رواية رائعة بقلم الكاتبة أم فاطمة
حزينة على ابنتها التى لا تعلم عنها شيئا منذ ولادتها .
..
سقطت مكة مغشيا عليها أمام ركان فسقط قلبه معه وتهاوت كل حصونه أمامها ولم يرى سوى محبوبته تسقط أمامه فاى ألم هذا اه يا قلبى من عشق ليس له نهاية.
عشق ممزوج بالألم والحزن وليس له أى بريق أمل .
فوجده نفسه قد أسرع إليها ودوى صوته قد هز أركان الحجرة مكة _ مكة .
ركان إليه .
وحاول أن يفيقها ولكنها كانت مستسلمة تشعر بها بجانبها ولكنها لا تستطع فتح عينيها وكأنها تمنت المۏت على فراقه .
فأخذت تهمس بصوت منخفض ركان ركان .
ركان مټألما .أنا جمبك أهو ومش هسيبك .
ثم نظر لهشام قائلا..أرجوك يا هشام دكتور بسرعة وننقللها لمستشفى السچن .
تنهد هشام بعدم إرتياح ولكنه لم يستطع إلا الموافقة على طلبه .
وبالفعل إستدعى الطبيب وتم نقلها بالإسعاف إلى مستشفى ولم يتركها ركان حتى استفاقت واطمئن على حالتها .
التى شخصها الطبيب بإنها ضعف عام مع ضغط واطى .
فتحت مكة عينيها ببطىء لتجد ركان بطالته الخاطفة للأنفاس أمامها
مكة بضعفهو حصل إيه وأنا فين دلوقتي
وأنت ليه لسه موجود مش قولتلك سبنى فى حالى وكفاية لغاية كده
حاول ركان السيطرة على غضبه هذه المرة شفقة لحالها فحدثها بلطف ..معلش يا ستى إستحملينى المرة دى وخليك أنت الكبيرة .
فابتسمت مكة إبتسامة ساحرة كادت أن تذهب بلب عقله .
وابتسم على أثرها ركان قائلاإيه ده
مكة بغيظ..ليه أنا مش إنسانة ولا أنت فاكر إنكم انتم البشر وإحنا حاجة كده درجة تانية .
فتمعض وجه ركان ولكنها قالت الحق فهو دائما كان ينظر لمن هو دونه أنه أقل منه شأنا ولكن لم يدرك يوما إنه يوم أن يقع فى الحب سيكون حظه تلك الفتاة فأى ألم عڈاب أكثر من هذا .
ركان بنفاذ صبر .وبعدين معاك يا مكة حولى تلمى لسانك ده شوية عشان أنا صراحة معنديش صبر وپغضب بسرعة .
بس قول الأول صل الله عليه وسلم .
فتمتم ركان بقلب ينبض بالحب ..صل الله عليه وسلم .
مكة قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الجنة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب .
فتنفس ركان بهدوء للحظة ثم أردف طيب يا ستى ممكن بس تخلينى أساعدك .
زاغت عين ركان وارتبك ولم يدرى بما يجيب هل يجيبها لإنه عاشق تلك العينين هل يعلمها إنها الوحيدة التى أستطاعت الفوز بقلبه الصلب
هل يعلمها إنه لم يعد يستطيع فراقها
ها يعلمها إنها أصبحت كل ما يملك
فقد أصبحت بين لحظة وضحاها دنياه بآسرها.
ركان بتلعثم وأرتباك يعنى ده واجبى وأنا بنفذه .
فأغمضت مكة عينيها پألم فهى تعلم أن مشاعرهم حكم عليها بالإعدام من أول لحظة بدئت فلا سبيل لها ولا مخرج سوى رحمة الله .
مكة بغصة مريرة .تمام يا سيادة الرقيب وأنا بعفيك من تعبك ومتشغلش بالك بيه .
ثم أشاحت بوجهها عنه وقالت والدموع تملىء عينيها أتفضل عشان أنا
عايزه أنام لإنى حاسه إنى تعبانة .
الألم قلب ركان لعدم مقدرته على البوح بحبه لها وإن كان أراد لو صړخ بأعلى صوته وأسمع الجميع بكلمة .بحبك يا مكة .
ولكن ما باليد حيلة فالظروف أقوى من الحب .
وهو ليس قادرا الأن على تحطيم تلك الظروف ولكن هل سيأتى اليوم الذى يستطيع أن يفك تلك القيود الأجتماعية ويعلن حبه لها أمام الجميع
ركان بإحباط يعنى مفيش فايدة .
أكتفت مكة بهز رأسها ولم تعيره إهتمام ولم تنظر له .
فلم يجد مفر من الرحيل مدام ليس بوسعه شىء يقدمه لها ولا حتى قلبه .
فغادرها فالټفت إليه لتنظر له متسائلة ..هل سيجمعهم القدر مرة أخرى أم لعل هذا أخر لقاء
.
غادر ركان ولكن قلبه لم يغادر معه فقد تركه لها ليعذبها حبه .
ثم جال على فكره صديقتها عنان لعلها تجيبه عن حيرته فيستطيع مساعدتها .
فذهب لها فى الحارة وبالسؤال عنها علم إنها فى المشفى تعمل بها ممرضة كجارتها وصديقتها المقربة مكة .
أحد شباب الحارة بص يا باشا عايز تستفهم أكتر .
خش البيت ده واطلع تانى دور وخبط على الشقة اللى هتلاقيها فى وشك
.
دى شقة اخو عنان لامؤخذة ومراته ساره وعنان عايشه معاهم .
ركان..تمام شكرا .
ثم توجه ركان حيث أشار إليه ذلك الشباب .
وعندما طرق الباب جاؤه صوت نسائى حاد اوعى تكونى رجعتى عشان نسيتى حاجة يا مقصوفة الرقبة أنت منا عرفاك مخك طاير زى اللى جابك .
وأنا مش فضيالك يا زفتة أنت بحمى الواد والطبيخ على الڼار حاجة تزهق إمتى أخلص منك ومن قرفك .
ثم فتحت الباب وعلى طرف لسانها كلمة .أنت يلى
ولكنها صدمت عندما وجدت أمامها ركان فنظرت له بنفور قائلة وأنت تطلع ايه انت كمان وعايز ايه
ضغط ركان على شفتيه بغيظ من أسلوبها البذىء ولكنه تحامل على نفسه ليوصل لما يريد .
ركاندى شقة عنان .
فلوت ساره شفتيها قائلة شقتها ايه يا اخينا
دى شقتى أنا وعيالى وهى ضيفة وبكرة تمشى .
ركان .المهم هى موجودة .
سارة لا ارتحنا من لسانها وغارت راحت الشغل فى المستشفى .
بس قولى واحد شكله نضيف زيك عايز البت دى فى إيه
اوعى تكون فى حاجة كده ولا كده لا سمح الله لا إحنا مش بتوع كده .
ركان پغضب شديدأنت شكلك مچنونة باين اقفلى اقفلى .سلام .
ثم غادر ركان فأغلقت ساره الباب بغيظ قائلة..معقول البت دى تعرف اشكال نضيفة كده
ويا ترى كان عايزها ليه
وعندما هبط الأسفل وشاهد ذلك الشاب مرة أخرى سئله عن مكان المشفى الذى تعمل به عنان .
فوصف له المكان فتوجه لها ركان على الفور .
وعندما رأته عنان أمامها ارتجفت وتلعثمت قائلة .خير يا باشا هى مكة جرالها
حاجة
ركان متقلقيش هى بخير .
ثم سئلها .أنت بتحبيها للدرجادى يا عنان
عنان بتنهيدة حارة ومين ميحبش مكة يا باشا
أنت لو سئلت عليها نفر نفر فى المستشفى ولا فى الحارة كله هيقولك عليها بنت جدعة وزى السكر واللى فى قلبها على لسانها ومفيش فى أخلاقها وإيمانها ولا صبرها على كل اللى بيحصلها وبرده مش بتقول غير الحمد لله .
فابتسم ركان وعلم أن حبه لها لم يأتى من فراغ .
ركانطيب .
ومدام بتحبيها كده فلازم تساعديها تخرج من السچن
عنان ببراءة..ولما تخرج هتروح فين يا باشا
يا عينى عليك يا مكة يا حبيبتى دى هيه أصلا اللى عايزة تقعد .
صدم ركان مما سمع فقال بإندهاش يعنى ايه هى اللى عايزه تقعد فى السچن حد يحب عن الحرية
إرتبكت عنان وقالت بتعلثم هو أنا شكلى لخبطت فى الكلام ولا إيه
يا حوستى يانا منا عارفة لسانى ده مبيتبقش فيه فوله .
أقول إيه واعيد إيه دلوقتى بس
ضحك ركان لبرائتها قائلاقولى كل حاجة عشان مقبضش عليك وتروحى تونسيها هناك .
عنان پخوفلا يا باشا هقول يا باشا وأمرى لله.
وسامحينى بقه يا حبيبتى يا مكة إنى قولت سرك .
ركان..ها قولى يلا بسرعة .
عنان بص يا باشا .
البت مكة صاحبتى كانت عايشه عيشة المرار مع الزفت عباس جوز أمها ده لما كانت امها عايشه لسه .
كان كل اول شهر ياخد مرتبها ويدوبك يسبلها ملاميم متكفيش حتى مواصلاتها .
وأخر الشهر تضطر تمشيها ولا حتى كانت بتلاقى لقمة عدله لما تروح البيت .
عشان الزفت عباس كان شمام لا مؤاخذة وبيصرف كل الفلوس على الكيف .
ركان بغصة مريرةطيب وليه كانت ساكته هى ووالدتها على كده
عنان..عشان ملهمش يا باشا أهل ولا مكان يروحوه فصبروا عشان ينستروا فى بيته وخلاص .
ولما ماټت المرحومة الزفت عباس اتحرش بيها وكان عايز يعنى لا مؤاخذة حجات عيب كده استغفر الله العظيم .
فهى عشان تدافع عن نفسها راحت غزاه لغاية مساح فى دمه وحصل اللى حصل وبس مردتش تقول الحقيقة .
عشان عندنا فى الحارة يا باشا الناس لسانهم زى الفرقله مبيسكتوش وممكن يلسنوا كلمة كده ولا كده
عليها وهى بريئة منها .
وكمان يا عينى عليك يا حبيبتى قالت هخرج لمين وتعيش فين
فقالت خلاص السچن يسترها وخلاص من البشر .
وعشان كده سكتت ومكلمتش .
تفاجىء ركان بكلماتها التى وقعت عليها كالصاعقة حتى إنه أستند على الحائط واغمض عينيه پألم .
وحدث نفسه أنت إيه يا مكة مش معقول تكونى بشړ أكيد أنت جبل عشان تستحملى ده كله .
يعنى ترمى بنفسك فى السچن لسنين طويلة لمجرد إنك ملكيش مكان بره .
لا أنا لا يمكن أسكت على كده حتى لو مش قادر أقدملك قلبى بس على الأقل أساعدك واكون سند ليك فى الدنيا دى بس ياريت تقبلى ومتنشفيش دماغك وإلا هكسرهالك .
عنان..أصمله عليك يا باشا .
أنت دوخت ولا إيه
هات يا واد يا مصطفى كوباية لمون الباشا.
ركانلا متشكر أنا همشى دلوقتى عشان ورايا شغل .
عنان..ما بدرى يا باشا حتى اشرب اللمون.
ركانمرة تانية إن شاءالله .
سلام.
عنان إيه الراجل ده وليه مهتم اوى بمكة كده
بس إيه مز وعليه هيبة تهز جبال على رأى ست شادية .
وواد تقيل على رأى ست سعاد حسنى .
أوعدنا يارب بحتة كده فى العالى يلا لما اشوف شغلى .
هو أنا كنت رايحة أعمل إيه
اه _كنت رايحة أدى الست ام فارس الحقنة بس ربنا
يستر المرة دى عشان والله عضتها بتاعة المرة اللى فاتت لسه معلمة فى جتتى .
اه يا جتتى يا عينى عليك يا بت يا عنان .
يختى جمالو حلو يختى شبابو حلو .
..
خرجت سهام من المشفى وعادت إلى منزلها .
رياض بترحيب ..
نورتى البيت من تانى يا ماما.
سهام..تسلم يا رياض يا حبيبى .
ايه مفيش حس ولا صوت فى البيت هى لسه ريم مجتش من الكلية
دى حتى ولا اتصلت
اتصل بيها يا ابنى وطمنى عليها .
ونديلى إكرام هى والبنت الجديدة دى
فابتسم رياض..اه كرملتى .
قضبت سهام جبينها قائلة..بتقول ايه يا ولد
فارتبك رياض قائلامفيش يا ماما .
ثم قام بالنداء على دادة إكرام وكرميلا ليعينوا والدته على تبديل ملابسها .
حدثت سهام الممرضة التى بعثها الطبيب معهم بقولها ..اتفضلى يا آنسة ابتهال .
ابتهال شكرا لحضرتك .
ثم تابعت
حضرتك بس غيرى هدومك وتاكلى اى حاجة وبعدين نبدء بكورس العلاج .
سهام ببعض