رواية رائعة بقلم الكاتبة أم فاطمة
وهجيبك فأسرع ورائها .
فولجت سريعا المطبخ وأمسكت بالسکين فولج ورائها وعندما وجدها ممسكة بالسکين ضحك بسخرية قائلابشويش بس مش كده .
عشان متجرحيش إيدك الحلوة أنت مش قد المسکة دى .
ارميها يلا بشويش وإلا أنا اللى هدبحك بيها زى الفرخة وبعدين برضه هاخد غرضى منك .
فصاحت مكةأنت إيه يستحيل تكون إنسان .
عباس بسخرية قولى زى ما انت عايزة براحتك بس خلصى قبل ممزاجى العالى يروح وساعتها هوريك وشى التانى فخافى على نفسك .
لا أنت اللى تخاف على نفسك لو مسبتنيش
أخرج من سكات من هنا.
عباسمش هتقدرى يا حلوة .
صړخت مكة من هول منظر ..أناااااا .
فأخذت تصرخ
بشدة حتى سمعها الجيران فاتجهوا سريعا لشقتها مذعورين .
ست عنايات بطرقات سريعة على الباب مكة يا بنتى افتحى مالك
حصل ايه بتصرخى ليه
لتنضم إليها ست فهيمة ثم باقى الجيران من النساء والرجال .
البت عمالة تصرخ ومفيش حد بيفتح .
ف ايديكم بإيدى كده نكسر الباب ونشوف فى إيه عشان تلحقها ليكون حصلها حاجة .
وبالفعل تجمع عدد من الرجال وقاموا بدفع الباب حتى كسر .
واندفعوا بالداخل يبحثون عن مصدر الصوت الذى كان منبعثا من المطبخ ليتفاجئوا بمكة وفى يدها السکين الذى تتساقط منه و عباس غارقا .
عواطف .يا عينى عليك يا عم عباس أنت ومراتك كده ورا بعض .
صابر يا جماعة حد يطلب البوليس والإسعاف بسرعة يمكن يكون مماتش لسه ونلحقه.
وليه بس عملتى كده يا بنتى ضيعتى نفسك ببلاش .
مكة بهيستريةأنا قټلته أنا قټلته .
فأخذ الجيران ينظرون لها بحزن بالغ ويضربون كفا بكف هامسين البت شكلها أتجنت ولا إيه لما أمها ماټت .
وبينما ركان يتقلب فى فراشه وصورة مكة لا تفارقه وود لو أن منع عنه كبرياؤه هذا وذهب إليها لكى تسكن روحه المعذبة بين عقله وقلبه .
رن هاتفه من رئيسه فى العمل
الووووو ركان عارف الحارة اللى كنت فيها الصبح شكلها حارة مبيجيش منها غير المصاېب.
فدق قلب ركان بشد وكان يخرج قلبه من بين أضلعه.
اللواء.. واتفضل انزل بسرعة وخلصنا من الليلة اللى مش عايزة تخلص دى .
ثم اغلق الخط ليعتدل ركان من نومته مضطربا وكأنه شعر أن الأمر يتعلق بفتاته غريبة الأطوار مكة .
ثم أغمض عينيه بفزع لتصويره ربما إنها المجنى عليها ولكن لا يعلم إنها الجانى !!
فقام ركان متخبطا لا يعلم من أين يبتدى لإرتداء ملابسه .
فماذا سيفعل عندما يعلم إنها القاټل
..
قاد ركان سيارته كالمچنون متجها صوب الحارة وأثناء طريقه تلقى إتصالا من زميل له بما حدث بالتفصيل وإنه ينتظره فى موقع الحاډث .
صدم ركان بما سمع متسائلا .معقول الملاك دى تعرف تمسك سکينة وتقتل كمان لا أكيد فيه حاجة غلط أنا مش مصدق .
مهو يا أنا مخدوع فيها يا أكيد فيه دافع قوى خلاها تعمل كده .
يا ترى ليه يا مكة قتلتيه ليه صعبتى الأمر بينى وبينك أكتر مهو صعب ليه ليه
ثم وصل ركان لمكان الحاډث وشاهد سيارة الإسعاف تنقل عباس فأسرع إليهم
وعرفهم بنفسه ثم سئلهم على فارق الحياة بالفعل فأجابه المسعف سريعا وهو يغلق باب السيارة.
لا يا باشا لسه بيطلع فى الروح الدكتور أهو بيحاول ينقذه بالاسعافات الأولية عقبال منوصل للمستشفى .
تنهد ركان بإرتياح محدث نفسه كويس إنه لسه عايش وربنا يستر ميموتش عشان موقفها ميتعقدش أكتر .
ثم بدء بدقات قلب متصارعة يصعد درجات الدرج بتوتر حتى وصل إلى الشقة فوجدها تجلس أمام وكيل النيابة صديقه يحقق معها .
هشام بتوبيخ .بطلى عياط وقوليلى إيه اللى حصل بينك وبين المدعو عباس خلاك تطعنيه بالشكل ده لغاية مبقى بين الحياة والمۏت دلوقتى ولو ماټ عقوبتك هتكون اكبر .
ولكن لم تجاوبه مكة واكتفت بالبكاء .
فضړب هشام پغضب المنضدة أمامه بإحدى كفيه قائلالا أنا تعبت وجبت أخرى إكلمى وخلصينا .
قلب ركان لبكاؤها على هذا النحو ولكنه حاول الثبات كعادته وتقدم منهم فرحب به هشام قائلا ..اهلا سيادة النقيب ركان .
اتفضل أقعد وحاول معاها عشان أنا فعلا تعبت .
فنظرت له مكة بطرف عينيها ثم اخفضتها سريعا .
وكأنها كانت نظرة تشبع بها نفسها المشتاقة نظرة من عين محبة لنفس فقدت كل ما يبقيها على قيد الحياة .
جلس ركان أمامها قائلا بصوت ممزوج تارة بالعتاب وتارة بالقسۏة وتارة بالحبليه عملتى كده أرجوك جاوبينى
فزادت مكة فى بكاؤها فانفعل ركان ..بطلى عياط وبصيلى وأنا بكلمك وردى عليه .
فنظرت له پقهر وذل ولكن همست بصوت منخفض
ركان .أنت فيه إيه ولا إيه
مش وقت محاضرات جاوبينى على سؤالى .
فصمتت مكة ولم تجاوب .
أرادت عنان الذهاب فورا لصديقتها مكة حتى تتطمئن عليها بعد ما سمعت ما حدث .
فاعترضتها زوجة أخيها سارة
سارة بسخرية ..على فين العزم يا شمولة
عنان..هروح أطمن على صحبتى عندك مانع !
سارة .اه صاحبتك مكة قتالة القټلى روحى يمكن يخدوك تونسيها فى السچن ونخلص منك .
عنان خلص عليك عزرائيل يا شيخة .
أنا مش عارفة اخويا الطيب ده
عجبه فيك إيه
يا ستير يارب .
أبعدى عن طريقى يلا ..وأنت شبه أمنا الغولة كده .
سارة بغيظأنا شبه أمنا الغولة أما وريتك يا ام سبع ألسان أنت مبقاش أنا سارة .
فأسرعت عنان راكضة من أمامها حتى لا تبطش بها .
واتجهت إلى صديقتها مكة .
.
ولجت عنان إلى مكة وعلى وجهها ظهر الحزن بجانب بكاؤها .
عنانيا حبيبتى
يا مكة ويا عينى على اللى صابك .
كل ده يحصلك فى يوم واحد .
استغفر الله العظيم يارب .
ليه بس عملتى كده
أنا عارفه إنه يستاهل الحړق مش بس
لكن كده أنت ضيعتى نفسك .
ما أنت شايفه برده حالى عامل ايه مع اللى متسمى مرات اخويا .
مش طايقة وجودى فى البيت معاهم .
وعايزة تكرشنى وكل شوية خناقة وصوتنا يسمع الجيران كلها .
بس اهو مستحملاها عشان خاطر اخويا حنين وكويس معايا .
وكمان عقبال مربنا يفرجها ويجيلى ابن الحلال اللى يخلصنى من العيشة الهباب دى معاها .
فبكت مكة ..ولم تستجيب لحديث عنان وفضلت الصمت .
نظر لها ركان وعلم إنها هى تلك صديقتها التى كانت تصاحبها فى يوم المطر .
فتقدم منها ركان قائلا
أنا عارف أنكم صحاب فياريت تفهمى صحبتك أن الصمت مش هينفعها وإنها لازم تتكلم ليه هاجمت المدعو عباس بالشكل ده
عنان..حاضر يا باشا بس ياريت تسبنا لوحدنا دقيقة.
ركانأنا هبعد عنكم بس لكن هتكونوا تحت نظرى .
فابتعد عنهم ركان .
فاحتضنت عنان مكة بحب والدموع تملىء عينيها ثم ابتعدت برفق هامسة بصوت منخفض .حبيبتى يا مكة .
أنا قلبى حاسس أكيد إن عباس الكلب ده عمل حاجة خلاك تعملى كده .
فاحكيلى يا حبيبتى أنا عنان اختك وصحبتك .
نظرت لها مكة پألم وحزن ثم أردفت أنا مش مصدقه اللى عملته بس هو اللى اضطرنى لده ثم بكت بكاء مرير وركان يتابعها بعينه ويود لو ذهب إلى عباس هذا وأجهز عليه هو بنفسه لإنه سبب الحزن والبكاء لها .
عنان بغيظ عمل إيه المنيل ده قولى يا حبيبتى
مكة بيد مرتعشة .كان عااااااااايز ..
ولم تستطع أن تكمل حديثها واكتفت بالبكاء .
فضړبت عنان على صدرها تفهما لما أرادت قوله قائلة يا مصيبتى يا مصيبتى وحصل يا بت ولا غزتيه قبل ميعملها .
وضعت مكة يديها سريعا على فم عنان قائلة بس اسكتى خالص .
مش عايزه حد يعرف اللى حصل ولا حتى النيابة أنا مش عايزة شوشرة وناس تلسن عليه بكلمتين .
أنا مش ناقصة كفاية اللى أنا فيه ومتقلقيش مقدرش يعملى حاجة ولحقت نفسى الحمد لله .
عنان بتنهيدة الحمد لله .
بس كده غلط عليك لازم يا حبيبتى يعرفوا السبب عشان تطلعى منها بسلام ولا حكم مخفف لكن كده هتثبت عليك محاولة قتل .
وحكمها شديد يجى كام سنة كده فى السچن .
هزت مكة رأسها بلا مبالاة قائلةوأنا عايزه كده.
هعمل إيه بره فى الدنيا ومليش حد بعد أمى الله يرحمها ومليش مكان أروحله .
والدنيا بقت زى الغابة كله عايز ياكل كله
فخلينى فى السچن أحسن من سجن الدنيا ده .
نكست عنان رأسها بحزن مردفة لا حول ولا قوة الا بالله ليه كده يا مكة
ده حتى أنت اللى بتصبرينا وتذكرينا بالله وأننا نتحمل عشان هى دنيا وأن الآخرة خير وأبقى .
مكة .ايوه م عشان كده هعمل ايه بالحرية بره السچن مش هتنفعنى
خلينا جوه واكون مع نفسى .
عنان يعنى مفيش فايدة مش هتكلمى.
مكة. ..ايوه.
ثم جاء ركان متسائلا .ها ياريت تكون قلتلك السبب
عنان بتلعثم لا يا باشا عماله ټعيط ومش فاهمه منها حاجة .
فاڼفجر ركان غاضبا قائلا ..لا كده كتير .
طيب بدال مش عايزة تكلمى يلا خدوها البوكس وارموها فى التخشيبة يمكن نومة الأرض والبق والذل يخلوها تفوق لنفسها وتعترف .
فنظرت له مكة پألم وحزن ثم أغمضت عينيها وكأنها تود أن تحتفظ بصورته فى مخيلتها إلى الأبد وإن كان هو الأخر معذبها ولكن القلب لا يختار أبدا من يهواه بل هو حب يقذف فى القلب بدون شعور .
مكة برجاء وتوسل ممكن بس طلب صغير قبل متخدونى
ركان بقلب منفطر عايزه إيه
مكةأدخل بس أحط اى عباية على جسمى ربنا يسترك دنيا وآخرة واظبط الطرحة شوية عشان شعرى ميبنش.
أندهش ركان من طلبها فهى رغم ما بها لا يهمها سوى أن تستر نفسها عن العيون .
اى نفس انت يا مكة
لم يستطع ركان إلا أن يوافق فابتسمت له إبتسامة واهنة ولكنها كانت كفيلة لتحطيم اسوار قلبه حتى إنه وضع يده على وجهه مټألما مما حدث لها وليس بيديه اى شىء يقدمه لها ليساعدها به لتتخلص .
ولجت مكة لغرفتها على وجه السرعة واختطفت عباءة سريعا وارتدتها وأحكمت حجابها ثم خرجت مستسلمة لقدرها .
تابع ركان العسكرى وهو يضع القيود فى يديها وود لو أن قيدها هو فى قلبه حتى لا تبعد عنه .
ثم نزل به العسكرى بين همهمات الجيران .يا ترى ليه عملت كده مكة
أتجننت ولا الراجل ده
مصدق يستفرد بيها اه ما إحنا عارفينه شمام .
تخلل إلى مسامع ركان كلماتهم فحدث نفسه طيب لو فعلا حصل كده فعلا ليه مدافعتش عن نفسها
لسه سايبه نفسها الطوفان يجرفها
.
اتصلت هيام على ريم ليلا .
هيام اميرتى الجميلة عامله ايه
ريمبخير يا