رواية رائعة بقلم الكاتبة أم فاطمة
ونسوا قول الله تعالى ولا متخذات اخدان
يعنى مفيش حاجة اسمها صحوبية بين ولد وبنت
حاتم يلا بينا نركب عشان نوصل بدرى ونقضى اليوم براحتنا
ريم بعبوس يلا بس ياريت نرجع بدرى بليز حاتم
حاتم بإمتعاض اوك ريم بس متبدئهاش بتكشيرة كده
فكيها يلا وابتسمى خلى الدنيا تنور تانى وخلينا نقضى وقت لذيذ
حاتم ايون كده
ثم بدء الطريق وبدء يدندن مع أغنية قام بتشغيلها فى السيارة
طول ما انت معايا مبقتش خلاص محتاج ولا حاجه من الدنيا دى
ولقتنى بعيش احساس مش عادى ملهوش نهايه
وحبك عمال يكبر جوايا في كل يوم
دق قلب ريم مع كلمات الأغنية ولمعت عينيها بالحب
وبعد أن كانت تريد الزواج منه من أجل المصلحة فقط أستطاع حاتم أمتلاك قلبها من مجرد كلمات
فاحذرى أختاه من تتبع خطوات الشيطان
وعندما وصلوا دريم بارك
ريم امال فين باقى الزملا لسه اتوبيسهم موصلش ولا إيه
حاتم بمكر مش عارف واحنا مالنا بيهم خلينا إحنا نقضى وقت جميل مع بعض
ثم غمز لها قائلا يلا
وأمسك بيديها ثم بدؤا فى اللهو واللعب وتعالت ضحكاتهم طوال النهار حتى مر بهم الوقت ودخل وأذن للمغرب
ثم أخرجت هاتفها لتجد مكالمات فائتة كثيرة من والديها
ريم پخوف ظاهر على وجهها وبعدين أعمل إيه
لما يسئلونى عن سبب التأخير لدلوقتى
فحاوطها حاتم بذراعيه مطمئنا لها قائلا طول ما أنت معايا مش عايز أشوف نظرة الخۏف ده
فى عينيك تانى
فابتسمت تلك المغفلة قائلة مش عارفة لو مكنتش عرفتك كانت حياتى هتكون عاملة إزاى
حاتم بمكر عادى كلميها وقوللها إنك بخير وان صاحبتك طلبت منك تعمل شوبنج بعد الكلية وبس يا مامى وانت عارفة لف البنات وعقبال ميعجبها حاجة كان الوقت سرقنا ولسه بدور على شوز لون الشنطة كمان فهنشوف وهنرجع متقلقيش وهتصل بيك تانى عشان أطمنك
ريم بإبتسامة أنت عبقرى هقولها كده فعلا
سهام بعدم تصديق مش عارفه قلبى مش مطمن يا ريم
عشان أول مرة تروحى مكان من غير متبلغينى الأول فحسابك معايا بعدين
المهم دلوقتى تنجزوا وترجعوا بسرعة عشان الوقت أتأخر
ريم حاضر يا مامى ومتزعليش أنا أسفة نسيت أبلغ حضرتك الأول
سهام ترجعى بالسلامة
ريم ل حاتم يلا بينا عشان منتأخرش أكتر من كده
حاتم مقبلا يدها برقة أمرك سيدتى
حاتم ليه مينفعش أنت شكلك مش بتحبينى زى مابحبك
ريم لا متقولش كده بس الحجات دى بتكون بعد الإرتباط الرسمى
فحدث نفسه حاتم إرتباط رسمى شكلها داخله على تقيل خلينا نعجل بالمطلوب فى الخطة ونخلص
حاتم بأبتسامة مكر اه اه طبعا بعد التخرج بإذن الله
ففرحت ريم وأمتلئت السعادة قلبها ولا تعلم أن الفرح سيحول لمأتم
رأت سارة عنان تستعد للخروج من أجل الذهاب إلى عملها فى المشفى
فولجت إليها ووضعت يدها فى إحدى جمبيها وقالت بصوت به بعض السخرية على فين يا شمولة هانم
زفرت عنان بضيق والله أنت ليك عنين وشايفة انى بلبس ورايحة الشغل
سارة والله
امال مين اللى اللى هينضف المطبخ النهاردة مش دورك ده ولا عايزة تزوغى منه
عنان يا ستى خليهم لما أجى مينفعش أتأخر على الشغل فيها خصم على طول وجزا
سارة مليش فيه ما أنت ماشية من هنا غير لما تشطبى المطبخ وتعمليلى كوباية شاى كمان
كزت عنان على أسنانها بغيظ قائلة أنت شكلك غاوية شكل يا ولية أنت فابعدى عن طريقى السعادى وإلا والله ما هخلى فى جتتك حتة سليمة
سارة متقدريش لو لمستينى بس هكون رامية هدومك فى الشارع
ومتعتبيش الباب تانى
خشى يلا قدامى شطبى المطبخ
عنان بس كده حاضر
فولجت عنان للمطبخ وسارة من ورائها تبتسم بإنتصار
فأمسكت سارة بسائل الأوانى فى يد ثم
التفتت ل سارة وباليد الأخرى أمسكتها من شعرها
وأغرقت شعرها بسائل الأوانى
فصړخت سارة قائلة بتعملى ايه يا بنت المچنونة
سيبى شعرى أحسلك والله ماهسيبك
عنان أنت مش عايزة تغسلى المواعين خلاص وأنا
مش هلاقى سلك أحسن من شعرك اغسل بيه
وبالفعل غسلت به طبق تحت صړاخ سارة ثم تركتها
سارة والله لرمية هدومك من البلكونة
فأخرجت لها عنان لسانها بسخرية عادى الواد حموئة هيلمهم زى كل مرة وهيدهملى وأنا راجعة من الشغل
ثم نكزتها فى ذراعها قائلة اوعى كده ولية مبتجيش غير
بالعين الحمرا
إمتى ربنا يخلصنى من الغلب ده وأجوز
سارة إبقى قابلينى لو حد بص فى وشك ده
وشكلك هتنونسينا العمر كله يا بيرة
فدمعت عين عنان ثم تركتها مغادرة لعملها وهى تتمتم اللهم فرجك عاجلا
شرد ركان فى مكة وحدث نفسه لا يمكن أسبها تتبهدل فى السچن ولازم تخرج منه خالص أنا مش هستحمل ترجعله تانى أبدا
ثم تسائل
بس حتى لو قالت سبب الأعتداء على عباس هيصدر حكم عليها مخفف برده
يعنى هتتحبس فترة مش هتطلع منها على طول
فإيه العمل كده
ففكر ركان كثيرا فى مخرج لها حتى صاح فجأة بقوله وجدتها
عباس ده شمام وأكيد محتاج ديما فلوس عشان يقدر يصرف على الكيف
فأنا هعرض عليه مبلغ مالى يزغلل عنيه مقابل إنه يتنازل عن القضية
ثم تابع ركان
طيب وبعد متطلع يا ركان هتروح فين
مش معقولة هترجع تعيش معاه تانى
ركان لا طبعا
هتوديها فين وبصفتك إيه يا ركان
متفوق لنفسك وأعرف أن مفيش فرصة بينكم
عارف عارف _بس قلبى لا يمكن ينساها ولازم أتصرف
إزاى يا ركان فكر
اه صح _ مش هى ممرضة
خلاص أتحلت هجبها لماما وبكده هتكون تحت عينيه ومتفارقنيش لغاية مشوف مكان مناسب تقدر تعيش فيه وأكون مطمن عليها
ودلوقتى قبل مروحلها تانى لازم أروح لعباس الأول أضمن إنه يتنازل عن القضية
توجه ركان للمشفى التى يقبع بها عباس وقد تحسنت حالته بعض الشىء
سمح الطبيب له بالزيارة بعد أن كشف ركان عن هويته
فولج إليه ركان وعندما شاهده عباس إنتابه
غصة فى قلبه لم يعلم سببها
وسدد له عباس النظر طويلا متسائلا أنت مين وعايز إيه
كان ركان يود أن يغلظ له فى الكلام كى يخافه ويتنازل بسهولة ولكنه عندما رأه لم يدرى أين ذهبت كلماته ومكث لحظه قبل أن يجيبه على سؤال ثم قال
أنا عارف إنك محتاج فلوس وأنا مستعد أديك اللى أنت عايزه
ابتسم عباس وتهلل وجهه قائلا بجد
ولكنه عبس مرة أخرى وتسائل
بس اكيد فيه مقابل مهو مفيش حاجة مجانا
قول عايز منى إيه
ركان مكة
ركان محدث نفسه هى فعلا قلبت حياتى بس خلاص بقت جزء منى ولا يمكن أقدر أبعدها عنى
ركان بشىء من الحدة أظن ملكش فيه والمهم دلوقتى الفلوس
تاخد كام وتتنازل عن القضية
عباس بتحدى ولو متنزلتش
ركان بسيطة هتقول أنك حولت تغتصبها وكمان التقرير الطبى هيظهر إنك ببتتعاطى وكمان زيادة تأكيد هيتقبض عليك وانت معاك لفة حشېش معتبرة وتشرف فى السچن انت كمان
جحظت عين عباس خوفا مرددا وعلى ايه الطيب أحسن
بس نتفق الأول على المبلغ أنا عايز خمس بواكى متقفلين
أبتسم ركان لسذاجة الرجل فقد ظن إنه سيطلب أضعاف ذلك المبلغ
ركان تمام
بس وقت مهيجيلك وكيل النيابة وتقول متنازل هسلمك الفلوس
عباس اتفقنا يا باشا
أسرع ركان لزيارة مكة ليخبرها بما جد فى قضيتها وما حدث مع عباس
اهتز قلب مكة وارتعشت يدها ولمعت عينيها عندما رأته أمامها مرة أخرى بطالته الخاطفة للأنفاس المعهودة
مكة پغضب مصطنع أنت تانى هو حضرتك مفيش وراك غير القضية بتاعتى
لاحظ ركان إرتعاشة يدها وود لو أن لمسها بيده ليضعها على قلب الذى ېحترق شوقا إليها ليشعرها بالدفىء والإطمئنان ولكنه يعلم جيدا ردة فعلها إذا قام بلمسها لذا حاول التماسك وعدم الأقتراب منها بقدر الإمكان واكتفى بالنظر لتلك العينين العنيدة التى أثرته فى هواها
ركان بهدوء مصطنع وإنما بداخله بركان ثائر ايوه أنا لما احط إيدى فى قضية وأعرف أن صاحبها مظلوم زى حالتك مش بيهدالى بال غير لما أطلعه منها
مكة بنظرة سخرية لا والله حنين اوووى يا خال
فضحك ركان حتى دمعت عينيه قائلا ايوه حنين اوى وبكرة كمان لما تعيشى معانا وتقربى منى أكتر هتعرفينى
اتسعت عين مكة من المفاجأة وفتحت فمها ببلاهة غير مصدقة ما قاله أحقا يقصد تفوه به
هل يريدها معه كزوجة أم ماذا يقصد بأن تأتى معه
ثم وضعت يدها على قلبها خوفا من أنه يريدها كعاشقة فى الحړام ثم جال بفكرها أخرى وهى كخادمة فأغمضت عينيها قهرا متسائلة
أنت عايز منى إيه
لاحظ ركان علامات التساؤل على وجهها
فجاوبها بصى يا مكة
أنا خلاص عرفت سبب تهجمك على جوز والدتك بالشكل ده من عنان صاحبتك وعرفت برده السبب اللى عشانه عايزة تقعدى بيه فى السچن
دق قلب مكة وركان مسترسل فى حديثه وتترقب بشغفة بالغة ما ينوى فعله بها
تابع ركان
وعشان كده أنا دفعتله فلوس عشان يتنازل عن القضية وتطلعى خالص من السچن
أما مسألة تروحى فين بعدها فأنا أمى مريضة قلب ومحتاجة متابعة من ممرضة تقيم معانا وده حاجة مؤقتة عقبال ما أوفرك مكان تعيشى فيه وأنت مطمنة
نزل كلامه كصاعقة
على قلب مكة وعلمت إنها بنت لنفسها قصور فى الهواء وسقطت على رأسها
إذا فليس لها فى
قلبه أى شىء وإنما هو ينظر لها بعين الشفقة لا أكثر فأى عڈاب هذا
أيعقل يا حبيبى ألا تشعر بنبضات قلبى التى لا تنبض سوى لك وحدك اتراك حقا لا ترانى كيف
وكل شىء بداخلى يكاد يهمس بحبك
تلألأ الدمع فى عين مكة وحاولت جاهدة دفعه حتى لا يشعر بضعفها
ثم تمتمت لا والله كتر خيرك يا باشا
بس يعنى متشغلش بالك بيه ووفر فلوسك لحد محتاج أكتر منى وأنا مرتاحة كده
ڠضب ركان وقبض على يديه بقوة وصاح فى وجهها أنت إنسانة غبية ومش فاهمة مصلحتك بجد
فيه حد يحب السچن والپهدلة عن الحرية
ابتلعت مكة ريقها بمرارة ثم أردفت ايوه فيه حضرتك
ركان وده مين إن شاء الله
مكة سيدنا يوسف عليه السلام
أما سمعت قوله تعالى على