتي كمان شويه اخلص بس كم حاجة في الشغل و بعدها اوعدك هفرح قلبك.
شمس بجد يا ابراهيم... ايه هي الصنارة غمزت أنا قلتلك مريم مفيش زيها.
ابراهيم يا ماما مش كفاية بقا نحكي في موضوع مريم دا مريم دي بالنسبة ليا جارتي و اختي الصغيره لكن جواز
ليها من دماغك.
شمس طب قولي في واحدة في دماغك
ابراهيم كله بوقته يا ماما
شمس ربنا يهديك يا ابراهيم يا ابني.... و يزرقك بنت الحلال اللي تفرح قلبك..
عند فايزة
دخلت اوضة إبنها اللي كان بيقلب في الموبيل
فايزة عايزاه اتكلم معاك يا معتز.
معتز نعم يا ماما في ايه
فايزه ناوي على ايه في موضوع بنت خالك..
معتز هكون ناوي على ايه يعني و لا اي حاجه انتي مشوفتيش قابلتنا ازاي لما روحنا
فايزة و ايه يعني يا ولا... و بعدين ما هي لازم تشوف نفسها علينا البت امها عندها شي و شويات برا مصر و ابوها عنده محل بيدخل اد كدا في اليوم دا انا كل ما اعدي عليه اللقي الزباين واقفين اد كدا... و بعدين انت أولى واحد بيها مين يعني هيخاف عليها و على فلوسها ادك.
معتز انا معاكي يا ماما و مكدبش عليكي هي لامعه في عنيا بس ازاي.
فايزة هو انا اللي هقولك... يعني مثالا خد زيارة و روح لخالك و حاول تفتح معها كلام و خد رقمها و ابقى كلمها
فايزة وريني شاطرتك... انا هسيبك دلوقتي و اطلع اشوف المعدوله اختك عامله ايه مع خطيبها....
صدفة خرجت من اوضتها على أذان الفجر كانت رايحة تتوضي كانت فاكرة ان والدها نزل يصلي لكن لقيته قاعد في الصالون و هو ساكت
صدفة باستغراب صباح الخير يا بابا....
عبد الرحيم صباح الخير يا صدفة..
صدفة هو أنت مش هتنزل تصلي الفجر
عبد الرحيم تعالي يا صدفة...
صدفة قعدت على إلانترية جنبه
عبد الرحيم پخوف صدفة هو أنتي ناوية ترجعي إنجلترا تاني.
صدفة مش عارفه و الله يا بابا.... أنا معرفش ايه اللي هيحصل بعد كدا بس.... بس ماما أكيد مش هتسكت الا لما ارجع... هي كانت عايزانى اتدرب تحت ايدها يعني عايزانى امسك
الشغل و ابقى خليفتها زي ما بيقولوا
عبد الرحيم مسك ايدها و اتكلم بحنان
بس أنا عايز اعرف أنتي عايزاه ايه يا صدفة...
صدفة سكتت لحظات
بابا... ماما عندها حق اكيد لازم أنا اللي همسك شركتها.... يعني مهما كان حصل و مهما كان العلاقة بينا بس مفيش حد ېخاف على شغلها ادي... و هي عارفة اني ذكية و بحب الشغل و هي اهتمت بيا كتير اوي اهتمت اني ادرس كل حاجة تخص إدارة الأعمال و اهتمت اني اتعلم اللغات
كانت طول السنين اللي فاتت بتهتم اني اكون مؤهلة لدا
حتى خالي شوقي لما كان بيدربني كان دا بأمر من ماما.... للأسف انا معنديش اختيار أنا متفهمة دا بس لحد ما دا يحصل عايزاه اكون مبسوطه و عايزاه افضل معاكم.
عبد الرحيم معنى كلامك انك مش هتكوني مبسوطة لما ترجعي و تبدأي تشتغلي.
صدفة مش هيبقى عندي وقت افكر اذا كنت مبسوطه و لا لاء ماما طول الوقت في اجتماعات و سفر و صفقات و دماغها طول الوقت بتفكر في الف حاجة....
عبد الرحيم طب بعيد بقا عن دا كله و بعيد عن والدتك و الشغل أنتي عايزاه ايه يا صدفة.... أنتي
صدفة ابتسمت بهدوء
نفسي محسش بالضغط و لا احس اني شايله هم حاجة لا الشركة و لا الشغل...
عارف يا بابا انا عايزاه احس بالاستقرار.. انا أكتر حاجة بكرهها هي شنط السفر... اي حد ممكن يكون نفسه يسافر و يشوف أماكن مختلفة
لكن أنا بقيت اتعب لما اعرف اني هسافر لأي مكان.... يعني علشان اسافر من نيويورك لأي مكان تاني لازم اجهز شنطة سفر و بعدها لما اوصل المكان دا لازم افضيها و طبعا انا هرجع تاني لنيويورك يبقى لازم ارجع اجهز شنطتي من تاني...
نفسي يبقى عندي بيت و أهل اكون من اولويتهم... و لو قررت اشتغل هشتغل في شيء احس اني مرتاحة فيه... مش مضطرة اعمله...
نفسي اشوف مريم فرحانة و تتجوز شخص بيحبها و هي كمان بتحبه .
عبد الرحيم يعني مش حابه فكرة انك تسافري تاني
صدفةعلى الاقل دلوقتي.
عبد الرحيم و انا مش هسمح لك تبعدي تاني
صدفة ابتسمت حقك عليا إني سبتك كل السنين دي.... انا يمكن معرفش حاجات كتير عنك بس صدقيني ندمي اني سيبتك و كملت حياتي من غيرك بېقتلني كل ما اشوف ضحكتك و اعرف ان بغبائي ضيعت من ايدي ضحكة جميلة زي دي...
صدفة غمضت عنيها براحة و هي مش فارق معها اعتذاره بس فارق معها اوي انه قرب منها...
مريم خرجت من الاوضة و هي بتحرك ايدها في شعرها بعشوائية و نوم استغربت ان صدفة مصحتهاش علشان يصلوا سوا لكن لما شافتها مع بابهم ابتسمت و اتكلمت بغيرة
ايوة بقا انتي صاحية بدري علشان تاخدي الحب كله و سيباني نايمة...
صدفة بخبث مرح ما انتي اللي نومك تقيل
مريم طب ابعدي عن ابويا بقا يا لمضه..
صدفة طلعت لسانها بخبث لا مش هبعد..
مريم حطت ايدها على خصرها بغيظ